حينها و ما أن تسلمت سيران الفنجان من الخادمة بابتسامة حتى وصلها صوت ادريس هذه المرة و هو يقول بلباقة و بهدوء مماثل لذلك الموجود داخل أعينه : " أنظري يا جميلة...أعلم و أدرك تماما أننا اتفقنا و كل شيئ جاهز حتى وجودك هنا يسعدنا و كنا ننتظر قدومك منذ فترة ...سعدنا بالأمر كما سعدنا بقبولك لعرض الزواج...."قالها ادريس و هو يشبك يديه سويا فاعتدلت سلطانه زوجته كذلك في جلستها و نظرت لسيران التي ظلت ممسكة بالفنجان و هي تنظر له كأنها تنتظر سماع المزيد.....خصوصا و أن ادريس من الواضح سيفتح موضوعا جديا....و بالفعل لقد فعل...حيث تابع قائلا بنفس النبرة :" لكننا أيضا ندرك تماما أن الموضوع غريب و فريد من نوعه....لا زواج يتم بهذه الطريقة ....و يمكنك القول أنني حتى واجهت صعوبة في عرض ذلك عليك و على شقيقك...كنت أعتقد سيتم مقابلة ذلك بالرفض و يخيب أملي ....لذا و مع سعادتي العارمة بقبولك يا جميلة..أود مرة أخرى أن أسألك حيال قرارك....تعلمين أنه عند قدوم سردار سيتم الأمر بحيث لا تراجع فيه....لذا رجاءا أخبريني بصدق و سأقبل بذلك أيا كان....هل أنت واثقة من ذلك ؟..."قالها ادريس و هو ينظر لها بحنان صادق داخل أعينه كأنه عنى كل حرف....بينما سيران و رغم أن قلبها كان يرتجف مرة أخرى كونه ذكر إسمه لكنها حافظت على ثباتها و وضعت الفنجان على الطاولة بهدوء و بأناملها التي حاولت ألا ترتجف أمامهم حبا فقط....أعادت خصلات من شعرها الذهبي للخلف بهدوء و قالت :" سأكون صادقة معكم...الأمر في البداية أثار استغرابي...كوني أعلم تماما من هو سردار كوشوفالي و أعلم بوضعه الاجتماعي ناهيك عن الوسط الذي نعيش فيه كلانا...اختلاف شاسع ..."كانت تقولها بهدوء و بنبرة من الصدق جعلت الكذب الذي تنطق به يبدو حقيقيا نابعا من القلب....فما كان من ادريس و زوجته سوى أن ينظرا لبعضهما بتفهم كونهما على علم تام بمدى صدق ما قالته ...فسردار ليس تماما برجل شريف....هو رجل يعمل في الجانب السيئ....اللاقانون و الظلام....ضف لذلك هو رجل كان متزوجا قبل سنوات و له توأمان صغيران...لذا فنعم هي كانت محقة هناك فرق شاسع بينهما من كل النواحي....
آنذاك تابعت سيران بهدوء جاذبة انتباههما من جديد :" لكن و كما تعلمون ...أخي و أنا نملك أعداءا في العمل...أعداء ربما قد يكون هدفهم استغلال نقطة أنني الوحيدة في حياة أخي و يضغطوا عليه بذلك...عالم الأعمال تنافسي و ظالم...و أخي أوضح أن هذه مشكلة تؤرقه و زواجي سيفعل العكس..أردت بذلك أن أريحه من همه و من هذه المشكلة...و أرى أن ابتعادي و اختفائي عن الأضواء سيساعد أكثر خصوصا مع شروط سردار التي منحتني السرية في ظرف صعب كهذا ...و هو ما كنت أحتاجه تماما...."
قالتها سيران بطريقة لبقة هادئة مراوغة محاولة إبعاد تركيزهم عن الكثير من الأمور ...أهمها السبب الحقيقي لقبولها و هو الحب...ثانيا عن قبولها لحقيقة عمل سردار رغم أنها في نظرهم سيدة أعمال ...بل البعض يناديها بأميرة اردينيت المزعومة ...لمكانتها و سمعتها الواسعة....و أيضا بذكرها لمكانتها و مكانة شقيقها قامت بجعلهم يصدقون أنها تود زواجا سريا لا يلفت لها الأنظار في وقت كهذا تماما كما تنص شروط سردار....ولذا عندما لاحظت نظرة سريعة عابرة من الحزن داخل أعين سلطانه و هي تود قول شيئ ما... أدركت أنها و ربما تود الاعتراض على حقيقة أنها ستكون مظلومة في علاقة كهذه كونه أول زواج لها.... لذا سارعت سيران بقطع ذلك و قالت بابتسامة خافتة و نبرة هادئة :" صدقيني لقد فكرت جيدا بالموضوع لقد استغرق ذلك مني أسابيع....و في نهاية الأمر توصلت أنه لسبب ما هو أمر يساعدني في عدة نواحي...ثم لا أعتقد أنه من السيئ العودة للبلد الذي عشت فيه لسنوات.....لقد اشتقت لإسطنبول.."ابتسمت لها سلطانه بلطف و ربتت على يدها كأنها بما قالته و ابتسامتها الساحرة و لهجتها الأجمل صرفت لها أنظارها فوجدت نفسها تخبرها مغيرة الموضوع تلقائيا :" من السعيد معرفة أنكي عشت هنا و حتى لغتك التركية متقنة...أنا منبهرة...."
إبتسم ادريس و ابنه ياغيز على ذلك كأنها عبرت عن شيئ فكروا به كذلك في حين سيران أجابت بابتسامة و أعينها العسلية الواسعة تلمع: " لقد عشت لفترة قصيرة في الطفولة هنا بسبب أعمال اخي...لذا أنا حقا أجاهد كي لا تطغى لهجتي الايطالية فيصعب عليكم فهمي ...أعتذر مسبقا ان حدث هناك أي التباس..."ابتسمت سلطانه إبتسامة واسعة أظهرت جمال ضحكتها و قبل أن تجيبها كان ادريس من فعل و هو يقول
يتبع............
أنت تقرأ
التوأم İkiz
Mystery / Thrillerهذه الرواية مقتبسة من رواية اخرى❤ قد نكون اخوة من أماً واحدة، أجل نحن توأمان متطابقان نشبه بعضنا لدرجة لا تستطيع ان تفرق بيننا حتى ندبات الجسد و الوشوم متطابقه كأننا شخص وانقسم الى اثنين، لكن جوهرنا يجعلك تجزم اننا لا علاقة لنا ببعضنا افعالنا مثل ج...