عقاب ابن البادية الفصل الحادي والعشرون
ذهب قصير إلى المشفى بالأوراق التى إنتهت، والخاصة بسفر الشيخ منصور هو ومحمود، وأيضاً ليخبره بأمر صفقة الاسلحة.. واصطحب آدم معه، بعد ان عاد برابح متأخراً ليلة أمس ورفض قصير عودته للمشفى بهذا الوقت من الليل، فذهب آدم للإطمئنان علي والديه، وجلس قصير مع عمه يخبره بكل شيء، وبكل ماحدث منذ غيابه للحين.. وبعد أن تحدثوا في كل هذه الأمور نظر اليه الشيخ منصور وقال له:
- اي صحيح نسيت انخبرك.. رابح حكاني بالأمس ورهن مني معزوزه وانا عطيتا.
قصير هب واقفاً ورد عليه بصدمة:
- كيف ياعمي ترهن معزوزة لرابح وانا رهنتها لمحراب بالأمس..
صحيح الاتنين سوا في كل شي الا اني وابو محراب اشغالنا مع بعض من وقت كنا صغار وبكل صراحه انريد قربه بالنسب
ورابح الله يرزقه بنات القبيله واجدات وفيهن اللي خير من معزوزة
منصور:
-اتعدى على كلمتي ياقصير! عمرك مادرتها وللا خلاص كبرت على عمك؟
قصير:
-العفو منك ياعمي بس والله عطيت كلمه
منصور :
وانا عطيت كلمه وكلمتي فوق كلمتك، وفي شي اخر، رابح مو مفرط في بنتك ويريدها من زمان وانا واعيه، ومحراب الكلب يعرف هكي زين.
موال بنتك هيطيح الخوت في بعضهم وما صارت عندنا اتنين ايتحاربو على بنت.
قصير:
-ماراح يصير شي ياشيخ انقولو محراب سبق بالرهن ورابح مقدور عليه.
- وتطيح كلمتي عالارض وتدوس عليها، من امتا منصور يعطي كلمه ويرد فيها؟
قصير:
- ياعمي بس افهم علي.
منصور:
-قفل على هالحكي توا، وبس انعاود من السفر نلقولها الف حل باذن الله.
صمت قصير فهو الآن في مأزق كبير، بين اشغاله ومصالحه، وبين غضب عمه ومشيخة القبيلة، الأمرين لا يقلا أهمية عن بعضهم، واخذ يفكر كيف يمسك العصى من المنتصف ولا يخسر جبهة من الجبهتين، فوجد انه امر مستحيل، وأن الخسارة اصبحت من المسلمات.
خرجت عليهم الشيخه عوالي واخبرت قصير بإنها ستعود معه للبادية، لأن آدم سيبقى مع أمه، وهو من اصر على مغادرتها، ونظرت لسالم واخبرته ان آدم يريده، وهناك اخبره آدم بأن يعود مع عمه قصير وجدته عوالي للبادية كي يستحم ويبدل ثيابه ويستريح قليلاً ويعود لاحقاً مع رابح.. وكل هذه اعذار واهية يعطيها آدم لسالم حتي يعود للقبيلة، فهو يعلم أنه يشتاق لتلك الماكرة الصغيرة التي سأله عنها قبل اي شيئ فور أن رآه،
ولزيادة في الاسباب المقنعة للمغادرة اعطاه آدم مفتاح غرفته وطلب منه أشياء يحضرها له معه، فأخذ سالم المفتاح وخرج من الغرفة وتركه مع أمه التي كانت تحتضن ذراعه وهي مغمضة العينين وكأنه طوق نجاتها من كل الألم الذي تشعر به.عايده:
-كلمني عن نفسك ياآدم، اتكلم يابني عايزه اسمعك، نفسي افضل اسمع صوتك كده على طول ميغيبش عني، عوضلي كل السنين اللي مسمعتش صوتك فيهم، اضحك وسمعني ضحكتك، أصل صوتك وضحكتك اتغيروا وانا عايزه احفظ النبره الجديده.. خليك قدام عنيا ياآدم متغيبش.
آدم تبسم وهو ينظر الى عينيها تارة وإلي باقي ملامحها تارة أخرى، يتجول في وجهها وكأنه يتجول فى وديان الجنة، ويشعر بالراحة وهي تنبعث من بين شفتيها مغلفة حروفها، فهمس لها:
- ويش تريديني اقول ياجنة قلبي، ويش تريديني احكي.
- اتكلم في أي حاجه، اتكلم وخلاص، قول بتحب ايه بتكره ايه، فاكر ايه من ذكرياتك معانا، ايه اللي بتتمناه ونفسك يتحقق، قولي كل حاجه عنك عايزاك كتاب مفتوح قدامي انا أمك متخبيش عني حاجه.
آدم:
- انا كل شي عني واللي احبا واكرها راح تعرفيه مع الوقت شوي شوي، بس تو انا ودي انت تحكي وتقوليلي كل شي حصل معاك انتي وابوي من عمي، احكيلي الصدق هو اللي موت اخوي وحرمني يكونلي اخو ، قوليلي ليش يسوي هكي ويش غايته، َمعقوله يكون يسوي كل عالشي بسبب لقروش؟ ولا العداوه ليها غير سبب؟
أنت تقرأ
رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسف
Mystery / Thrillerقصه تدور حول تخلى الأهل عن ابنهم ونفيه في الصحراء وسط قبيلة بدوية لحمايته من القتل كما حدث لأخيه الأصغر، وأيضاً لثقله كي يعود قوياً ويستطيع مواجهة من أفسد حياته وحياة ابيه وحرمه من اخيه الوحيد، والذي لم يكن سوى عمه.. فتحول الطفل على يد شيخ القبيلة ل...