٩

4.2K 235 10
                                    

رواية عقاب ابن الباديه الفصل التاسع بقلم ريناد يوسف
انتفض محمود  وهو يسمع الكلمات التي همست له بها عايده ورد عليها وهو يجز على اسنانه انت اتجننت يا عايده انت هتعملي زيهم هتبقي مجرمة هتقتلي هتزهقي نفس
ردت عليه عايدة بنفس نبرته ونفس اسلوبه وبغضب مستتر وراء ملامحها التي تمثل الثبات:
- لو هتسميه جنان يا محمود اعتبرني اتجننت اتجننت لما بحاول ادوق اللي اذاني زعلتي من نفس الكاس اللي بيشربنا منها اتجننت لما بحاول اخذ طار تعبك في الايام اللي فاتت ووجع قلبي عليك وخوفي وقلقي ورعبي احسن تجرالك حاجه واخسرك..
اتجننت لما بحاول ادوق الاخ من اللي بيعمله فأخوه.. انا لو اتجننت زي مابتقول كنت قتلت واحد من عيال يحي وعلى وشك قتل التاني.. انا متجننتش يامحمود وعاقلة جداً.

ولو فيه حاجه غلط ومش منطقية فهو موقفك وسلبيتك وانك مخلي اخواتك فبيتك وجنبك وانت عارف انهم تعابين متربصين بيك وبأولادك وفلوسك.. ومتقوليش عدوي اقرب من صديقي ولو بعدو هيأذوني اكتر والكلام الفارغ ده.. لاني بصراحة مش مقتنعة بيه ولا هقتنع مهما حاولت تقنعني.
يااخي دا كفايه الواحد يتنفس هوا نضيف بعد مايمشوا داانا حاسه اني بتنفس هوا مليان غل وكره منهم.

صمت محمود ولم يجد مايقوله لها، فكل الحق معها وهو نفذت حججه واقاويله، ولكنهم وصية ابيه وأمانتة التي أؤتمن عليها، لقد طلب منه ابيه وهو على فراش الموت الا يفترق عن إخوته او يتركهم مهما حدث،
واخذ منه عهد بذلك، وعلى الرغم من أن اذيتهم له تنقض جميع العهود..
الا انه لازال يعطيهم الفرص، حتى إذا وقف امام والده يخبره بأنه لم يفرط في امانته بالرغم من انها دمرته، ولازال لديه أمل أن يتغير فكرهم وتتبخر المياه التي إختلطت بدم الاخوة  داخلهم وغيرت تركيبه ومواصفاته.

هو يعلم جيداً ان كل هدفهم النقود في الوقت الحالي، ولكن مايحركهم نحو النقود هو الحقد والغل والغيرة منه ومن علمه ومكانته، وكل هذا لن يبارح قلوبهم حتى وإن استولوا على جميع مامعه،
فمشكلتهم الاساسية في شخصه لا في أملاكه.
يحيى منذ الصغر وهو يضع نفسه في مقارنة دائمة معه ويقيس حياته عليه، ومع كل اختلاف وتميز لصالح محمود يزداد الكره والحقد.
كان يعتقد محمود ان عند موت ابيه سينتهي كل شيئ، وأن تفضيله لمحمود هو السبب، ولكن للاسف ترحل الاشخاص وتعيش الأسباب.

نهضت عايدة من جانبه وتركته وصعدت لغرفتها وأغلقت الباب عليها، وأخرجت صورة ابنها الراحل وإبنها المنفي ووضعتهم أمامها واخذت تبث لهم الشوق والحنين فى صورة عبرات وتطلب من الله الصبر بمقدار ما فى قلبها من حزن.

أما محمود فأخذ يراقب اخيه وهو يتلوى أمامه من ألم معدته ولا يستطبع الانكار بانه رغم عدم رضاه عن تصرف عايده، الا أن هناك شيئ بداخله يشعره بالراحة ولذة القصاص، حتي وإن كان أخاه، فهمس له وهو ينهض ليخرج للحديقة ويتركه غارق في ألمه:

رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن