٣٨

2.5K 236 5
                                    

عقاب الثامن والثلاثون
يلا ياجميل ايدك واللاف فرحوني❤️
غادر سالم وهو يشعر بأن رجوه دست يدها في جُرحه مرة أخرى دون شفقة أو رحمة وأعتصرت قلبه مجدداً.

وقف أمام عمه قصير الذي وصل أخيراً للقبيلة ونزل من فوق حصانه وقد بلغ به الغضب مبلغه، فسأله سالم:
- ليش مشيت لرجوه ويش كان ودك منها ياعمي؟
- كان ودي انهي عمرها وأرتاح منها وترتاح انت وترتاح هي بعد، وتتنسي رجوه وينمحي اسمها من القبيلة وينقطع ذكرها من الأفواه.
سمع سالم كلمات عمه وجحظت عيناه من هول ماسمع، فرد على الفور:
- والله بسماه ياعمي إذا رجوه يمسها ضُر لأحرق القبيلة كلها، بخيامها بحلالها وهوايشها بناسها صغير وكبير، شباب وشياب، ومتل ماينتهي ذكر رجوه ينتهي معها ذكر قبيلة المنصور من الوجود.
رد عليه قصير:
-برد قلبك ياسالم، انت الحين تحكي من ورا محبتك لها اللي مازالت بقلبك ماجفت، بس بعد زواجك راح تنسى رجوه ومارح تعنيلك اي شي.

- ولحين يصير هاد الحكي وانساها وماتعنيلي ماحد يقرب منها ولا يحكيلها كلمة توجعها.. رجوه مو بس حبيبه ورهينه ياعمي.. رجوه بنتي واختي ورفيقتي وبنت عمي، واذا انقطع رابط يضل الف رابط غيره، وطول ماتربطني بيها صله.. رجوه بحمايتي وماحدا يقربها.. ولا حتى انت ياعمي ومنك السماح.

تنهد قصير وقام بسحب لجام حصانه وتحرك من أمامه خطوة، ولكن يد سالم أمسكت منه اللجام وهو يقول له:
- والله عار علي إذا انا واقف وعمي وشيخي بروحه يعاود حصانه ويربطه.

تحرك سالم بالحصان وترك عمه قصير يراقبه بحسرة وهو يتمتم في نفسه:
- الله يلعنك يارجوه ويلعن البطن اللي شالتك ياأم الفوانص ياعارر.

خيم الليل واصطف رجال القبيلة وشبابها حول الشيخ قصير، وبعد الخوض في عدة موضوعات، تنحنح قصير وأعتدل في جلسته وتحدث بكل جديه:
- ياولاد خوي اليوم نويت نعطي بناتي ونزوجهم بأقرب وقت، فمن بخاطره وحده من بنيات عمه يحكي الحين ويحجزها، ومن بعد إذنكم سويلم اول واحد بيختار من بنياتي، بخلاف رجوه لأنه ماعاد يريدها وحل نهوته عليها، بس اني انريد نسبه وقربه وما اريده يصير صهر لغيري.

فزع سالم من حديث عمه قصير ونظر لرابح بإستنجاد؛ لأن مايطلبه منه عمه هو الجنون بعينه، فرد عنه رابح على الفور:
- من رخصتك ياعمي تعفي سويلم من الاختيار، لأن عمتي عوالي شافتله عروس وبالفعل تكلمت مع البنيه وعشمتها، ومايصير نقطع العشم ونبدله خذلان، كلهن بنات عمومتنا والكل بغلا بعضه.
نظر قصير لسالم وتنهد حسرة ثم قال:
-والله اذا هيك الحكي مرخوص ياولد خوي وربي يجعلك بيها الصلاح والفلاح وتملالك القبيلة ولاد ملاح.
والحين اللي بده بنيه يذكر اسمها قدام الجميع ويربطها بإسمه.
فسارعت الافواه بنطق الأسماء ومن كان الاسرع حظى.
أما سالم فقد استشاط غيظاً حين ذكر احدهم رجوة وطلبها زوجة له، ولكن رد هلال عليه هو ما اثلج قلب سالم حين قال:
- رجوه مو من ضمن الاختيارات، رجوه ماراح تتزوج، لساتها ما عقلت بعد ولا تعرف تعمر خيام، بعدها صغيرة.
صدق قصير على كلام هلال إبنه،
أما جميع الحضور فنظروا للخاطب بلوم وعتب، فهو يعلم جيداً رجوه بقلب من، والكل يعلم لماذا تم إنهاء رهنها، فلا أمر يخفى علي سائر القبيلة مهما كان صغيراً، ولكن هذا بالتأكيد كان عاشق خفي يتربص الفرصة واراد إغتنامها، ولكنه لم ينالها.

رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن