بين الظلال.. final part

114 34 11
                                    

أميرة اردينيت إذن...لا يعرف اي نوع هى بالضبط إمراة مدللة أو زوجة متطلبة ؟...في كلتا الحالتين يأمل ألا يفقد أعصابه حين يقابلها و يكتشف أن خيار والده كان سيئا...كل ما عليه فعله هو أن يقابلها و يكتشف بنفسه إذن...توقف سردار أمام السيارة يرى رجاله يتواصلون عبر السماعات يمنحونه الإشارة بأن يركب و بأن الطرقات تم تأمينها...و إن كان رجاله حوله سابقا كانوا ثلاثة فهنا خارجا أمام الطريق كان عددهم يفوق الأربعة عشر موزعين على عدة سيارات و بأسلحة ظاهرة للعيان و للمارة الذين يراقبون...
لكنه لم يكن مهتما بذلك بقدر اهتمامه بأن يقود عائدا للمنزل و يحل مشكلة الزوجة الجديدة...
يقولون أنه لكل عشق زمن محدد و قالب محدد..و الملك الأسود لإسطنبول على وشك أن يتعلم ذلك بالطريقة الأصعب
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
❄❄❄❄
" ما بال وجوهكم هكذا؟.." طرح سردار سؤاله بجدية على أفراد عائلته الذين وجدهم في انتظاره عند المدخل مصطفين جنب بعض و يحدقون به بنفس البسمة المريبة...لكن سؤاله لم يفعل شيئا سوى أنه جعل والده يبتسم بمكر و أمه و شقيقه ينظرا لبعض بابتسامة مستمتعة كطفلان اكتشفا مخبأ الحلوى لذا قرر تجاهلهم لسلامة عقله فحسب..
لكن حين تقدم ليمر جانبهم قطع طريقه شقيق بيديه يقول بابتسامة و وجهه يلمع :" هي مثالية...أنا بالكاد كنت أتمالك نفسي و أمثل اللباقة كي لا أقبلها أو ألتقط صورا لها..."رفع سردار حاجبه بملامح خاوية معتادة و قبل ان يتحدث التصقت امه به تقول بنفس النبرة المتحمسة كما لو أنها ليست سيدة المجتمع الرفيع :" نبرتها سردار...دعني أحدثك عن نبرتها..."
لم يسمح لها سردار طبعا إن حدثته عن نبرتها لأنه متعود على تجاهل عائلته التي تتصرف بمبالغة مع كل شيء...هو لديه عمل بعد ساعة..عمل مهم جدا عن وضع بنود صفقات جديدة مع سياسيين مهمين و هم هنا يزيدون الوضع سوءا...لذا حين غادر يتركهم خلفه كل ما استمع له هو ضحكات والده يتمتم شيئا حول أنه اختار أفضل خيار لشخص مثله بينما أمه تتذمر حيال انه لئيم كالعادة...انتظروا لتعرف أنه قبل ثلاث ساعات فقط فعل أمورا دموية لو رأتها لما نظرت في أعينه حتى...لكنه مجددا يفضل ألا تعرف من الجيد...أن تمنحه وصفا لطيفا ككلمة لئيم أفضل بكثير من أزمة نفسية...لم يصعد سردار للأعلى لأنه خمن أنه سيجدها في غرفة الضيوف المؤقتة التي جهزها الخدم صباحا لترتاح فيها من السفر و بالتالي في الطابق الأرضي ذاته...خطواته كانت هادئة و ملامحه كانت عملية رسمية و ثيابه تخفي وشوما إجرامية و ندوباً أسفلها...كان مصنفا كأكبر مجرم في تاريخ تركيا مع ذلك هو لا يزال ينتمي لعائلة عريقة أرستقراطية و بالتالي لم يكن يحمل طباع الوحوش من الخارج..ذلك لأنه يتغذى مثلهم من الداخل..طرق طرقتين...و حين لم يسمع جوابا طرق طرقتين جديدتين و بعدها فتح الباب برويداً و دخل..رمش حين استقبله ظلام في الغرفة...لقد كانوا في منتصف النهار مع ذلك كل الستائر أُسدلت على الشرف و النوافذ تجعل المكان مغطى بالظلال الداكنة...و لم يحتج التأكد ليعلم أنها هنا...رائحة أنثوية جديدة على حواسه غطت الغرفة و منحنيات لجسد أنثى كانت تجلس على أريكة وسط الظلام بكأس شراب في يدها و لمعان ألماس حول معصمها...ظل واقفا هناك عند الباب...هو في الضوء و هي في الظلام...لم يتبين وجهها و لا شكلها لكن الأمر لم يكن مهماً عنده..لذا أفلت مقبض الباب يتركه مفتوحاً و تقدم للداخل لزاوية الغرفة أين تجلس هي و اتخذ لنفسه مقعدا مقابلها يسمح للظلال أن تبتلعه كذلك...و للحقيقة ذلك أفضل بكثير... في أول محادثة لهما..لا هي ترى وجهه و لا هو يفعل دون مماطلة و دون عبث تحدث مباشرة بالايطالية معتقدا أنها لغتها الوحيدة:"إذن لأكون صادقا... لا توجد مشكلة في زواج صفقة بين أميرة اردينيت و مجرم تركيا كما توجد في الحقيقة انكِ قبلتي بالشروط.... هل لي بتفسير؟.. ".. يحتاج الى تفسير.؟ هى تحتاج الى أن تتنفس.. لقد طرق طرقتين قبل ان يدخل و تلك الفترة الصغيرة بينهما لم تكن قادرة على منحها الوقت الكافي لتنظم ضربات قلبها.. و لا تستعد لهذا...لصوته و لوجوده و رائحته و لحقيقة أنه بينهما أقل من متر مسافة...الظلام أخفى جيدا ارتفاع و انخفاض صدرها و حقيقة أن قبضتها على كأس الشراب لم تكن ثابتة..لهذا لم تجبه لعدة ثوان...ظلت صامتة حتى استطاعت أن تتحكم في نبرة صوتها كي تخرج بالهدوء و الكمال الذي أرادته حين أجابته بالتركية لغته هو :" هل ستمنحني تفسيرا لو طلبته أنا حيال وضعك لشروط كهذه أصلا؟..."
إرتدت سيران القناع الذي إعتادت وضعه أمام الناس.. قناع أميرة آل اردينيت التي تثق أن العالم بأكمله خلفها حين تمشي متجاهلة ضربات قلبها التي كانت على وشك تحطيم قفصها الصدري لتتحرر..
و لأن الظلام منعه من رؤية بعثرتها..منعها أيضا من رؤية كيف أنه رفع حاجبه على جوابها و نبرتها عند جوابه..لم تكن فقد تجيد التركية بل حدثته كأنه مذنب بوضع شروط كهذه اصلا و للحقيقة لم يعرف إن كان يجدر به أن يعتبر تلك إشارة سيئة ام جيدة...لكنه منحها الحقيقة حين أخبرها بنفس النبرة :"لست الطرف المشكوك فى مصدقيته هنا"
و أي شخص سيعتقد نفس الشيء ...إمرأة أتت من ايطاليا لتتزوج بمجرم تركي وضع شروط كهذه؟
..الشكوك تراوده...لكنه حتى في الظلام النسبي استطاع تبين حركة يدها و هي تمسح على خصلاتها تعيدها للخلف تخبره بنفس الهدوء الذي لم يستطع وضع وجه له بعد لغياب ملامحها عنه :" هل تعتقدني بحاجة للمال؟..".. دون تردد أجابها :" هل الحب ؟..."
اردفت قائله دون تردد: " لا..."
سردار: " لستُ واثقا من ذلك.."
سيران: " ربما أذيتك ؟..."
سردار: " ذلك سيكون حماقة دون شك..."
" إذن شيء واقعي و أهم..."قالت الأخيرة بنفس النبرة التي لا يزال لا يعلم السر فيها...هادئة جدا لكن ليس بطريقة خاضعة.بل بطريقة تمنعك من استخدام نبرة أخرى معها...لكن كلماتها ضربت الوتر أكثر بكثير لأنه لن يعترض على حقيقة أن إمرأة مثلها ستحتاج ماله و لا حباً منه كونه غريباً عنها و للحقيقة سيكون غباء لو كانت هنا كجاسوسة أو لإيذاءه...لهذا أعاد ظهره للخلف يحدق بها لكن ليس حقا ...فكل ما كان يراه هو هيئتها و بالتالي بجدية قال:" أنا أسمعك.."كان يمنحها الإذن لتخبره بالشيء الهام و الواقعي الذي تقصده من سبب لقبولها عرض الزواج هذا..و لم يكن منها سوى أن تخبره و هي تحرك الكأس بين أصابعها :" الحماية ...أحتاج الحماية...".. ضحك بسخرية " الحماية يشتريها لك المال و ليس الزواج..." كان يحاول حصرها كل مرة لكنه يفشل...فقد أجابته دون تردد.." لا يخاف الناس من ألف حارس لشخص نزيه كما يخشون إسم مجرم واحد...أحتاج حماية اللقب سيد كوشوفالي..."
بدا الأمر مثيرا للاهتمام في نظر سردار...لقد كانت بارعة في استخدام الكلمات لكن ليست موضع ثقة عنده ...تحتاج الكثير لتصل هناك...لكن مبدئيا شيء في ما قالته جعل بعضا من المنطقية يغطي على الشك الذي لف قبولها..فإن كانت في خطر فزواجه منها سيمنحها الحماية بالفعل...العالم السفلي يملك إيجابيات...و رابطة الزواج تمنح الحصانة نوعا ما...أما هنا في تركيا فلقب كوشوفالي لا يمنحك حماية فقط ..بل بطاقة دخول ذهبية لكل شيء...
قبل أن يجيبها سمعها تضيف و هي تعتدل في جلستها بنفس الهدوء ذاك الذي بدأ يشعر أنه سلاحها الأخطر :" أنا لن أُطالب بالحب...لا قلب لي لأضعه على طاولة هذا الزواج...اعتبرها صفقة بيننا.."
كان عرضها الأخير له...بقلب ينبض حبا عنيفا نحوه داخل صدرها كذبت أكبر كذبة تخبره أنه لا قلب لها لتضعه على طاولة الزواج...لا يضع المرء قلبه في صفقة الآن إن كان قلبه قد تم وضعه في اللعبة قبل ألف عذاب و عذاب...هناك صفقات زواج و هناك صفقات عمل...لكن صفقات في الحب؟...حدث الأمر تواً بين الظلال
يتبع...........

❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄

التوأم İkizحيث تعيش القصص. اكتشف الآن