في إحدى الفنادق في ألمانيا والمعروف باستقباله لأعضاء المافيا على مر سنين....كانت غرفة الاجتماع في الطابق السابع حاشدة برجال ونساء المافيا..الذين لديهم اعمال مشتركة مع الملك... خمسين عضوا رئيسيا بالتحديد....طبعا إذا لم نذكر العصابات المحلية والدولية التي لم تحضر كونها لا تعمل عادة في نطاق أوسع....كاجتماعات الرؤساء لكل مافيا...
كان سردار يجلس مكانه بصمت وعلامات البرود تغطي وجهه تحت نظرات الاحترام والخوف التي كانت مسلطة نحوه...جميع الحاضرين يعلمون هويته....الوحش....الرئيس السابق للعديد من اتحاديات المافيا.. قبل ان يتنازل عنها لسبب غير معروف حتى ان بعض الحاضرين اليوم هنا كانوا يوما تابعين له....ولازالوا لحد الساعة يخشون منه......
وهناك بعض النساء ورغم صلابة ملامحهم وقوتهم نظرا لعملهم في العالم الاسود إلا ان هذا لم يُخفِ ملامح التعجب و الذهول عند نظرهم لسردار
....وسامته لم تكن عادية...تكاد تكون غير حقيقية
....لم يسبق لهم ان رأوا مخلوقا بهذا الكمال والجمال من قبل......ورغم ان معظمهم رأوه من قبل إلا انهم لم يستطيعوا التعود أبدا على ملامحه الخاطفة للأنفاس... مرت حوالي نصف ساعة بين الأحاديث والهمسات بين الحاضرين....جميعهم يتسائلون عن هوية الملك..ولما قرر الظهور الآن بعد كل هذه السنوات.....لقد كان جد حريص على اخفاء نفسه...حتى ان بعضهم لايصدقون انه حقا سيأتي...
فُتحَ الباب فتوقف الجميع عن الحديث دفعة واحدة نظروا للرجل الذي دخل.....كان هناك حارس يقف خلفه......نظر هذا الرجل للجميع ثم تقدم قليلا من الطاولة و قال بهدوء بالانجليزية المتقنة :
" سعيد بقدومكم يا سادة وسيدات.....اعلم انكم كنتم تنتظرون هذه اللحظة منذ مدة طويلة...لذا أريد أن أعرفكم بنفسي.........أنا أكون الملك واسمي الحقيقي هو مارك نيكولا...."كان الجميع ينظر له باندهاش والبعض بتفاجئ.... هل الملك وأخيرا كان يقف أمامهم ويكشف أوراقه بدءا باسمه الحقيقي....هذا غير متوقع تماما....بعضهم لم يصدق هذا....
قطع الصمت صوت سردار حين اردف ببرود :" وأنا عندما أصبح غبيا سأصدق هذا..."
ضحك مارك ثم توجه وجلس في مقعده :" ولما لا ؟!...هل تجد صعوبة في تصديق أنني الملك زعيم المافيا؟!"رفع سردار حاجبه ببرود كالصقيع :
" الرجل الذي طبق قانون التسعة مرتين لاشخاص حاولوا معرفة هويته وقبل يومين تحدى عشيرة سيرجيو بأكملها وفي عقر دارهم لنفس السبب..لا أتوقع ان ياتي اليوم ويجلس بيننا مصرحا عن هويته ببساطة.."نطقت إمرأة من الحضور وهي انيتا كاليفن أوكرانية بنبرة باردة وبأعين خاوية :" أنا أؤيد السيد سردار....لقد أوضح الملك وطوال سبع سنوات
أن هويته خط أحمر ولا أحد يحق له بمعرفتها...وانا لا اهتم اصلا مادامت اعمالي معه تسير بالشكل المطلوب...لذا انا لا أجد ما قمتَ به وتصريحكَ بهويتك أمر منطقي ان كنت انت حقا هو الملك.... "
ارتخى مارك في مقعده ثم نظر لهم بهدوء و بلامبالاة بعد ان اسقط قناع الجدية :" لما تأخذون الأمور بمحمل الجد دوما...أنا كنت أمزح..بالتأكيد أنا لست الملك....كل هذا كان خطة من أجل دفعه للظهور في العلن بعد كل هذه المدة "..ضرب زعيم مافيا المكسيك يده في الطاولة بغضب :" مزحة ؟!...هل لفقت هذه اللعنة لتحضرنا من أقاصي دول العالم من اجل خطة تافهة لاستدراج الملك؟!"
رد زعيم آخر بحدة :" هل تريد تعجيل موتنا ؟!...ثم من تظن نفسك حتى تفعل هذا نحن لسنا لعبة لعينة بين يديك...بل و من تكون أصلا؟!"
مارك بهدوء:" لا داعي لتفريغ غضبكم علي....انا مجرد وسيلة....كان هدفي هو القدوم للاجتماع بصفتي الملك.هذا جزء من خطة ولا دخل لي بكل هذه الفوضى.."... اردف سردار ببرود جاعلا من الهتافات المعارضة تتوقف فورا :" هذه خطة غبية...وأنت ستموت بسببها "جاء الرد من صوت غريب قائلا بهدوء :" وأنا أوافقك الرأي تماما "
التفتت جميع الرؤوس لمصدر الصوت فوجدوا شابا في العشرينات بأعين زرقاء جميلة وشعر أشقر مصفف بطريقة أنيقة..كان يرتدي قميصا حريريا أسود وسترة مخملية بنفس اللون.....لقد كان وسيما جدا إن صح القول...تقدم هذا الشاب منهم وقال برسمية :" أنا البرت الذراع الأيمن للملك....وأنا أؤكد لكم أن هذه الإدعاءات التي سمعتموها اليوم بخصوص قدوم الملك هي ادعاءات كاذبة..ولقد اتيت اليوم بأمر من الملك..."... نظر بعض الحاضرين له بسخرية وبغير تصديق لكنه تجاهلهم وواصل بجدية :" الملك يريد الحديث معكم جميعا "
عند هذه الجملة اعتدل الجميع في جلستهم ونظروا له بترقب...هل للتو قال أن الملك يود التحدث معهم ؟!..الملك؟!..هل سيسمعون صوته لأول مرة بعد كل هذه السنين...نظر البرت للحاضرين بهدوء :
" أعلم أن بعضكم لن يصدقني...لكن هناك من سبق وتحدث معي شخصيا عبر الهاتف بخصوص مشاكل حدثت سابقا من أجل أن أنقلها للملك...لذا من المرجح أن صوتي قد يبدو مألوفا للبعض...."
أومأ القليل من الرجال كونهم المعنيين بما قاله وهذا كان سببا ليصدق الجميع انه حقا على علاقة بالملك الحقيقي فتابع البرت بدوره عند رؤيته لردة فعلهم الايجابية :" إذن...أعتقد ان الوقت حان لتتعرفوا على الملك.."حل الصمت في القاعة والكل منتظرين سماع صوت الملك وما سيقوله لهم بعد ان كان مخفيا كل هذه الاعوام....بينما سردار فقد ظل صامتا وهادئا دون أن ينطق بحرف بينما عقله تشغله آلاف الأفكار...اتصل البرت بالرقم المطلوب وفتح الصوت وقربه من الميكروفون ليصل لمسامع الجميع بشكل واضح كون القاعة كانت شاسعة جدا....ثواني قليلة كانت بمثابة دقائق طويلة للحضور وهم يسمعون صوت الرنات أثناء تبادلهم النظرات بين بعضهم...
اجاب الملك فتوقف الجميع عن الحركة بالمعنى الحرفي.." إذن.....حسب ما أرى جميعكم مجتمعون ومتشوقون لرؤيتي....لقد كنت أعتقد أنني وطوال هذه السنوات جعلت الأمر واضحا بأن هويتي موضوع غير قابل للنقاش...لذا أريد أن أفهم سبب هذه الفوضى التي حدثت اليوم.."
رغم ان الصوت لم يكن صوت الملك الحقيقي وهو أمر مؤكد..لكن طريقة تحدثه جعلتهم يدركون خطورته وخطورة ماهو قادر على فعله....
نعم..الصوت ليس صوت سيران كما تعتقدون بل هو صوت آلي يتم الحصول عليه عن طريق جهاز موصل بالهاتف لجعل النبرة غير محددة وغير قابلة للتعرف عليها...وهذا جعلهم يستغربون كونه استعمل هاته التقنية وأولهم سردار الذي قال ببرود :" لما لم تظهر صوتك الحقيقي ؟!"جاءه الرد من الملك بنبرة باردة مماثلة لخاصته :" سردار كوشوفالي.....تسأل السؤال رغم أنك تعرف جوابه بالفعل.....لكنني سأجيب رغم ذلك ...."ظل الحضور ينظرون للهاتف الموضوع أمام الميكروفون بجدية وباحترام كما لو أن الملك واقف أمامهم...فتابع الأخر قائلا :"...أنا لم أستخدم صوتي الحقيقي...لأن 10 ٪ منكم يعرف هويتي الحقيقة وبالتالي صوتي سيكون مألوفا لديكم..لذا أنا أتخذ إحتياطاتي..."تبادل الجميع نظرات التفاجئ لما قاله وهم غير مصدقين لما وصل لمسامعهم....هل و اللعنة هناك احتمال ان بعضهم سبق ووقف أمام الملك وفي حضرته دون أن يتعرفوا عليه ؟!..كيف و اللعنة حدث هذا ؟!....تحدث مارم بتحدي مبطن بسخرية موجها حديثه للملك " ألا تعتقد أن ماقمت به للتو يعد مخاطرة....إظهار مساعدك للجميع كان حركة خاطئة من طرفك زعيم ....خصوصا وأننا نستطيع احتجازه هنا وسحب المعلومات منه..أو حتى تعقب الإتصال من هاتفه ورقمك الخاص المدون فيه .."ابتسم البرت باستمتاع بينما نظر الجميع لمارك بتفاجئ من جرأته...لكنهم في نفس الوقت كانوا ينتظرون إجابة الملك...أما سردار وضع يده تحت ذقنه وهو يراقب بهدوء... وحينها أتاهم الرد بنبرة باردة :
" هذا ممكن نعم...لكن قبل أن ينهض أي أحد من مقعده أو حتى يسحب مسدسه نحو البرت ستخترق رصاصة رأسه...."ضحك مارك بسخرية غير عالم بنتائج وقاحته :" يؤسفني أن أخبرك أن جميع الحاضرين لايحملون أسلحة...وأن زجاج النوافذ مضاد للرصاص ولا يمكن ل......."
لم يكمل مارك حديثه حتى اخترقت رصاصة زجاج النافذةواتجهت نحوه ممزقة له أذنه...فتعالى صراخه في المكان وتسايلت دماءه...تحت الأنظار المصدومة....وحينها تابع الملك ببرود :" لا زجاج يمنع رصاصتي من الوصول لهدفها...وأنا دوما أنفذ تهديداتي...سيد مارك..."حل الصمت في القاعة ولم يجرؤ أحد على الحديث....فكما يبدو... الملك لا يمزح...كلمة خاطئة تقابلها رصاصة جميلة وسط الجمجمة...لكن طبعا هناك شخص لا يخاف...ولا احد يهدده...لذا قال ببرود :" ما السبب الذي سيجعلنا نوافق على مواصلة العمل مع شخص يرفض ان يرينا هويته الحقيقية.."
رد الملك بجدية :" سيد سردار....طوال هذه الاعوام لم يواجه أحد مشكلة في العمل معي...خصوصا من جهتي في الاتفاق...لذا لا ارى ان معرفة هويتي سيحدث أي فرق في العمل....ومن لم يعجبه الأمر يستطيع الانسحاب....ليس لدي أي مشكلة..."
رفع سردار حاجبه ببرود :" هل تعتقد أنني لا أعلم ما الذي يجري...جميع الحاضرين هنا....40٪ من أعمالهم أو أكثر متركزة في ايطاليا....لذا هم لا يستطيعون الانسحاب....أي أنك تقيدهم بالعمل معك بشكل غير مباشر...."ضحك الملك بخفة تحت استغراب البعض ثم قال بهدوء :" للأسف..هذا صحيح.....سيد سردار......." قال رجل آخر يعمل في تجارة الأسلحة من ألمانيا قائلا :" لكن ما السبب لفعلك هذا...أعني أنت تسيطر على ايطاليا و تركيا بشكل كامل...وتضع قوانين جد صعبة....لما كل هذا التعقيد ؟؛"
تحولت نبرة الملك للبرود من جديد :
" كل هذا لسبب بسيط...وهو أن تركيا ملكي... وتلك القوانين التي تراها معقدة وصعبة سيد ويف..هي نفسها القوانين التي تحميكم وتنظم أعمالكم داخل تركيا..هل تعتقدون أنني أعمل فقط مع الحاضرين هنا في هذه القاعة ؟!...أنا أشرف على مئات العصابات في كل أقاليم تركيا و ايطاليا أعمالكم بدقة كي لا يحدث أي خطأ.....لذا دعوا هذه الشكاوي عندكم أنا لا أحتاجها...من يريد العمل في تركيا.مرحبا به...ومن لا يريد.....الجحيم تنتظره....".. صمت الجميع وشرد كل احد بأفكاره وفيما قاله الملك توا...لو كانت لديهم ذرة شك سابقا في انه الملك الحقيقي..فقد تبخرت الآن....لأن فقط شخصا بمثل قوة ومكانة الملك يتحدث بهذه الطريقة والقوة...ثم ان كل كلمة قالها هي دليل بحد ذاته...من أعماله...تهديداته..معرفته لهوية من يتحدث معه دون ان يراه....الثقة بين أحرفه...المجنون فقط من يتجرأ ويشك في هويته..
قطع أفكارهم والصوت المطبق على المكان الملك بنبرة باردة :" المسؤول خلف تلفيق هذا الاجتماع وهذه الخطة التافهة لاستدراجي ستسمعون خبر وفاته الليلة.....أما مارك فاعتقد ان رصاصة واحدة بين عينيك كافية.....إلى لقاء آخر...آمل أن تكونوا أحياء حتى ذلك الحين..."أنهى الملك الاتصال فابتلع الجميع ريقهم من كلماته الأخيرة بينما مارك فقد انتفض مكانه وهتف بصراخ وهو لايزال يمسك أذنه بالم واضح والدماء تسيل على ثيابه :" لما و اللعنة يريد قتلي ؟!...انا لا دخل لي في الموضوع...لقد تم الدفع لي لاداء عملي.. هذا ليس عادلا.."
دحرج سردار اعينه بملل ونهض ليستعد للخروج بينما البرت فقد رد على مارك ببرود :
" خطأك أنك قبلت هذا العمل..وانت ستدفع ثمن ادعائك انك الملك....هذه هي الأوامر...."
فتح مارك فمه ليعترض: لا ذنب لى هناك من دفعنى لهذا السبب ومن طلب منى هذا هو سرد.." لكن البرت تجاهله ببرود وسحب مسدسه من خلف ظهره وبدقة أطلق رصاصة واحدة في منتصف جبهته دون ان يرمش حتى....سقط رأس مارك على الطاولة وهو جالسا وسالت دماءه تحت انظار الجميع...بينما البرت فقد نظر للبقية برسمية وهدوء..:" سررت بلقائكم..يا سادة ويا سيدات....أعذروني سأنصرف الآن.....إلى لقاء آخر...."ومع آخر كلمة خرج بهدوء في نفس الوقت الذي خرج فيه سردار....وعندما صادفه البرت أومأ برأسه له باحترام..لانه يعلم سردار كوشوفالي أعلى شأنا من كل الحاضرين فى القاعة. ولسببين..أولهما أنه الوحش...والثاني انه زوج الزعيمة ...بينما في تلك اللحظة وما أن فتح سردار هاتفه حتى وجد رسالة من أدريان
يخبره انه لن يسمح له بمغادرة ألمانيا وسيفجر له طائرته ان لم ياتي للقصر في زيارة خفيفة قبل ذهابه....وهذا سردار يدحرج عينيه بملل على تهديدات أدريان ...من يرى تعامله مع الناس لن يصدق أن هذا هو ادريان نفسه......وهذا جعل سردار يسخر من الامر
أنت تقرأ
التوأم İkiz
Mystery / Thrillerهذه الرواية مقتبسة من رواية اخرى❤ قد نكون اخوة من أماً واحدة، أجل نحن توأمان متطابقان نشبه بعضنا لدرجة لا تستطيع ان تفرق بيننا حتى ندبات الجسد و الوشوم متطابقه كأننا شخص وانقسم الى اثنين، لكن جوهرنا يجعلك تجزم اننا لا علاقة لنا ببعضنا افعالنا مثل ج...