17

1.5K 47 21
                                    

آمنة وراشد ونورة في السيارة، متوجهين للعين.. رايحين الجامعة.. الوضع فالسيارة كان هادي، آمنة ماسكة آيبادها تدرس، ونورة مرجعة راسها على ورا ومغمضة عينها لأنها من النوع اللي يحس بلوعة وغثيان اذا مسكو خط طويل
آمنة تلتفت على نورة: نواري, تبين سڤن أب ؟
نورة ابتسمت: لا عادي، أنا اليوم مصدعة بزيادة لأني أمس مب راقده عدل
راشد بخوف: ليش عسى ماشر ؟
نورة: لاتحاتي مافيني الا العافية، بس كنت سهرانة ويا ساروه أختي
آمنة: لاتخبصين رقادج نوار، بنبدا كوزات واسايمنتات
نورة: هيه أكيد ماعليج، أساسًا لو بغيت أسهر بسهر بالويكند بس
راشد: انتو باقيلكم هالكورس بس صح ؟
آمنة: هيه
راشد: حلوو
آمنة بخبث: ليش تسأل ؟
راشد ابتسم: ولا شي
مد ايده يعلي الصوت على مقطع من الاغنية

يا أغلى ماعندي من اللي يساويك
يازهرة أيامـي حياتـي حلالـك
أصـد عـن غيـرك وأنتـه ألبيـك
وأنا غـرامـي بـايـنٍ فـي دلالـك

راشد يطالع نورة من المنظرة الأمامية، وهيه بالمقابل ابتسمت له بكل حب

آمنة تصفر: يا ويلي على عصافير الحب
راشد يبتسم: الشعور اللي نحسه ونعيشه وايد حلو
آمنة: انا بجربه عقب ماعرس.. لكن انتو ما شاء الله عليكم من يوم كنتو صغار تموتون فبعض
راشد: وان شاء الله هالحب مايتغير
نورة تبتسم: عندك شك انه بيتغير ؟
راشد: لا، بس ماتعرفين ظروف الحياة وشو ممكن يصير
آمنة بصوت عالي: تفاااااااءل تفاااااااءل، خل عنك السلبية بعيد
راشد يضحك: الله ياخذ العدو، صمختيني، ارمسي بدون زعيق
آمنة: ترى هالكورس صعب، خل خطيبتك تدرس لا تناشبها طول الوقت بالتلفونات
راشد: ماصبر عنها
آمنة تعقد حاجبها: كيفك، إن رسبت بيزيد كورس وانته تريا زياده وأجل العرس
راشد: والعثرة، برايه عيل بخليها تدقلي متى مافضت وأنا بخفف اتصالاتي
نورة بانفعال: لا ماعليك دق بأي وقت وكلمني بأي وقت ولو كنت مشغوله بخبرك
راشد التفت عليها: تحبين اتصالاتي ؟
نورة صدت الجهة الثانية باحراج: طالع الدرب وسوق عدل.. نبا نوصل بخير وسلامة
آمنة: يا رب تعرسون بسرعة ونفتك من حشرتكم
راشد يرفع ايده الثنتين وبكل حماس: يااااااااااا رب
نورة ضحكت من اسلوبه أما آمنة ابتسمت ومسكت آيبادها تكمل دراستها
********************************************
في المدرسة عند عاشة وسارة.. كان وقت الفسحة تحديدًا
سارة: في رقم غريب دقلي أمس
عاشة: مارديتي ؟
سارة: لا.. ماحب أرد على أرقام غريبة
عاشة: لو دقلج مرة ثانية ردي
سارة: هيه ناوية أرد، ياني فضول أعرف منو
عاشة: اليوم شو بتطبخين فالنادي ؟
سارة: بسوي باستا وانتي ؟
عاشة: ذرة بالكريمة
سارة: والبنات الباقيات ؟
عاشة: كاتبين بالقروب شو بيبون بالضبط، لكن اللي أذكره كوكيز وسويتات وسندويشات وشاي وقهوة وعصاير باردة
سارة: حلوو ،، من زمان ماسوينا فعالية بالنادي
عاشة: هيه والله يبغالنا بريك ويا البنات نستانس ونغير جو، مايد بيوصلنا ولا ؟
سارة: لا ميود عنده دوام، لو تشوفين محمد ولا راشد
عاشة: الساعه كم ؟
سارة: أربع ونص زين
عاشة: تمام
******************************************
موزة تقرب الصحن لسلطان: انا اليوم طابختلك من ايدي، مسوية البشاميل والسلطة اللي تحبها
سلطان يبتسم: تسلم ايدج حبيبتي
موزة: الله يسلمك، بألف عافية
سلطان: يعافيج ربي، وعلى طول بدا ياكل بشهية مفتوحة
موزة طالعته بحب وكلت وياه
بعد الأكل.. موزة صبت شاي لسلطان بعدها يلست عداله
سلطان مسك ايدها ومسح عليها بحنان: طمنيني عنج؟
موزة تحاول ماتحط عينها فعينه: الحمد لله أحسن
سلطان بحنيّه: عيونج تقول العكس، قوليلي الصدق حبيبي، فضفضيلي، أنا أسمعج
موزة حضنته وخشت ويهها بصدره وعلى طول صاحت وشهقت.. أما سلطان انصدم من ردة الفعل، وكل اللي سواه بادلها الحضن ومسح على ظهرها يواسيها..
