٣٥

3K 205 16
                                    

رواية عقاب ابن البادية الفصل الخامس والثلاثون.❤️

بعد أحاديث طويلة أغلق آدم هاتفه وعاد للخيمة كي ينام وسط الشباب، وما أن دلف وأضاء مصباح هاتفه ليرى في أي فراش سينام، حتى رأي سالم مستيقظ وينظر لسقف الخيمة ولا يُبدي ردة فعل تدل على انه أنتبه لقدومه، فما كان من آدم إلا أن إقترب منه وجلس بجانبه وسأله وهو يعلم سر حاله جيداً، وكانه يغالط عقله:
- ويش فيك ياخوي، ليش النوم مجافيك وشاخصه عيونك متل اللي يدور بالسقف على شي ضايع منه؟

ليجيبه الآخر وهو على نفس وضعه وثباته:
-النوم مجافيني لنفس السبب اللي مجافيك لاجله ياعقاب، صاحبك سالم مو من اليوم النوم خاصم عيونه، وحتي إن زارهم تكون زياره خطف.. اااخ يانوم من ويش يصالح عيوني عليك.وياليل ماأطولك على مشغول البال؟

-هون علي روحك يالغالي وسلمها بيد الله وعاود للنوم وارمي حمولك على الله وهو عليه التدابير.

- ماينام الليل غير خالي القلب والبال ياعقاب ليش ماتفهم.. اتركني وروح ارقد انت واطمن، عارف انك متكدر علي، بس ماتعرف ربك وحكمته يمكن هادا خير لي وانا ماندري.
مانطلب منك غير ماتنساني من دعاك كل ماحط جبينك على الوطا ساجد.

نظر اليه آدم ولم يعقب، فقد كان حال رفيقه يُرثى له ويعلم أنه لن  يجدي فيه كل عبارات الرثاء.

إستوى آدم على فراشه وتشارك مع سالم في النظر لسقف الخيمة، واخذ يفكر في كل مايدور من حوله وكل الأذى الذي يحاول صده والبدء في المهاجمة، فقد تأخر هجومه كثيراً، وكم تمنى لو أن كل همه مثل هم سالم، خسر حبيبته ولكنه بمأمن، وقلبه لازال نابضاً، وسيعشق مرة أو مرات أخرى، أو ربما تعود له صغيرته وتبدد الهم الذي سكن يسار قلبه ويعود لسابق عهده.. فخسارة الحبيب هي أهون خسارة من وجهة نظره،اهون من الخوض في حرب من أجل البقاء يهون فيها كل شيئ.

أما في ليبيا..
قياتي:
- يابوي كلك شي وتقوت، مو معقول قافل فمك عن الوكل والشراب وبس تشرب أعشاب ، بهي الحاله راح يزيد عليك التعب.
منصور بضعف:
-اتركني ياقياتي وماتغصبني عالطعام، النفس اللي تاكل والمعده اللي تتحمل وانا لا نفسي قابله ولا معدتي متحمله، يبقى بلا عذاب ياوليدي، خلي مرتك تسويلي الاعشاب اللي تريحني وماتشغل بالك بوكلي وشربي.

هم قياتي بأن يجادله اكثر، ولكن قطع حديثه إتصال على هاتفه الجوال، فنظر لشاشته وتنهد بإرتياح وهو يردف:
- وهادي الوحيده اللي راح تأثر عليك حضرت.. هلا بعمتي عوالي.. هلا بالغاليه.. والله بوقتك دقيتي.
- هلا فيك يانبض عمتك انت.. طمني ويش احوال بوك اليوم، انشالله حاله هاني.
- والله ياعمتي كان بودي اطمنك بس للأسف خوكي وتعرفيه، صايم عن الزاد ومافي غير يشرب مي واعشاب لما حاله صار مايسر عدو ولا حبيب.
- اي نعرفه ياعمتي بس يمرض يخلي كل اللي حوله مرضى من كثر مايوجع القلوب عليه، اعطيه لي خلي انشوف ويش اخرتها معاه هاد الشايب اللي مايعمل حساب لحدا.

رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن