28

3.5K 238 9
                                    

رواية عقاب ابن البادية الفصل التاسع والعشرون

نظر اليها سالم ملياً يحاول أن يصنف ماسمعه منها، هل تقصد به المعنى الذى يفهمه اي شخص يسمعه، أم له معنى آخر، هل تقصد مثلاً انها تريده ذات صيت زائع وتفتخر به ونظراً لانها تعرف ان عقاب لديه كل ماهو غريب ومثير في نظرها تريد أن يمتلك مثله، أم ماذا؟
لأنها بالتأكيد لا تقصد المعنى الآخر، ومن سابع المستحيلات أن يخطر بخيالها، هي تعلم أنها فى عداد زوجته، تعلم أنها رهينة على إسمه، وتعلم أيضاً انه وآدم إخوة ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن تفكر، فألتمس لها عذراً، بل التمس لها الف عذر كي لا يسمح بالإحتمال الثاني أن يتسلل لعقله ولو لجزء من الثانية، فإقترب منها وجلس على حجر قريب منها وهمس لها بصوت حنون:
- رجوتي.. اذا ودك حياة الحضر، اذا ودك بيت حلو وحيطان وسقف، إنا نبنيلك احلا بيت.. أما مسألة اني انصير حديث الجميع فهادي تقدري تسويها إنت يارجوه.. اذا تشوفيني احسن واحد بالدنيا كيف ماانا شايفك، اذا عيونك مايعرفوا ينضروا غيري راح تفتخري بيا  وتذكرى إسمي بكل جَمعة وتقاطعي بيه اي حديث، ووقت تنذكر الأبطال تذكريني.. القلب وقت يعشق العين تكتفي واللسان يجود بالأشعار ويتغنى بالغزل، بس إنت ماندري ليش سكرتي قلبك من ناحيتي هيك، ليش بدت عيونك تطير وتقارن؟ ليش ماعاد سالم معبي عيونك من بعد ماكان كل دنيتك وتعرفي إنك كل دنيته.. إنتِ ليش صايره نكاره محبة

-اني مانكاره ولا شي، ولا عندي فراغة عين إن كنت  هيك ترمي علي بحكيك، كل القصة انك سألتني وأنا جاوبتك.. انا ماننكر إنك عملت  عشاني حاجات واجده  ماحدا من اهلي عملها، قدمتلي المحبه والرعاية اللي ماشفتها من حدا غيرك واذا قلت غير هيك وقتها يحقلك تقول عليا نكاره.. بس انا ياسالم ماشايفه إن يكون مقابل  هالحاجات يكون زواج، ليش مانفضلو لآخر العمر رفقه ، ليش ماتضل اخي الكبير، ليش مانكفي العمر سوا بس رجوه وسالم، من دون زواج ولا يربطنا رباط يخرب محبتنا.
- تو  الزواج اصبح يخرب المحبه بنظرك؟ مين فهمك هكي؟
- انا مو صغيره لنستنا حدا يفهمني، اني كبيره وواعيه وفاهمه كل شي من حالي. ولا انت مو شايف وواعيلي
- والله ولا كبيره ولا شي، وبعده عقلك ماتخطى مرحلة القماط، وعشان هيك انا ماراح انحاسبك على اقوالك كيف  مانحاسبك ع افعالك، لأن الصغار مايتحاسبون يارجوه.. هاك جبتلك شي حلو.. كلي وحلي فمك يمكن لسانك اللي ينقط مُر ينقط حلا حتى مره

ترك بجوارها  حقيبة الحلوى، وغادر وهو يتمنى أن تكون هذه فترة المراهقة التي تتخبط فيها المشاعر وتتشتت، ثم يأتى بعدها الإستقرار النفسى الذى يعيد كل شيئ إلى نصابه الصحيح.

ذهب إلى خيمة الشباب وجلس بجوار رابح بعد أن القى التحية على الجميع، فنظر إليه رابح وأردف:
- ايش فيك اللي يشوفك يقول عاود لقى الضباع كلت صيده كله بعد يوم قنص!
- مابيا شي، اشقى بحالك إنت وبعروستك اللي ماتبقالها واجد وتكون بخيمتك ويرتاح قلبك واترك المتعوب يقاسي.،ويعاني مع روحه
- أعوذ بالله من القر والحقد اللي ماقادره الناس تداريه، ايش فيك ياسعدان البوادي ماانت كمان كلها عامين تلاته وتصير مرتك بخيمتك انت مازال صغير وهي مازالت طفلة.
- لا ياخوي لا انا صغير ولا هي مازالت طفلة، اللي بسنها وسني يتزوجون ويعمرون خيام، السن مو مشكلتنا تو، مشكلتنا انا ورجوة كبيره واااجد.
- اي ويش هي مشكلتكم الكبيره واااجد؟
- رجوه الظاهر إن دلالي فسدها كيف مادوم تقولون انت وعقاب، وتو بديت انشوف ايش سوى فيها الدلال، صارت ما يشبع عينها اللي بيدها وصارت تريد كل شي، كيف وايش المقابل مادخلها، بس تريد اللي تريدة يتحقق بأي طريقة.

رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن