دخلت سيران القصر في الظهيرة وهي تحمل معطفها في يدها ثم جذبت خصلات شعرها الذهبي للخلف بارهاق..وصعدت للطابق العلوي متوجهة لغرفتها لترتاح قليلا..واثناء ذلك صادفت خادمة في الرواق فسألتها عن الصغار...لتجيبها بأنهم في غرفتهم...لذا ارادت ان تتفقدهم اولا..فغيرت وجهتها وتوجهت لمكانهم....كان الباب مفتوحا قليلا فأطلت برأسها قليلا لتجد منظرا ظريفا....لقد كانت يامور نائمة بشكل مائل على وسادة ضخمة ناعمة على الارض وشعرها الاشقر الناعم يغطي نصف وجهها...بينما عمر فكان نائما باهمال على الأريكة فوقها تماما ممسكا بيد أخته...وكلاهما نائمان بسلام....
هذا طبيعي لان موعد قيلولتهما قد حان وهما بالطبع سيكونان متعبان بعد قدومهما من الروضة....
تقدمت سيران منهما بهدوء كي لا توقظهما وجلست القرفصاء أمام يامور ثم ابعدت خصلات شعرها وقبلتها من جبينها وبعدها حملتها حارصة ألا تزعج شقيقها عدلت وسادة الفراش بيد واحدة ووضعتها بكل رفق داخل الاغطية..ثم توجهت نحو عمر وفعلت له المثل وعندما أنهت بقيت تنظر له بحب واضح في اعينها...هذا الصغير جعلها خاتم في اصبعه منذ ولادته...هي لا تزال تتذكر اول مرة راته ....حينها كان عمره يومين فقط وعندما مسكت يده الصغيرة فتح أعينه الواسعة ونظر لها بنظرة جعلتها تفشل...نظرة استطلاف وسرور....وهي لحد الساعة لا تعرف كيف لأعين رضيع ان تحمل مشاعر كتلك....أما عن طريقته في اللعب بحواسها من خلال ضغطه على اصبعها وتمسكه به بقوة ولمدة طويلة...حتى انها عانت لتسحب يدها دون ان تجعله يبكي......ربما في تلك اللحظة بالذات...في تلك اللحظة أدركت انه مهما دار الزمن وتغيرت الاحوال هي ستفعل كل ما يتطلبه الأمر لتحمي ذلك الملاك الصغير....ذلك الملاك الذي تمسك بها بقوة دون ان يفلتها كانه يخبرها انه يحتاجها بجانبه دوما ........وبالفعل..لطالما كانت موجودة لحمايته هو او يامور..دون ان يعلم احد......منذ ولادتهما وحتى الان...هما بالنسبة لها ليسا مجرد أبناء سردار..بل هما الملاكان اللذان سيطرا على قلبها ....حتى انها تحبهم كما تحب الام اولادها...ورغم انها تدعي ان تعارفها بهما جديد...لكنها التقت بهما عدة مرات من قبل...دون ان ينتبه احد ودون ان يتذكرا هما.....انسحبت سيران من غرفتهم بهدوء بعد ان أخذت كفايتها من مراقبتهم وتقبيلهم كما تريد وبراحة خصوصا مفضلها عمر... توجهت لغرفتها واستحمت لتزيل تعبها ثم صففت شعرها وغيرت ثيابها ثم أخذت هاتفها وملفات العمل وتوجهت للمكتبة في القصر...لقد كانت المكتبة شاسعة جدا وتحوي أماكن مخصصة للقرائة والعمل.......لذا هي تريد العمل هناك أفضل من غرفتها ...و بمجرد رؤيتها للباب الذي يفصل بينها وبين سردار تفقد تركيزها تماما....اتخذت مقعداً في آخر طاولة موجودة في زاوية المكتبة...وفتحت حاسوبها لتعمل رغم الارهاق الذي حل بجسدها...
وكونه نفسي أكثر من جسدي.....ولكن اولا تفقدت التقرير الذي وصلها عن سردار وكل ما فعله منذ خروجه من القصر صباحا إلى وصوله تواً وجلوسه في الحديقة مع والديه وشقيقه التوأم.. هي تعلم أنها ربما يجدر بها التوقف عن التجسس عن كل لحظة في حياته...لكن صدقوني هي لا تفعلها بدافع التدخل...بل بدافع الإطمئنان وإن كان مبالغة فيه...
نعم قد يكون هوسا أوجنونا...لكن طالما ليست جزءا من حياته ولا من قلبه...ولا تملك الحق في مشاركته تفاصيل يومه فعليها ان تواصل عيش حبها الغير متبادل بطريقتها هي....
أنت تقرأ
التوأم İkiz
Mystery / Thrillerهذه الرواية مقتبسة من رواية اخرى❤ قد نكون اخوة من أماً واحدة، أجل نحن توأمان متطابقان نشبه بعضنا لدرجة لا تستطيع ان تفرق بيننا حتى ندبات الجسد و الوشوم متطابقه كأننا شخص وانقسم الى اثنين، لكن جوهرنا يجعلك تجزم اننا لا علاقة لنا ببعضنا افعالنا مثل ج...