موزة بعدت عنه: الكل عاش ونسى موت أبوي، أنا مش قادرة أرجع طبيعية، مش قادرة أعيش نفسهم
سلطان: ومن قال لج انهم مايعانون مثلج ؟ أكيد اللي فقلبهم حزن وألم كبير لكنهم مسيطرين عالوضع.. وهذا اللي المفروض تسوينه
موزة بحزن ونظرة أسى: أنا كنت أقرب وحدة له
سلطان: والله أدري يا عمري أدري، بس هذي كتبت ربج، لازم ترضين فيها، كل ماحسيتي بضيقة روحي صلي ولا اقريلج قرآن، لا تتمين فاضية، اطلعي وغيري جو.. وأعيد وأكرر أنا موجود متى مابغيتي دقيلي، او حتى لو تبيني اييلج للبيت حاضرين انتي بس آمري
موزة حضنته: أحبك سلطان
سلطان يبادلها الحضن: وأنا أموت فيج يا عيون سلطان
*********************************************
في النادي البنات كانو متيمعين برع، اللي ترتب القعدة، واللي تطبخ، واللي تجهز مشروبها الحار عشان تحطه فالدلة، ويايبين معاهم ألعاب، بيلعبونها مع بعض بعد الأكل
عاشة: حميد يحب الباستا اللي تسوينها مابتودين له ؟
سارة: أووه زين ذكرتيني، شو أوديله بعد ؟
عاشة: أممممم، أحس سويت
سارة: أقولج بسويله صحن من كل شي أحسن
عاشة: زين بعد
جهزت سارة صينية وحطت له من كل شي موجود في صحون صغار عشان يذوقه
كتبت له فالواتساب: انته وين حميد ؟ بيبلك أكل والباستا اللي تحبها
حميد: أنا ورا أوكل الخيول
سارة: يايتنك عيل
شلت سارة الصينية وراحتله
حميد ابتسم: ما شاء الله هذا كله حقي ؟
سارة تردله الابتسامة: من كل بستان زهرة، لازم تذوق كل شي، لأنه الأكل بصراحة لذيذ
حميد خذ عنها الصينية وحطها على الكرسي: مشكورة ماقصرتي
سارة: العفو ولو
رن تلفون سارة وطالعت الشاشة باستغراب
حميد: ليش ماتردين ؟
سارة: الرقم غريب ومن أمس يدقلي
حميد: ماعليه ردي وحطي سبيكر
سارة ردت على المكالمة وتمت ساكتة
خالد: ألوووو
سارة: من معاي ؟
خالد يضحك: أفا ماعرفتيني !
سارة باستغراب: لا ماعرفتك، ومن أمس تتصل ليش ؟
خالد: شحالج سارة ؟؟ أنا خالد
سارة بصدمة: من وين يبت رقمي ؟
حميد سحب التلفون عنها بعصبية: يا ال****** ، شو عندك متصل للبنت ؟ ومن وين يبت رقمها؟ خالد اسمعني زين والله ثم والله ثم والله ان تعرضت للبنت ولا أذيتها ما تلوووم الا نفسك
خالد باسلوب مستفز: أعصابك حبيبي، وبعدين انت منو ؟ ولي أمرها ؟
حميد بغيض: هيه ولي أمرها، خالد لاتطلعني من طوري، تراها بنت خالي، تصرفاتك الخايسة خلها بعيد عن أهلي
خالد: بنت خالك عطتني رقمها وبرضاها
سارة بطلت عينها ع وسعها وتطالع حميد وتأشرله بما معناه إنه لااااااتصدقه
حميد بحدة: كذاااااب وبتتم طول عمرك كذاب..اسمعني خالد أنا فاهمنك وعارف حركاتك الماصخة.. صدقني لو قالتلي انك داقلها ولا مناشبنها فالنادي بتندم ع الساعة اللي فكرت فيها انك تقرب صوبها... بجرم فيك مابرحمك حزتها
خالد سكر الخط بدون مايرد عليه..
حميد يقرب من سارة والشرار يتطاير من عيونه، وسارة من خوفها ترجع خطوات على ورا لين ماوصلت لليدار وماقدرت تتحرك
حميد مسك معصم ايدها وسحبها: من وين ياب رقمج ؟
سارة تتألم: ماعرف والله العظيم ماعرف
حميد يرص قبضته أكثر: سويرة لا تنرفزيني اكثر وجاوبي
سارة دموعها نزلت: حميد هد ايدي
حميد مطنشها وبصوت أعلى: كيف ياب رقمججج فهميييييني ؟ من ويييييين؟ الولد يقول انتي عاطيتنه رقمج !!
سارة تشهق وعينها بعينه: ليش مب مصدقني ؟ شوفيك حميد ؟ أقولك ماعطيته رقمي والله ماعطيته
حميد غمض عينه مقهور وقرب من اذنها يهمس: أتوقع هالشي من أي حد، لكن منج انتي ؟ صدمتيني وايد
سارة ترجف بقوة، ترجف من الألم لأنه ماسك ايدها بقوة، ترجف بسبب قرب حميد الشديد منها ونبرة صوته اللي تدل على إنه نهائيًا مش مصدقها!
بعدها ترك حميد ايدها.. وعطاها ظهره ومشى
ساره تلحقه: حميييد، اسمعني دخيلك عطني فرصة أتكلم
التفت عليها حميد وبنبرة عصبية وتهديد: ماريد أشوف رقعة ويهج، لا تلحقيني أحسنلج لا أطلع حرتي فيج الحين
سارة تمت واقفة مكانها تطالعه وهو مروح.. مصدومة!.. ماتعرف شو اللي صار فجأة؟ حميد ليش مب راضي يصدقها ؟ ليش عطى ردة الفعل هذي ؟ وليش تعامل معاها بهالقسوة ؟ نزلت راسها تشوف معصم ايدها اللي صار أحمر من قوة قبضته.. راحت الحمام تغسل ويهها عشان ترجع للبنات
*******************************************
طلع حميد من النادي يسوق بسرعة جنونية، وصل البيت وملامحه ماتبشر بخير.. دخل غرفته وسكر الباب بكل قوته.. أمه كانت تلحقه ودخلت الغرفة
العمة شيخة بخوف: حميد شوفيك ؟؟
حميد ينافخ: أمي خليني بحالي لو سمحتي
حميد كان يالس على الغنفة، راحت أمه حضنته لعل وعسى تمتص شوي من الغضب اللي فيه
راحت بعدها يابتله ماي بارد.. شرب حميد الماي دفعة وحدة
العمة شيخة تتنهد: ممكن تخبرني شو صاير ؟
حميد: مافيني شي
العمة شيخة: مابطلع من الغرفة الا بعد ماتتكلم!
حميد بنرفزة: أستغفر الله العلي العظيم، أمي حبيبتي مب وقت نقاش، والله مول مب وقته، أحتاج أيلس وحدي ممكن ؟
العمة شيخة: انته من ترد من هالنادي مادري شو يستوي فيك، مب اول مرة ترد وانت مطنقر
حميد يتنهد: انزين بقول لج الموضوع كله، بس بعدين، الحين ابا ارقد
العمة شيخة: آسفة، اتكلم الحين وانا بسمعك
حميد: (شرح لها كل اللي صار بالتفصيل المُمل)
العمة شيخة عقدت حاجبها: شو هالتعامل ؟ حرام عليك ليش عاملتها بهالطريقة
حميد بعصبية: كل شي واضح، كل شي مبين مايبغاله تفسير
العمة شيخة بنرفرة: حميد استوعب انك يالس ترمس عن بنت خالك، ومب أي وحدة، سارة، أقرب وحدة لك، تتوقع منها يعني انها تسوي جيه؟
حميد:......................
العمة شيخة: اذا صادفتها الأيام الياية اعتذر منها
حميد عقد حاجبه: مستحيييل
العمة شيخة تتنهد: حميد، شغل مخك شويه، ترى يقدر إيب رقمها من أي حد، أبسطها من البنات اللي فالنادي، وانته تعرف ساروه اجتماعية ومرابعة كل حد
حميد: مب عذر انها اجتماعية، وبعدين يوم انه يدقلها من امس ليش ماتتكلم ان شاء الله؟ ليش ما خبرت حد ؟
العمة شيخة باستغراب: انته عطيت البنت فرصة أصلًا عشان تتكلم ؟ المفروض تسمعها بالأول، واذا تحيد نفسك بتشوط وبتقلع الدنيا ابعد عنها وعقب يوم تهدى كلمها
حميد: ماعليه أمي يصير خير لعقب، الحين اسمحيلي مصدع وبرقد
العمة شيخة: بدقلها أنا انزين بفهم الموضوع منها
حميد بتهديد: أمي لاتخليني أندم اني تكلمت رجاءً، صح اني خبرتج بكل شي بس ماريد حد يتدخل مولية
العمة شيخة عقدت حاجبها: تراك تكلم أمك حميد، حشم عمرك شويه!
حميد يبوس راسها: آسف ماقصد، بس والله أنا الحين الأفكار لاعبة فيني لعب.. ومصدع.. خليني أرقد وأريح شويه
العمة شيخة قامت: الله يهديك ويصلح بالك
****************************************
رجعت سارة للبنات وهيه تحاول تكون طبيعية قد ماتقدر، لكن عاشة طبعًا لاحظت انها مش على بعضها، وإنها طولت لين مارجعت
عاشة تهمس: ساروه شوفيج ؟
سارة: بعدين بقول لج، الحين خلينا مع البنات، ماريد أفكر بشي
عاشة: على راحتج
مر اليوم عليهم.. وسارة كانت كل الوقت تمثل.. تضحك وتسولف ومسوية جو وتلعب معاهم.. لكن يوفها محروق.. وعاشة تنتظر متى يرجعون البيت عشان تفهم منها شو صاير
في السيارة
محمد: غريبة، حميد وينه ؟، بالعادة هو اللي يردكم البيت
سارة نزلت دمعتها ومسحتها على طول وفضلت انها ماترد
عاشة: شكله مشغول، لأني ماشفته فالنادي اليوم
محمد: أيوا، ماعليه كله واحد، أنا ولا رشود ولا ميود بنوصلكم
عاشة: حمود روح بيتنا على طول، ساروه بتنزل وياي
سارة: لا عواش خليها يوم ثاني، أبا أرد البيت مصدعة وايد
عاشة: ماعليج مابتطولين عندي.. ايلسي شويه عقب روحي
سارة سكتت.. ورضخت لآمنة
وصلو البيت وعلى طول دخلو غرفة آمنة
آمنة: تراني احاتيج، شو مستوي ؟
سارة تمت تطالعها ونزلت دموعها بصمت
عاشة راحت تحضنها: بسم الله عليج، ساروه تكلمي، حيمد شو سوا
سارة تبعدها عن حضنها وتمسح دموعها: ايلسي وبخبرج كل شي (حكت لها سارة كل اللي صار)
عاشة تمسك ايدها: من غيرته عليج صدقيني
سارة بانفعال: أي غيرة اللي تتكلمين عنها ؟؟؟ اليوم اثبتلي انه مايثق فيني.. كسر قلبي عواش.. ماشفتي نظرته كيف.. نظرة احتقار واشمئزاز.. ليش عاد ؟
عاشة تتنهد: لا تحاتين كل شي بينحل ان شاء الله، وهالخالد طلع مب هين
سارة: حسبي الله عليه.. كل هالمصايب منه

ساكن القلبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن