٢.. منزل دافىء

200 39 9
                                    

اسطنبول منتصف الليل..
قصر فخم يطل على الساحل امام البحر مباشرة كل الارجاء داخله معتمة إلا غرفة فى نهاية رواق الطابق الثاني.. تجلس تلك الجميلة صاحبة الشعر الليلي الطويل والعيون السوداء على مقعد مكتبها تحدق فى كومة الكتب امامها وهى تداعب شفتيها الكرزاتين بقلم التلوين دون انتباه منها فتح الباب ودخلت والدتها مع كأس الحليب بالشكولا تضعه بهدوء على مكتبها"حبيبتي أليس الوقت متأخّر.. لديكي عمل غداً"
ابتسمت زهراء بكل دفىء ورفعت يدها تمسك الكأس
"بلا ولكن هناك تقرير خاص بمريض لدي ايجه على إنهاؤه" رددت دون ان تحيد عينيها عن الاوراق و دون ان تلاحظ الازعاج الذى علا وجه سفينش"لكنكِ ستتعبين هكذا لن تستطيعين التركيز لماذا تقومين انتي بعمل ايجه خانم الله الله "
هزت زهراء رأسها بالنفى: لا بأس أمي انا معتاده، ثم لم يبق سوى عام وتتخرج ايجه وسوف نرتاح جميعاً" امام عدم رضا والدتها نهضت زهراء تعانقها
حتى تقنعها أن تتركها تكمل مساعدة ايجه.. رددت سفينش بتنهيدة مستسلمة لأنها تعلم أن ابنتها عنيدة ولن تبرح مكانها حتى تنتهي من التقرير"حسنا زهراء خانم لكن ليس لأكثر من خمسة عشر دقيقه أو سأقطع التيار من الأسفل"قالت وهى تربت على ظهرها برفق.. ابتسمت زهراء من تسلط والدتها"حسنا امي اعدك أنى سأخلد الى النوم بعد دقائق هيا اذهبى انتي ايضا حتى ترتاحي" غادرت سفينش الغرفة وهى لا تعرف حل لإدمان زهراء على العمل واجهاد نفسها فرغم انها لا علاقة لها بطب الاطفال وتخرجت من الاكاديمية الرياضية الا انها تحب مساعدة ايجه كثيراً بسبب حبها الى مجال الطب وتعمل طوال الوقت دون ان تعطي نفسها اي فرصة
للأستمتاع بحياتها الخاصة.. فى الصباح الباكر استيقظت زهراء مثل العادة فى السادسة حتى تذهب إلى عملها.. أرتدت بكل بساطة سروال جينز مع كنزة خفيفة مع سترة صوفية اضافت حذائها الرياضى الابيض راقبت بعد ذلك مظهرها في المرآه ومثل كل يوم لا مساحيق فقط ملمع الشفاه بالون الزهري رفعت في النهاية شعرها على هيئة ذيل حصان ثم حملت حقيبتها ونزلت للإفطار"صباح الخير امى صباح الخير ابي" القت الصباح على والديها بكل حرارة مع قبلة لكل منهما وجلست تتناول الطعام: ايجه مازالت نائمة صحيح؟
"بالطبع فهى تعلم ان هناك من ينهى اعمالها" ردت سفينش وهى تدهن قطعة الخبز بالزبد والمربى ابتسمت زهراء وارتشفت قهوتها على عجلة من امرها ولم تطل الجلوس: انا يجب ان اغادر طاب يومكما
قاطعها والده قبل ان تخطو خطوتين بعدما لاحظ أنها تتجه لباب الخروج: زهراء ألن تأخذى سيارتك لم تستعمليها منذ شهر ستصدأ هكذا
عادت زهراء أدراجها بملامح معتذرة: اسفة ابى لكن افضل الباص.. اذا اخذتها سأعلق فى زحمة السير وأتأخر عن عملي... حدق بأبنته قليلاً وابتسم: حسنا لكن لا تتأخري ادريس كوشوفالي وابنه ياغيز قادمان لزيارتنا ورؤيتك.. كتمت غضبها داخلها و أومأت برأسها ترسم ابتسامة على شفتاها خرجت من القصر تتمتم بعصبيه: اللعنة على ادريس وابنه هل الزواج اجبار كم اكرهك من قبل رؤيتك ياغيز كوشوفالي

التوأم İkizحيث تعيش القصص. اكتشف الآن