٤٤

5.3K 441 102
                                    

عقاب ابن الباديه ٤٤
التفاعل بيقل ودي حاجه حسستني بإن الرواية بقت ممله ومبقتش عاجباكم.

صرخت فريال وألقت الهاتف من يدها وأخذت تجري فى كامل الشقة يميناً ويساراً كمن لدغها عقرب، لا تعرف إين تذهب أو ماذا تقول، يحيي هو الآخر تصنم ولا يعلم ماذا يفعل،
وأخيراً إستطاع التفكير، هاتف إبنه ياسين وأخبره بما حدث لأخيه، وأمره بالإسراع للمشفى قبلهم.. ونظر لفريال وقال لها بأمر:
- مش وقت صويت، أتصلى بأختك وقوليلها تجيب الترياق معاها وخليها تسبقنا على المستشفى وتدى مدحت الترياق بسرعه.

أمسكت فريال الهاتف واتصلت علي اختها، وبدون مقدمات صرخت بها:
- مدحت أكل السم خدي الترياق واتصلي بياسين واعرفي هما فأنهي مستشفى وروحي وراهم قوام، الحقي الولد يافاطمه، الحقي مدحت.

اغلقت فاطمه السماعة واخذت الترياق وذهبت مسرعة نحو المشفى في سباق مع الزمن، وإن مرت اكثر من ساعة لن تستطيع إنقاذه.

وصلت المشفى التي أخبرها ياسين بموقعها، وجدت هناك ياسين وآدم فقط،
إقتحمت غرفة الطوارئ وهجمت على مدحت تحاول سكب الترياق في فمه، ولكنها لم تتمكن من فتح فمه؛ فقد صك على أسنانه وبدات نوبات التشنج التي تسبق الموت، أمسكت إبرة وملئتها وحقنته بها سريعاً، ولكن سقط قلبها عند أقدامها حين رأت جسده يتراخى، وأدركت أنها تأخرت،
وأن المادة التي أضافتها للتركيبة مؤخراً أضافت لها قوة اكبر مئات المرات، فمدحت أخرج من فمه رغوة ممزوجة بالدماء وكأن امعائه لم تتحمل السم فذابت!

رأى الطبيب ماتفعله فاطمه مع المريض، فشك في أمرها، حتى بعد أن أخبرته بأنها طبيبة وسوف تعالجه، فالسم أنواع، وهي اتت بزجاجة فيها ترياق!
إذاً هي تعرف نوع السم وكيف تناوله.
والمسألة بها جريمة أكيدة، فأخذ منها الزجاجة عنوة وقام بإبلاغ الشرطة على الفور بعد أن فارق المريض الحياة، أما فاطمة فكانت تنظر لمدحت ولا تصدق بانه فارق الحياة فعلاً، فبرغم كل شيئ هذا إبن اختها بعيداً عن كل الاطماع والخلافات وللموت رهبه.

سمعت صوت فريال في الخارج فأرتعدت أوصالها، ماذا ستفعل الآن حين تعلم أن إبنها مات بالسم الذي صنعته لها بيدها،
خرجت من الغرفة ووجدتها تصارع كي تدخل لإبنها، لم يخبرها أحد بخبر وفاتهللآن والكل يطن بأنه يتم إسعافه،
ولكنها قرأت غير ذلك على وجه فاطمة، صرخت وهي تدفعها وتدخل كي تتحقق مما رأته على ملامح اختها من صدمة، وضربتها صاعقة القهر وهي تراه ممددًا أمامها، بطوله الفارع ووسامته، لقد كان هادئاً جداً ورحل في هدوء،
إقتربت منه واحتضنته واخذت تهمس بإسمه وتهزه كي يصحوا من غفوته وقلبها يُعتصر ألماً، وهاهي ترتشف من الكأس الذي ظنت بأنها تُعده فقط ولن يطال شفتيها،
غصت وإختنقت الكلمات في جوفها، فقطعة منها فارقت الحياة الآن ولن يعد له وجود وكانه لم يكن، دمعة نزلت محملة بشعور لا تحتمله، وإبتعدت عنه بجذبة قوية من ذراعها،
كان يحيي الذي أراد أن يجرب حظه مع إبنه هو الآخر، فإقترب  ينادي بإسمه ويحاول إيقاظه غير مصدق بأنه فارق الحياة، ياسين وكارمن، فاطمة وأولادها، الكل تجمع على قلب واحد يقطر ألم،
ولكن اكثرهم ألمًا كان آدم، فقد تعلق بمدحت بدرجة كبيرة وبرغم قوته يتحمل أي شيء إلا الفراق ولحظات الوداع لمن أحب، عقدة صنعت بداخله من وقت طفولته حين ودعته امه ولم تعود لسنوات، وها هو يودع حبيب آخر.

رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن