٤٧

2.4K 198 17
                                    

عقاب الفصل ٤٧

تدهور الحال بالشيخ منصور بين ليلة وضحاها، فأصبح لا يقوى حتى على الحركه وقياتي تفرغ له بالكامل وترك جميع أشغاله بالرغم من أن هذا فيه خسارة كبيرة له، فهو لا يثق  في احد إلا نفسه،ولا يولي احد أي مهام في عمله إلا تحت إشرافه ومراقبته.

بينما هو جالس بجوار ابيه يتفقد حرارته ويدلك له قدميه، أن منصور وتحدث بصوت متعب:
- قياتي.. أريد اندفن بقبيلتي، وسط ناسي، وتحت رمال ارضها اللي عشت عمري كله باحظانها.
- بس يابوي السفر به مشقة عليك وصحتك ما تتحمل.
-ماتشيل همي انا اتحمل اي شي بس اروح لحبابي  ردني لقبيلتي أريد اودعها قبل ماأفارق.
نظر قياتي لزوجته وبناته الملتفين حول جدهم وكأنه يستشيرهم في أمره، فنطقت أوسطهم :
-يبه الشيخ أمر وأمره ماينرد، رده للقبيلة وحققله أمانيه.
- بس يا عفراء  انت تشوفين حالته.. إيش فايدة تحقيق الأماني إذا تقتل صاحبها؟
- يابوي هي أمنية فراش.. ولابد تتحقق،إو متل مانقول وصية.
- ياعفراء انت تعرفين وهو يعرف إني مااقدر اسافر الحين، هاد وقت قاتل بالنسبة لشغلي، ومااقدر أأجله.
- ووقت قاتل لجدي ومايتعوض إذا فات أوانه، والندم اللي راح تحس بيه غدوه ماراح يهنيك على شي.
- والعمل؟
هدر به منصور بضعف:
- العمل تردني لقبيلتي اريد اموت فيها والموضوع مابيه نقاش ياقياتي.

- يابوي حتى ولادي الزوز صغار ومايفهمون شي كنت إعتمدت عليهم بشغلي او خليتهم ياخذونك للقبيلة.
- مااريدك ولا اريد وليداتك، انا اندز على رجال من القبيلة يجي ياخدني، وتعرف إنت وقت منصور يشاور ويأمر القبيلة كلها تلبي.
- ادري يابوي، بس عيبه تكون عندي وتدز علي اللي ياخدك.
ردت عليه زوجته:
- يومين مايأثروا على شي ياقياتي.
- وين يومين يا ريانه، يعني تظني اوديه وارد واتركه بهي الحالة؟
- اي اتركني وماعليك بي، إشقى بروحك، انا بس اكون وسط احبابي مااريد منيتك.
- يابوي منية ايش؟
-منيتك بانك توديني القبيلة وتقعد معاي.
- اهوووو جينا للكلام اللي يصعد الدم للنافوخ.
-صكر خشمك ياقياتي ولا ترد علي.
وهنا تحدثت زوجة قياتي لإنهاء الجدال:
- نروح انا والوليدات معه ونبقى بالقبيلة وأنت رد لاشغالك ياقياتي، ماتصعب الأمور وهي .
صاحت عفراء بفرحة:
- وأخيرررراً رايحين القبيلة.
لتهتف اختها الصغيرة نوف ذات الثلاث عشر عاماً:
- لا لا، أنا مااريد اروح قبايل، إذا انتوا تروحون انا ابقى مع بوي هين، انا مااحب حياة القبايل ولا عاداتهم.

فردت عليها اختها الأكبر بينهم وتدعى العنود:
- لا كلنا بنروح ومافي شي اسمو أبقى ومااروح.

قياتي:
- يعني عقدتوا العزم على السفر؟
ردت عليه زوجته:
- اي ياقياتي، الشيخ أمر ووجب علينا التنفيذ.
أومأ برأسة دليل على موافقته، وعقد النية على أخذهم للقبيلة في أقرب وقت حتى لا يحدث مايندم عليه لاحقاً،
وخرج علي الفور يرتب أمور عمله ويحجز تذاكر الطيران له ولأبيه وزوجته وبناته الثلاثه وولداه الصغيران الحسن والحسين.. وأبلغ في طريقة عمه قُصير بخبر عودته بأبيه وكانت الفرحة في القبيلة لا توصف.

رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن