١٩... مشكلة قلب

139 35 21
                                    

فاتنة هي عيناكَ كأزقة القدس......
ألف عدو يتمنى احتلالها....
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
" حب من طرف واحد إذن ؟! "
قالها سردار بهدوء بعد أن رفع أنظاره لها...فوجد ملامحها الجميلة مرتخية وهي تنظر للفراغ..ولكن عندما نطق كلماته نظرت له بلمعة في أعينها سرعان ما اختفت حين أجابته :" نوعا ما.."
رفع سردار حاجبه على إجابتها المبهمة وهذا فقط جعلها تفكر....ما المانع من أن تخبره ؟!....لقد أحبته لستة عشر سنة دون أن يلمحها ....في كل الأحوال ستخبره نصف الحقيقة...لذا أجابته بهدوء بعد أن شربت من كأسها القليل من النبيذ :" من أحبه لا يعلم أصلا من أكون أو أنني أتواجد "
توقف سردار عن التدخين فجأة ونظر لها ببرود دون أن يرمش ..فابتسمت سيران بهدوء .... هل يا ترى لو كان يعلم من هو الشخص الذي تعشقه....هل تتحول نظرات البرود في عينيه إلى نظرات كره....نفور...أو كلاهما ؟!ا.. عتدلت سيران في جلستها وقالت :" هل استغربت ؟!"... واصل سردار تدخينه ثم قال بهدوء بعد ان اعتدل في جلسته:" في الحقيقة... أجل...."
قليل الكلام.. دائما اجاباته مختصرة كأنه لا يبذل جهذا أصلا للتواصل مع الناس..هذا ما كانت تفكر به سيران وهي تنظر له بعمق دون أن يفهم هو ما تنطق به أعينها...لكن من الغبية التي ستضيع فرصة نادرة كالحديث معه خصوصا وأنه هو من بادر بها...بالتأكيد ليست سيران....قاطع أفكارها صوت سردار وهو يسألها قائلا :" وما الشيئ الكبير الذي منعك من ان تظهري امامه ولو لمرة ؟! هل هو خوف من الرفض أم قلة ثقة في نفسك ؟!"
ابتسمت سيران على كلماته ثم نظرت له وردت :" لا...بل هو احترام لوفاءه...هو يحب أخرى وقد أخلص لها...لذا لم أستطع حرمانه من شيئ يسعده فقط لانني أحببته أولا ...وأحببته أكثر...."
ظهرت تعابير التفاجئ على وجه سردار...كأنه لم يتوقع ما قالته...وهو حقا ما حصل...فما قالته فاجئه...كيف لأحد أن يحب أحدا بهذه الطريقة هو أمر لم يتصوره عقله....هل هي جادة في حديثها....هل ضحت بحبها وتنازلت عنه... فقط لتسعده ؟....
أطفأ سردار سيجارته ورماها جانبا ثم استدار لها بكامل جسده :" أعتذر على ما سأقوله.. لكن ألا تعتقدين أن هذا غباء ؟!..كان بإمكانك أن تدخلي حياته قبل ان يتعرف حتى على تلك المرأة ..ما دمت تحبينه أكثر منها..."
زمت سيران شفتيها ثم وضعت كأسها جانبا:" لقد كنت صغيرة...لذا لو أخبرته كان سيعتقد أن مشاعري غير حقيقية...."
نظر لها سردار بنظرة غريبة وصمت لمدة دون أن يزيح بأعينه عنها ثم أضاف بعدها وفجاة :
" منذ متى وأنت تحبينه ؟!"
ابتسمت سيران ابتسامة حقيقية صادقة أضاءت وجهها بينما سردار أحنى رأسه للجانب ونظر لها بهدوء وهذا فقط خطف لها أنفاسها....عدلت خصلات شعرها التي سقطت على وجهها بفعل الهواء ثم قالت له بنفس تلك البسمة الهادئة :" أرى أنك تشعر بالفضول سردار....أسئلة كثيرة من طرفك "
صمت ولم يجبها ليس لأنه لا يملك جوابا بل لأن سماعه إياها تنطق بإسمه دون ألقاب وبصوتها الناعم جعل شعورا غريبا يختلجه..وهو أمر لم يستطع تفسيره...ما اللعنة!!..... أخرجه من تفكيره صوت سيران وهي تقول بعد أن نهضت من مكانها :
" ما رأيك أن ندع هذا الجواب للمرة القادمة إذن ؟! "
رفع سردار حاجبه وقال بهدوء :" ومن أخبرك أنه ستكون هناك مرة قادمة ؟!"
ارتفعت زاوية فم سيران بابتسامة جانبية ثم حملت كأسها الفارغ من على الطاولة وغادرت دون أن تلتفت للخلغ جاعلة من سردار يبتسم لثقتها بنفسها...ولكن هل يا ترى يعلم أنها ليست ثقة بنفسها فحسب بل ثقة بحبها أيضا ؟!... وهل يعلم أنه ابتسم للتو ولأول مرة منذ وفاة زوجته من أجل امرأة جعلته يشعر بشيئ غريب فقط لانها نطقت اسمه ؟!...بالتأكيد لا يعلم....

التوأم İkizحيث تعيش القصص. اكتشف الآن