١٢.. توقيع بإسم الحب

112 36 15
                                    

بعد حديثها ظل صامتاً لعدة ثوان و لم تعد تعرف هي إن كان ذلك سيئا أم لا لأن عقلها لم يكن هنا ليحلل الوضع ...فعندما يختبر المرء عدة مشاعر دفعة واحدة ينضغط صدره..تضطرب أنفاسه و يتشوش تركيزه ...تماما كما يحدث معها الآن...كانت هناك أغنية..في كلماتها تقول المغنية مقطعا يأتي بالشكل ..*إن كان من الخاطئ أن أحبك ..فقلبي لن يسمح لي بأن أكون صائبة*.. و يفسر هذا الكثير من الأمور...قد يرى البعض حبها خاطئا بأسلوب خاطئ و للحقيقة هي لامت نفسها لسنوات عليه و اعتبرته جريمة كذلك لكننا نأبى أحيانا السير على إتجاه المنطق و نُقيم دستور القلب في دولة للعشق قد تقتلنا في ساحاتها...لهذا أيضا حين تحرك هو فجأة يقف من مكانه وجدت قلبها يميل أقرب له كما لوكان هو الجاذبية الأرضية ...لكنها كانت تعقد صفقة و تلعب لعبة إمرأة تمثل أنها لا تحب و لن تحب لهذا جسدها لم يتحرك ولو لإنش و وضعيتها ظلت كما هي...قدم فوق قدم على أريكة وسط الظلام ..
" سنجتمع في المكتب بعد ساعة..ستجدين العقد هناك و لك الحرية في تفقد بنوده..".. بهذه الكلمات منحها الجواب المختصر على طلبها في عقد صفقة دون مشاعر بينهما...صفقة هي الخاسرة الوحيدة فيها...يقولون أن الفائز الحقيقي في أي لعبة هو من يختار طريقة موته بنفسه وهي كانت تختار معاركها بنفسها من البداية للنهاية...لم تأت لتركيا فقط لتتزوج شخصا لا يعلم من تكون و تحفظ هي بجنون مسار كل جرح على جسده ...بل هي هنا لتؤدي دورها الذي كان يجب أن تفعله قبل سنوات ...
لهذا اكتفت بالصمت و لم تفعل شيئا سوى الإستماع لكلماته كما لو تسمعها للمرة الأولى في حياتها تراقب بتركيز كيف سار مبتعدا نحو الباب ليغادر...لكن ليس إلا ليتوقف عند المدخل لثانية ثم يقول بنفس النبرة العملية :" لا تنسي الإتفاق...لن تقعي في حبي ولن أقع في حبك....إعتبريها صفقة البداية الجديدة لنا..."
لحظتها التفت لها فانعكس ضوء الرواق على نصف هيئته يجعل نبضات قلبها متسارعة و علمت فورا ما الذي ينتظره منها...جواب...جواب لم تكن واثقة من أن نبرتها ستساعدها حاليا لذا فعلت شيئا آخر... حملت كأس النبيذ ترفعه قليلا كما لو ترفع نخبا له...هذه كانت طريقة أنثى تحب الخمر في إخبارها بأن الأمر تم من طرفها بالفعل...لن تقع في حبه ابتداءا من اليوم لأنها واقعة في حبه منذ سنوات... هو فقط يراها متأخراً...منحها إيماءة ثم غادر مغلقا الباب خلفه ياخذ شيئا منها معه ...نفس آخر و الحب ذاته...حينها فقط أطلقت هي نفَسا كانت تمسكه طويلا و ارتخت يدها على الكأس الذي كانت تضغط عليه بقوة لئلا تفضحها رجفة ما و فقط حين تأكدت أنه رحل كليا من المكان أعادت رأسها للخلف على الأريكة كأن التنفس لأول مرة بعد غرق طويل ينهك جوارحها...لهذا كل ما فعلته لعدة دقائق بعدها لم يتعد الشهيق و الزفير و إعادة كل كلمة قالها في رأسها كالشريط..لم تكن طبيعية و لا شيء في الحب طبيعي أصلا...فمن لايدفعه الحب للجنون هو غالبا على المسار الخاطئ...شعرها الذهبي كان يتدلى حول كتفيها و خصلات تحيط وجهها...لسبب ما ابتسمت حينها بخفة و شيء من الألم لمع سريعا في أعينها ثم اختفى فأحرقت هي بقاياه حين احتست ما تبقى في كأسها دفعة واحدة تعزم أمرها...ستفعل ما أتت هنا لأجله و حين ينتهي كل ذلك ستنتهي اللعبة إما بمعرفته هو للحقيقة أو بعودتها هي للظلام ...يا إلهي كيف ستصمد لأيام و أشهر معه إن كان بحديث دقائق جعلها تشعر أن قلبها سينفجر ؟...
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
سار سردار بعد فترة في الرواق يقوم بلف ربطة العنق...شعره الذهبي مبلل من الحمام و خصلات تسقط على جبينه...كان مضطرا لتغيير ثيابه بسبب جدول أعماله لبقية اليوم...سيخرج من اسطنبول لسيليفري ثم سبانجا للقاء بعض مستشاري احد وزراء تركية و ترتيب موضوع الرشاوي و التبرعات بحسابات وهمية...لذا كان ببذلة سوداء أخرى لكن هذه المرة قميصه أبيض و أزرار الأكمام كانت فضية..
وصل لباب المكتب لكن قبل أن يدخل مد يده لظهره يتأكد أن مسدسه مكانه مخفي عن الأنظار...زوجته المستقبلية ليست متعودة على رؤية الأسلحة لذا مثلها مثل عائلته سيبقيها بعيدة عن إجرامه...حين بات مستعدا للدخول صوب المكان الذي سيفتح فيه صفحة جديدة طرق طرقتين متتاليتين و دون أن ينتظر دخل بهدوء يغلق الباب خلفه ثم التفت للطاولة اين تجلس المرأة التي ستحمل لقبه بعد دقائق...و لسبب ما توقف لعدة ثوان مكانه حين رفعت رأسها من الأوراق و التقت نظراتهما لأول مرة وجها لوجه..دون ظلام و دون حواجز كان وجهها شيئا لم يتوقعه...بدت أصغر منه بفارق يتعدى الخمس سنوات و لو لم تكن أعينها العسلية تحمل هدوءا مميزا لشك أنها نفس المرأة التي حادثها بين الظلال و قابلته كلمة لكلمة...
يتبع.........

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
التوأم İkizحيث تعيش القصص. اكتشف الآن