توقيع بإسم الحب part2

113 35 15
                                    

عادةً موقف النساء مع وجهه يكون متشابها...موقف هو لا يحبه لكنه يتعامل معه على أية حال...لكن هذه الأميرة الخاصة بآل اردينيت كانت أول من أشاحت وجهها عنه بهدوء و بالقلم في يدها أشارت على العقد تخبره بنبرتها الثابتة كثبات جلستها :" لدي بعض الإعتراضات في ما قرأته هنا سيد كوشوفالي..."... لحركتها و ماقالته وجد نفسه يميل برأسه ينظر لها كما لو يحتاج ثانية أخرى ليستوعب...ليس أنها نظرت له كأنه مثله مثل الجدار خلفه بل لأنها تملك اعتراضات...اعتراضات على بنود مفخخة وضعها لها...هل هو يشهد شيئا غريبا؟...أجل نعم...لهذا ابتعد عن الباب و أخيرا يتقدم منها على الطاولة و اتخذ مقعدا يقابلها يمرر أصابعه على شعره ليرفع خصلاته التي تسقط على أعينه حتى تتيح له رؤيتها بشكل أفضل من هذا القرب...و بشكل غريب لم تكن ترتدي نوع الثياب التي توقعها...فعادة الأنثى تحب ترك انطباع لدى التقائهن برجل للمرة الأولى...و أميرة اردينيت مثلها كان من المتوقع ان تفعل اضعاف ذلك...لكنها كانت تجلس أمامه بسروال جينز فاتح و قميص أبيض فضفاض أزراره الأولى مفتوحة تُظهر قلادة بسيطة هناك بحرف إسمها...عدا عن الإسوارة حول معصمها لم تكن ترتدي شيئا باهظاً لافتا للنظر أو يحمل معنى معين...لكن وجهها و لون شعرها تلك قضية أخرى...و أضافت قضية ثالثة حين أعادت أعينها العسلية صوبه من جديد تخبره :
" البند رقم 17 ينص على أنه في حال تم الإخلال بشروط عقد الزواج يحق للطرف الأول..أي أنت.. بإلغاء الزواج قانونيا...بالنسبة لي هذا متحيز قليلا...أعتقد أنه على الطرفين أن يملكا هذا الحق..أنا لن أوقع على شيء سينتهك حقي في زواج خارج دولتي سيد سردار كوشوفالي...".. دون أن يجيبها على هذا قال :" ما الإعتراض الثاني؟..."
لم يبد له أن حركته ضايقتها او أثرت بها لأنها بنفس الهدوء ألقت نظرة أخرى على العقد قبل أن تعيد أعينها له تضيف :" البند رقم 20...و البند رقم 22 أيضا..."قلبت الورقة للبنود الأخرى تمرر نظرات سريعة عليهما و قبل أن تفتح فمها قاطعها يقول بنبرة هادئة و ملامحه رسمية خاوية :" دعيني أخمن...البند 29 و البند 31 ضايقاك...و على الأغلب تودين حذف البنود الأخيرة من 37 حتى البند 40.."
رفعت سيران حاجبها له كما لو تسأله عن كيف علم بمواضع البنود التي ضايقتها..و الجواب بسيط...ما ضايقها هي البنود التي وضع فيها أفخاخاً..بنود معظمها عن الطلاق في حال حدث و اعتراضها عليهم يعني عدم رغبتها في التوقيع على زواج هي مقيدة فيه أو مستفيدة فيها من أمواله أو تطالب فيه بشيء ليس من حقها...لذا لم يتحدث بل مد يده لمكتبه على جانب طاولتهما و حمل عقدا آخر كان موضوعا هناك و بصمت مرره لها...رآها تمنحه نظرة ما قبل أن تغلق الأول و تأخذ الثاني منه تفتحه...تفقدت هي الأوراق الجديدة واحدة بواحدة تركز على مواضع البنود التي اعترضت عليها سابقا في حين هو تفقد ملامحها..
العقد الأول كان مليئا بالأخطاء و أي شخص يعمل في مجال الأعمال كان سيعلم ألا يوقع على شيء سيأكل حقوقه كتلك البنود...هو وضعه على المكتب لتقرأه أولا و يتحسس ردة فعلها ...إن وافقت عليه هو لن يخسر شيئا و هي ستخسر أول حجر ثقة بينهما...و إن رفضت سيمنحها العقد الاصلي العادل كليا لها و الأحق بالزواج بينهما...من الواضح أنهما في الحالة الثانية لأنه من تعابير وجهها علم أنها فهمت ما فعله توا مع ذلك كلماتها كانت مغايرة حين حملت القلم من جديد تعيد نظرها له قائلة :" أنت على الأغلب بدلت العقدين بالخطأ أليس كذلك؟ لا يُعقل أنك فعلت هذا عمدا.."... اجاب ببرود: " ربما..."
سيران: " هل تُجري كل صفقاتك بهذه الطريقة سيد سردار كوشوفالي.."
هو :" أجل..."....... جوابه كان كلمة فقط و بنبرته المعتادة التي ينفر منها الناس لكنه يكاد يُقسم أنه لمح طيف إبتسامة جانبية ظهرت على شفتيها قبل أن تقلب للورقة الأخيرة و توقع بإسمها دون تردد...على البنود و على عقد الزواج...حين أنهت مررته له على الطاولة رفقة نفس القلم الذي استخدمته فوقع هو كذلك مدركاً تماما أنه سيأخذ هذا العقد ليكمل به إجراءات الزواج و بحلول الغد ستتم كل المعاملات و يتم تسجيلها في دفتر العائلة أما الآن فهي قانونيا صارت السيدة كوشوفالي ...لذا حين أغلق القلم يضعه جانبا نظرا لبعضهما لوهلة يعتكفا الصمت...و يستغرق الأمر أحيانا مجرد ثوان ليرتبط فيها مصير شخصان ...بشكل يبدو بسيطا لكن بحياكة معقدة من القدر قادت إمرأة نصف ايطالية عانت في الحب الوحيد لسنوات صوب مجرم تركي عانى في الحياة جريحاً لسنوات كذلك...لهذا الحب قد لا يحدث فجأة و قد لا ينجح بشكل مؤكد...لكن وقته يكون دقيقا جدا ...فهو لا يملك بوصلة إتجاه و أسهمه تصيب القلوب شرقا غربا...لكنه في الوقت لا يرحم كحدة سيف...لهذا لكل عشق زمنه الخاص ..
يتبع.......

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
التوأم İkizحيث تعيش القصص. اكتشف الآن