٢٢.. زفاف ياغيز وظهور الملك

232 41 66
                                    

" أخبريني أنك تمزحين ؟!"
قالها سردار وهو يضع يده في جيبه وينظر لها بهدوء متوقعا ان تنفي ماقالته توا...لكنها فقط ابتسمت بوجهه واتكأت على الجدار بجانبها وردت عليه :
" هل هذا صعبٌ للتصديق لتلك الدرجة ؟!"
سردار مباشرة و بنبرة هادئة جدا وهو ينظر لها :
" نعم هو كذلك...لا أحد يفعل هذا...إلا في حالتين....إما أن تكوني مجنونة..أو مجنونة...أعني بحق كل ما تحبينه إنها 16 سنة من حياتك...."
ضحكت سيران على كلماته :" هذا صحيح أنا مجنونة...."... ودون وعي منه ابتسم سردار شبه ابتسامة تكاد تكون معدومة :" هل هذا يعني أنه من كل نساء العالم..تزوجت بواحدة مجنونة..؟!"
خفق قلب سيران بقوة في صدرها عندما رأت بسمته الخفيفة...لكنها حافظت على هدوءها وقالت باتزان معاكس لاضطرابها الداخلي :" ربما لأنك شخص محظوظ..."...... رفع حاجبه بدهشة :" حقا؟! وكيف استنتجتِ هذا يا اردينيت؟!"
ابتسمت لانه يناديها بلقبها بدل إسمها ثم أجابت وهي ترفع حاجبها كذلك وبمثالية :" من الممل أن تكون عقلانياً دائما..ففي بعض الجنون حياة...لذا أنت محظوظ لأنني في حياتك سردار ".. لقد عنت كل كلمة قالتها له....فهي مجنونة بحبه...وجنونها هو ما سيمنحه الحياة...هذا هو هدفها و سبب قدومها...
" متواضعة جدا كما أرى ؟!"أجابها سردار بهدوء مما جعلها تبتسم ثم تعيد أنظارها لمياه المسبح المتراقصة بخفة ليفعل هو المثل..فجلس الصمت وسطهما...وأحاطهما الحب من كل زاوية تحت جهل أحدهما...ولكن بينما نبضات قلبه هو كانت منتظمة وعضلاته مسترخية...كانت روحها هي تتمزق وتعيد التشكل في كل ثانية معه...فحبها له يعيد تشكيلها كأنثى....في كل مرة تجد نفسها تتكامل لتندمج معه وفي كل ثناياه..خطوة بخطوة وإن كانت نهايتها قعر الجحيم...أليس الحب دائما ملتهبا ؟!..إن الحب غريب جدا..يُقال أنك تجد نفسك الضائعة في ذلك الشخص...وكذلك تفقد نفسك عند تواجدك معه...تُصبحُ قويا به..وفي أضعف حالاتك أمامه...ونفس هذا الشخص الذي يمثل كل تناقضاتك..هو وحده القادر على ان يملىء فراغاتك وتدميرك بالكامل...لكن هل سيأتي يوم ويرى سردار أنها أنثى خُلقت من أجله..كما ترى هي أنه لم يُخلق سوى لتملكها بأكملها ؟!.:" لقد كان عمري 9 سنوات عندما أحببته أول مرة "نظر لها سردار بغرابة دون أن يتحدث لكن أعينه سألت ما لم يفعله لسانه وسيران قرأت ذلك :" أعلم..أعلم..حتى أنا اعتقدت في البداية أنني مجنونة...وأن هذا غير حقيقي....لكن ما باليد حيلة.."... أراد سردار أن يخبرها أنها جديا قد تكون مجنونة...وأنها غبية كونها ضيعت حياتها في حب شخص لا يعرفها حتى...لكنه لم يرد أن يكون لئيما معها...فهو وعدها بالاحترام..كما أنه لسبب غير معروف يجد نفسه يستمتع بالحديث معها...فهي ذكية وإجاباتها دوما تحمل معنى آخر مخفي..وهو شخص تستهويه الألغاز....لذا بدلا من هذا قام بطوي أكمام قميصه وفتح ازرار قميصه ليتضح وشمه المحفوظة في ذاكرتها وسألها :" وما دليلك أن ما شعرتيه نحوه هو حب وليست مشاعر مراهقة أو مشاعر مؤقتة..."
تأملت سيران سؤاله بهدوء ثم أجابته بثقة كأنها تعلم إجابة هذا السؤال بالفعل :" لأنه طوال هذه الاعوام منحني آلاف الأسباب لأتخلى..ومع ذلك بقيت متمسكة..."... أومأ برأسه وقال بهدوء :" عادل كفاية..".. لكن هى لم تكتف بل نظرت له بهدوء وقالت بنبرة لم يسبق ان تحدثت بها :" هل تعتقد أن هذا خاطئ..أو أنه جنون يجب أن أتخلى عنه..؟!"
تفاجئ سردار عندما رأى تلك النظرة في أعينها كأنها حقا تحتاج جوابا لسؤالها وانها تنتظر الرد منه بالتحديد...لذا أجابها بجدية :" أنتِ تسألين الشخص الخطأ هنا....لكن رغم ذلك أنا لا أستطيع أن أخبرك إن كان حبك خاطئا..فأنا لم أعش ما عشته لأحكم عليك..ووحدها معاناتك وما مررت به في هذا الطريق هي التي تحدد قوة مشاعرك...لذا من يدري ربما يوما ما سيبادلك مشاعرك...بعد كل هذه الاعوام."
ابتسمت سيران على كلماته :" أو ربما يوما ما سألتقي به وحينها سأحطم له رأسه لعل بعض الفهم يدخله..".. وهنا ضحكت ضحكة صادقة جعلتها تبدو ملائكية مع لمعان حدقيتاها تحت إضاءة المكان....ليته فقط يعلم!!... قطع صوت ضحكتها صوت سردار وهو يقول بتقطيبة بين حاجبيه :" ذكريني مجددا لما نحن نناقش حياتك العاطفية ؟!"
ابتسمت وقالت بسخرية مازحة :" ربما لأن هناك شخصا لم يتوقف عن الاستفسار!!"
نظر لها بهدوء :" أو ربما لأن هناك شخصا أعينه كانت تفيض بحديث مكبوت "... أمالت رأسها للجانب بلطافة :" إذن أنت فضولي وتجيد قراءة الأعين كذلك ؟! "... أبعد سردار خصلات شعره الذهبية التي سقطت على جبهته عند تحركه :" أخبرتكِ أنني فقط لا أحب النهايات المفتوحة ".. ومباشرة أتاه الرد من وهي تضيف بثقة وبجدية :" بل أنت لا تحب أن تظل الأحجيات دون حل....ولأن الماضي المتعلق بي هو أحجية فهذا قد يسبب لنا مشكلة في التفاهم مستقبلا أليس كذلك...؟!"... سردار بذكاء دون أن ينظر لها :" أنتِ وماضيك لستما بأحجية..بل أجزاء أحجية مبعثرة وأنا سأجمعها...قطعة بقطعة "
لمعت أعينها عند سماعها لإجابته :" هل هذا وعد أم تحذير ؟!".... نظر لها سردار بثقة وأردف مؤكدا :
" كلاهما....فكما قلتِ..تحسبا لما قد يحدث مستقبلا.."
وهذا الجواب أرضاها..فهي أنثى تحب أن يكتشفها ويحتويها رجل أقوى منها..كي تكتمل به ومعه لا أن تكون تابعا له....و سردار هو هذا الرجل..الوحيد والأوحد....

التوأم İkizحيث تعيش القصص. اكتشف الآن