"سيد سردار إن وضع إبنك النفسي حساس جدا و لهذا أنا أمنحك هذا التصريح...في حال أردت تقديمه لمدرسته سيساعدك الأمر...عدا عن ذلك كما أخبرتك..أول مرحلة للتعامل مع الأمر تدريجيا هو العائلة..."رفع سردار أعينه عن الورقة التي يقرأها حين قالت ذلك يجعلها ترمش فجأة كأنه أخذها على حين غرة بوجهه و هو ما جعله يسارع يعيد أنظاره للتصريح كي يسمح لها بأداء واجبها بالشكل الصحيح رعم أنها ثالث جلسة لهما سويا يتناقشا فيها عن ابنه و رغم حرصه على اختيار معالجة أكبر منه لكنه مع ذلك يحصل على نفس ردات الفعل...لا يعلم من كان السبب هو حقيقته الإجرامية أم تفاصيل وجهه التي بات ينزعج منها و سردار يحب الإهتمام فقط حين يكون موجها لأعماله الإجرامية في العالم السفلي..أما حين ينصب التركيز على وجهه يجعله الأمر يكره تقاسيم ملامحه لأنه ليس معيار الكفاءة...طالع كامل التصريح في يده و الذي حين يدفعه لإدارة المدرسة سيسمحوا لعمر بالخروج من الحصص كل مرة يشعر بضغط نفسي ...كما سيجعل أساتذته حريصين في التعامل مع وضعه و متفطنين لتفاصيل الحالة..لكن هذا لم يكن كافيا و بالتالي قام بطي الورقة يرفع نظره لها من جديد و بنبرة مبهمة خاوية من مشاعر محددة قال لها :" أنا اسمع نفس الكلام منذ ثلاثة اسابيع...عمر يتحسس حتى من لمسات عائلته له...أحتاج علاجا فعالا أكثر..."
رغم أن ملامحه الجدية و المبهمة التي تمنع الناس من معرفة فيما يفكر تنجح دوما من نزع نظرات التحديق به سريعا لكن ما نجح هذه المرة هي كلماته...فالمعالجة اعتدلت في جلستها أن خبرتها و كفاءتها تحسست مما قاله كما لو يتهمها أنها ضيعت ثلاثة أسابيع دون أن يكون هناك تقدم و لو بسيط في وضعية الصغير...بينما الحقيقة أن ابنه صغير مصاب بالرهاب الإجتماعي بالإضافة لشخصية خجولة جدا غطت تماما على قدراته العقلية التي قد يتجرأ البعض و يصفونها بالعبقرية..لا يتم علاج هذا الوضع بالادوية و من المبكر جدا تقديمه على طبيب نفسي إن لم لم يكن مرتاحا اصلا مع عائلته...لذا أول خطوة لعلاجه هو الانفتاح مع دائرة معارف صغيرة قبل توسيع ذلك لرفاق المدرسة مثلا..لهذا وجدت نفسها تجيبه برسمية تحرص أن تذكره بالأمور الأهم:" لقد ذكرت لك الاسباب بالفعل...هو صغير جدا و يحتاج للإنطلاق من اشخاص اسهل عليه تقبلهم نظرا لأنه يراهم كل يوم...يكفي أن تتبع أنت و العائلة البرنامج و التعليمات التي وضعتُها لكم الاسبوع الماضي ..أنا لا أطلب أن يتم تمديد ذلك لفترة كبيرة..كل ما أحتاجه هو شهر او شهرين كحد أقصى...لقد قيمت وضعه بالفعل و أود أن ننفذ الأمر في مدة متباعدة قبل إحضاره لتقييم جديد...وضعه ليس متطورا جدا...رهابه ليس حاد و كلما عملنا عليه تدريجيا الآن كلما اندثر ابكر..."نظر لها بصمت حينها و نظرت له هي به بصمت كذلك...و لعدة ثوان ظلت تحافظ على جولة التحديق بينهما ترفض أن تركز على شيء آخر في وجهه بل اعينه فقط كي لا تفضحها لغة جسدها..بحق الرب لقد كانت إمرأة متزوجة في السابعة و الأربعين تملك ثلاثة ابناء و خبرة في مجال عملها جعلتها تعتقد أنها لا تهتز..لا تصدق أن وجه رجل مثله بهذا الجمال جعل حسها الأنثوي الذي اعتقدت أنه غير فعال يتاثر لهذه الدرجة...وقف هو حينها فجأة تراه يغلق سترة بذلته و بأعينه الزرقاء منحها نظرة واحدة يقول بنفس النبرة الخاوية :" شهرين.."
باختصار منحها تأكيد بأنه سينفذ برنامج الرعاية النفسية الذي وضعته لابنه...و من مجرم يسبب امراض نفسية لضحاياه هذا كان كبيرا جدا..لذا راقبت هي كيف توجه نحو الباب و كيف قبل أن يصل له قد فُتح بالفعل من قبل أحد رجاله الذي يرتدي بذلة رسمية بسماعات في أذنه و دون شك يخفي سلاحا ما...عندما تم غلق الباب خلفه حينها فقط تنفست هي الصعداء كمن تم تحريره بعد دقائق من حبسه في قفص مع وحش...وحش بوجه جميل جدا...بينما في الخارج و سردار ما أن سار ليغادر حتى أحاطه ثلاثة من رجاله ..إثنان في الخلف و واحد سار جانبه يمرر له لوحا إلكترونيا يقول باحترام " زعيم لقد وصلت..صارت في الداخل.."
علم سردار المقصودة بالحديث فورا مع ذلك ألقى نظرة على كاميرات المراقبة التي كانت تشير لسيارات زوجته المستقبيلية...هو لم ير وجهها و لم يحتج رؤية وجهها...لكن رؤية حراسها و هوياتهم جعله يصدق أن والده كان جادا في أن أميرة اردينيت هي حقا من ستأتي ككنة الكوشوفالي..عدا عن ذلك هو وصله الخبر بقدومها منذ تحليق طائرتها فوق المدار الجوي لأسطنبول...سيران اردينيت
حتى بعد أسابيع لا يزال للآن لم يستوعب أنها قبلت شروطه...شروط صعبة وضعها هو كحواجز لصفقة الزواج عندما كان يبحث ادريس له عن عروس...الأول هو الا يكون هناك أي زفاف و الثاني هو أن تعيش معه في اسطنبول مهما كان اصلها و بلدها و مقر عائلتها..قد يبدو مختلا مغترا لفعل هذا...لكن بالنسبة له لقد فعلها ببساطة لأن لا إمراة تقبل بهذا...خصوصا فكرة اللا زفاف...و بالتالي كل النسوة سترفضن و والده سيتوقف عن الإصرار عليه بالزواج...لذا حقيقة انها هي دون غيرها قبلت تجعله يعتقد إما أنها غير طبيعية أو أنها تملك نوايا أخرى...
يتبع...
أنت تقرأ
التوأم İkiz
Mystery / Thrillerهذه الرواية مقتبسة من رواية اخرى❤ قد نكون اخوة من أماً واحدة، أجل نحن توأمان متطابقان نشبه بعضنا لدرجة لا تستطيع ان تفرق بيننا حتى ندبات الجسد و الوشوم متطابقه كأننا شخص وانقسم الى اثنين، لكن جوهرنا يجعلك تجزم اننا لا علاقة لنا ببعضنا افعالنا مثل ج...