أحببتك وكأنك آخر أحبتي على وجه الأرض...
وعذبتني وكأنني آخر أعدائك على وجه الأرض...
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
في الصباح إجتمع الجميع على طاولة الافطار
الموجودة في الحديقة....ادريس وسلطانة كانا يتحدثان بهدوء....وياغيز كالعادة يطعم المدللة يامور بينما سردار كان جالسا ببرود و عمر في حضنه بهدوء وصمت.....لم تمر دقائق حتى استمعوا لصوت كعب عالي فالتفتوا ليجدوا سيران تتقدم منهم بهدوء وهي تتحدث في الهاتف بالروسية وملامحها تحمل الجدية والرسمية باحتراف....لكن ليس هذا ما جعلهم يحملقون فيها...بل منظرها بأكمله.....لقد كانت جميلة جداً.....أشعة الشمس تنعكس على شعرها الأصفر الذهبي فبدى مشتعلا....أعينها التي كانت تمتزج بين اللون القريب للأصفر وبين اللون العسلي......شفاهها التي زينها أحمر شفاه قاتم....وثيابها الحمراء المثيرة.......هل أخبرتكم أن سردار يعشق اللون الأحمر؟!....حسنا...من الواضح أن سيران لم ترتديه صدفة إذن.....جلست سيران في مقعدها على الطاولة ثم أغلقت الهاتف منهية بذلك المكالمة ثم قالت بهدوء وابتسامة على وجهها :" صباح الخير....أعتذر على تأخري...لقد كانت مكالمة مهمة...."
رد الجميع عليها بابتسامة مماثلة لخاصتها عدا سردار الذي كان باردا وتعابيره لا تلمح لشيئ بينما ياغيز رد عليها :" لا بأس أنت لم تتأخري....."
حملت سيران كأس العصير وارتشفت منه القليل تتجاهله تماماً فهى لم تنسي وقحته.. وما ان وضعت الكأس حتى تحدث معها ادريس قائلاً:" هل وجدتِ حلول للمشاكل التي أخبرتني عنها أمس...؟!"
أومأت سيران برأسها بهدوء ثم قالت بعد ان وضعت كأسها جانبا:" أجل لقد فعلت....وسأتأكد من أنهم انجزوا ما طلبته منهم بعد قليل.....لا تقلق..."
ما ان اراد ادريس الرد عليها حتى قاطعها سردار بهدوء وهو ينظر صوب أعينها مباشرة :" اعتقدتُ أنكي اردتِ اخفاء أمر مجيئك لتركيا بسبب أعدائك....لما إذن بدأت بالعمل فور قدومك ؟! ألا تعتقدين ان هذا الخبر قد ينتشر في الإعلام...؟!"
ابتلعت سيران ريقها لتزيل ذلك الجفاف الذي طغى على حلقها من نظراته تلك....لقد كان يحدثها وهو ينظر لها.....صوته وكلماته لها هي.....تباً هل هو يزداد وسامة يوما عن يوم؟!....البذلة الزرقاء الداكنة لائمته بشكل خطير.... أعينه بدأت أكثر لمعاناً......هذا سيئ...هل سيخرج ويراه الجميع هكذا ؟!...انتظروا لحظة...كيف انتقلت لهذا الموضوع أصلا ؟!...عما سألها ؟!....أوه.....العمل....أجل .....نعود لتمثيل التجاهل و اللامبالاة....اعتدلت سيران في جلستها ثم رفعت حاجبها بهدوء : لا أحد يعلم بقدومي..كما أخبرتك...أما بخصوص العمل فأنا لم أقابل أحد من الموظفين ما عدا السكرتيرة الخاصة....والجميع يعتقد أن هناك مبعوث من انقرة اتى ليترأس العمل ويحرص على سيره لفترة في غيابي....ودخولي وخروجي للشركة يكون من باب سري....أعتقد ان هذا كاف ليخبرك عن جدية الأمر.....وأنني لم أمزح بخصوص سرية الموضوع"..... سيران بررت الامر له...ودون ان تكذب فهذا ما يحصل حقا....وذلك لانها لا تريد منه ان يشك فيها ابدا....خصوصاً وانها لاتزال تحت رقابته لحد الان....بينما سردار اكتفى برمقها بنظرات هادئة.....قطع ياغيز تحديقهما ببعض وهو يكبت غيرته داخله بقوة عندما جذب انتباه سيران قائل بحماس مزيف :" لم اعلم انك مشهورة لهذه الدرجة...لقد رأيت صوراً لك في بعض المجلات المعروفة...وكنت جميلة وفى الواقع عندما رأيتك ادركت انكِ اجمل حتى من الصور...لا عجب أن الناس قد يتعرفون عليكِ إن رأوكِ في الطرق...أليس هذا رائعا ؟!"........ نظرت سيران لسردار فوجدت أنه رفع حاجبه لها كأنه يقول لها..----- أترين؟! هذا ما أعنيه!
لذا أطبقت على شفتيها ولم تضف أي كلمة...لكن سردار تحدث بهدوء بعد أن نهض من مقعده :
"سأحرص ألا يقترب أي صحافي منكِ....كي لا ينتشر أي خبر....على الأقل في الوقت الراهن.."
أومأت سيران برأسها بامتنان...فالتفت سردار ليغادر....وأسرع الحراس بفتح البوابة له بخوف كالعادة....وحين اختفت سيارته عن الأنظار...حينها فقط أبعدت أنظارها عنه والتفتت لياغيز ليكملا حديثهما بطبيعية كأنها لم تكن غاضبة منه حتى لا يلاحظ والديه لكن عقلها عند سردار هي لا تعلم لما يقوم بحمايتها بهذا الشكل....لكنها لا تهتم بالسبب...على الأقل هي شغلت بعضا من وقته وفكر فيها وفي موضوع حمايتها...
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
حل الليل على تركيا واكتسبت سمائها لونا أزرقا قاتما....وتلألأت النجوم بلمعانها.....مما جعل سيران تسحب نفسا عميقا وهي تنظر لها....لقد كانت جالسة على أريكة في الحديقة الخلفية في الظلام...كالعادة ولم يظهر سوى طيفها....كأس نبيذ في يدها...شعرها على شكل كعكة مبعثرة....وفستانها الأبيض الناعم كان يصل لمنتصف فخذها بحمالات ناعمة رفيعة منح وجهها إضاءة جميلة وانعكس مع لون شعرها الذهبي...وكالعادة وفي هذا الوقت تفكر فيما ستفعله...تحسب خطواتها وتضع خططها بدقة...كله من أجله...هو وفقط.....عليها أن تطور علاقتها معه حتى لا يبقى تعاملهم رسمي....تحل مشاكل عائلته....وهذا يتطلب دقة عالية في التركيز والتخطيط....قطع هذا السكون صوت خطوات تقترب منها...وهي لم تحتج لتستدير كي تعرف صاحبها...فرائحته سبقته وجعلت ضربات قلبها ترتفع كالعادة....تقدم سردار وجلس في أريكة جانبية و القى سترة بذلته جانبا دون أن يتحدث أو ينظر لها حتى...
أخرج سيجارة وأشعلها ثم إسترخى في مكانه و بصره شارد في الفراغ.....نظرت سيران لكل حركة قام بها وحللتها دون أن يفوتها شيء...لقد كان متعبا وهذا واضح.......حصلت له مشكلة في إحدى الصفقات وهو أمر تعلمه مسبقا....شروده يعني أنه يفكر في حل ما...لكن شروده وهو يمرر أبهامه على فكه بسرعة مثلما يفعل الآن يعني أن المشكلة التي يفكر فيها عائلية مما جعل ذهنه متوترا وقلقا...والأرجح هو يفكر بابنه الصغير ...تدخينه بشراهة يعني أنه لم يتناول طعامه اليوم فعوضه بالتدخين وهي عادة من عاداته السيئة....فضلت سيران أن لا تتحدث وتدعه ينعم بهذا الهدوء لأنه يحتاجه...كما تحتاج هي لوجوده هنا بالضبط....لكن سردار كان له رأي مخالف في هذا لأنه فجأة قال بهدوء وهو يرفع السيجارة لفمه من جديد و دون أن ينظر لها :" هل يعلم ؟!"
التفتت سيران له باستغراب وغير فهم فنظر لها سردار بهدوء :" الرجل الذي تحبينه..."
فتحت سيران أعينها على وسعهما لكنها سرعان ما أعادت ارتداء قناع الهدوء وأبعدت نظرها عنه بهدوء :" لا أعلم عما تتحدث!"
ابتسم سردار بخفة دون أن ينتبه لنفسه ثم أردف :
" أوه أنت تعلمين بالضبط عما أتحدث!...لكنكِ لست مجبرة على إخباري...إنه مجرد سؤال.."
أعاد سردار السيجارة لشفتيه وواصل تدخينه دون أن يضيف أي كلمة...هو يعلم أنها قد تستغرب لما يعاملها هكذا...يحميها بسبب ما أخبرته به سابقا...أو يفتح معها حديثا.. لكن حتى هو لا يعلم....لكنه عندما علم أنها تعشق رجلا آخر...إرتاح.....فهو كان يريد الابتعاد عنها كي لا تلتصق به أو تطالبه بما لا يستطيع منحها إياه من حب....لكنها في كل مرة تفاجئه أكثر.....كونها مختلفة عما توقع.....لذا هو لم يرى أي مانع من التعامل معها أو حتى التحدث معها....كون العلاقة بينهما لن تأخذ منعطفا عاطفي....
حتى لو أنكرت أنها تحب رجلا ما...هو لن يصدقها...ببساطة لأنه لو كان للحب رائحة لفَاحَت منها....رغم أن أعينها لم تساعده أبدا على معرفة ما بداخلها...وهذا حيره...لقد كان متعودا على قراءة الاشخاص من أعينهم...على خلافها هي...فحدقيتاها الملونتين كانتا تحملان الغموض وأمور أخرى لم يستطع تحديدها....حتى هدوءها كان غريبا....هو لم يعرفها سوى من يومين تقريبا...لكن رغم ذلك هو لم يراها تظهر تعابيرا أو انفعالات سوى تلك الابتسامات الخفيفة والهادئة التي تمنحها لعائلته.......
قطع تفكيره صوت سيران الهادئ والناعم وهي تقول :" أنا لا أستطيع أن أخبره بمشاعري "
نظر سردار لها بتعجب كونها اعترفت توا رغم انكارها في البداية...ثم ماذا تقصد بأنها لا تستطيع إخباره ؟!رفعت سيران نظرها له وأضافت مرة أخرى بنظرة غريبة في أعينها الواسعة :" لأن قلبه ملكٌ لأخرى...."
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
التفاعل قليل صبايا لهيك ما حيكون فى غير هالبارت اليوم واذا التفاعل ضلو قليل هيك حوقف الرواية💔
أنت تقرأ
التوأم İkiz
Mystery / Thrillerهذه الرواية مقتبسة من رواية اخرى❤ قد نكون اخوة من أماً واحدة، أجل نحن توأمان متطابقان نشبه بعضنا لدرجة لا تستطيع ان تفرق بيننا حتى ندبات الجسد و الوشوم متطابقه كأننا شخص وانقسم الى اثنين، لكن جوهرنا يجعلك تجزم اننا لا علاقة لنا ببعضنا افعالنا مثل ج...