٦٧

2.7K 146 8
                                    

عقاب ٦٧
مرت الأيام سريعاً ، وخرج رابح من المشفى، ومنذ ذلك اليوم ورجوه أصبحت تراقب مزيونه وسالم كالهرة الجائعة التي تراقب عصفور داخل قفص، جالسة أمامه تلتفت لأي حركة منه.. وبدأت في إفتعال المشكلات مع مزيونه، وإن جمعتهم طريق واحد لا تمر منه مزيونه إلا بعد أن تسمعها رجوه مالا تطيق..
مزيونه:
-زيحي يارجوه أريد أملا ماعوني.
-جايه بالأخير ماتمشين إلا الإخيرة.
- أنا ماقادره اقف واجد يارجوه راسي لافه وأريد أرد قبل لا يعاود سالم.
- قوليله رجوه العطلتني ماراح يحكي معك شي.
-اتركيها يارجوه تعبي وتمشي، البنيه حبله وماقادره توقف زايد.
-تجلس.
-انا اريد أعرف ليش تتعنديني يارجوه، وإيش موازيك علي؟

-وانا ليش اتوازي عليك منو أنت لحتى احطك ببالي من الأساس؟
-انا ستك وتاج راسك، انا مزيونه مرت سالم زينة رجال القبيلة.

مزيونه نطقت إسم سالم وماظل في رأس رجوه عقل، فهجمت عليها وبالكاد إستطاعت النساء تخليصها من يديها قبل أن تقتلها خنقاً، فإبتعدت مزيونه تصرخ وتستنجد بسالم حتى أتى لها مسرعاً من مجلس الشباب، وصدم من منظرها، ولما أخبرته بان رجوه ضربتها جن جنونه وذهب نحو رجوه مسرعاً، سحبها من ذراعها من وسط النساء وابعدها قليلاً وهدر بها:

-رجوه اريد أعرف لييش هالتصرفات مع مزيونه وليش حطيتيها بمخك وتجاكريها وتضربينها، إيش سوتلك ولا انكلبتي انت ولا إيش؟
-تحبها؟
-وليش مااحبها، هي وحده مايلوقلها إلا المحبه.
- وانا ياسالم، وين محبتك لي؟
-انت إيش يارجوه، بيش جايه تطالبي الحين، محبة سالم لكي من عدمها أصبحت شي ذات قيمة اليوم؟ أمرك عجيب والله.
-سألتك سؤال، وأنا وين راحت محبتي البقلبك ياسالم؟
-اعرف سر هالحالة الانت فيها، وأدري أنك جايه تسألي على محبتك وتطمني على وجودها من بعد ماشفتيني مع مزيونه، وأكيد حسيتي إني مرتاح ومبسوط فقلتي انغص عليه حياته واخربها وأرجع اذكره بمحبته لي، أنا الحين فهمتك يارجوه، أنت ماتحبي تشوفي سالم مرتاح،
ماتكوني هانيه إلا وعيونك شايفاه متعذب وتريديه يجري وراك ويشحت وصالك ومحبتك وانت تصدي وترفضي وتتغلى.
-لا ياسالم مو هيك، انا كنت غالطه وماادري شي وقلبي معمي والحين...

- والحين شفتي إن مصلحتك مو مع عقاب وإن اللي توقعتيه منه ماراح تتحصلي عليه، فقولتي تيجي للتيس سالم وتضحكي عليه مره ثانيه، وتتحججي بإن شوفتك لي ولمرتي صحت غيرتك..
غيرتك الماصحيت وقت الكنت اتزف عليها ولا جابتك حتى لعرسي تشوفين إيش بي، غيرتك الكانت مطموره كل هالفترة والحين طافت عليك.
ليش يعني كل هالوقت مفكره إني بخيمه وحده مع مزيونه وحبلت مني من دون مايجرا الشفتيه بعيونك؟
- ماكنت افكر بهالشي وماتوقعت إني بس اشوفها معك انوجع كل هالوجيج.
تبسم سالم وهز راسه بيأس وهمس لها:
- شوفي كيف حتى جملتك مغلوطه، أشوفها معك هيك، يعني بالنهاية شفتيها هي مو أنا، استكثرتيني عليها مو غرتي علي ولا أي شي من كل الخرابيط التحكينها.

رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن