٢٥.. عروش على الحافة

140 39 20
                                    

لو نظر نيوتن الى عينيك
لعرف أنه ليس للجاذبية أي قانون يحكمها
.....................................................................................
" مرحبا أخى..."قالت سيران بابتسامة هادئة لشقيقها عبر الهاتف فاتاها رده بسعادة :" صغيرتي....كيف الحال ؟!... لما لم تتصلي أمس ؟!..لقد قلقت عليك كثيرا ؟!"
ردت سيران بهدوء وهي تغلق حاسوبها :" أعتذر أخى...لقد كانت لدي مشكلة في العمل وانشغلت بها قليلا...لكن لاتقلق انا بخير..كل شيئ بخير.."
تنهد صالح ثم أجابها :" أعلم صغيرتي...لقد سمعت بما حدث....لكن هل أخبرتي سردار أنك الملك..."
نهضت من مقعدها في المكتب ووقفت امام النافذة :" لا..لم أفعل صالح..."
قضب صالح جبينه باستغراب :" ولما لم تفعلي ؟!...أنظري سيران..أنا أعلم أن ظروف زواجك كانت غير ملائمة بسبب الشروط التي وضعها....وأنا وافقت فقط لانه الوحيد الذي أنا واثق من أنه سيحميك حتى بعد وفاتي...لذا لايجب أن تخفي عنه أمرا كهذا....ويجب أن يعلم منك لا من أحد غيرك..."
شدت سيران خصلات شعرها بقلة حيلة :" لكنك تعلم يا أخى.... أن هذا صعب...انا لا أعلم ما ستكون ردة فعله....وانا لا استطيع ان اذهب هكذا فجأة وأقول له أنني الملك...قد لايتقبل الامر بتاتا....فانا لا اعتقد ان هناك شخصا سيتزوج امرأة ويؤمنها على اولاده وهو يعرف انها متورطة في عالم المافيا ويديها متلطخة بالدماء..."
أومأ صالح بتفهم رغم أنها لاتراه :" معك حق يا عزيزتى....لذا أريدكي ان تفكري جيدا وتجدي حلا للموضوع......فهذا الموضوع جِدّي....ولامزاح فيه....لكن افعلي الامر بطريقتك...حسنا ؟!"

ابتسمت سيران :"حسنا اخى

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ابتسمت سيران :"حسنا اخى...سأحاول ايجاد الوقت المناسب لاخباره.. فقط عليه ان يثق بي اولا.....حتى يستطيع تفهم اسبابي...."
صالح: "جيد...هذا ما اريده......إذن لا أريد إزعاجك يا زهرة اخيها...سأدعك لاعمالك....المهم ان لاتنسي الاتصال بي من حين لآخر..."
ضحكت سيران بخفه :" حسنا..حسنا صالح..وداعا..."
صالح" وداعا يا زهرة اخيها...تذكري دوما أنني فخور بك..."مع كلمته الأخيرة أغلق صالح الهاتف بينما سيران فقد شعرت بسعادة كبيرة اثر جملته الاخيرة....لطالما كان هذا من اجمل الاشياء بالنسبة لها...ان يفتخر بها شقيها....حتى امام الناس عندما يعرفها وبكل فخر انها شقيقته.....هي لم تخذله يوما...لقد حرصت دائما على جعل التضحيات التى وهبها اياها في اعلى المراتب....هو منحها حب الأب وتجاهل حياته لأجلها منحها مكانة في المجتمع..
.وهي ردت الجميل بأن ضاعفت مكانته أضعافا مضاعفة......صحيح أنه دائما مايخبرها أنه لا يهتم لحياته وليس نادم على اضاعة حياته على تربيتها ..لكنها لم تنس يوما ما فعله لأجلها..لقد كانت تتذكر كل شيئ...كل شيئ حدث في الماضي.....منذ تلك الليلة السيئة إلى اليوم....
لقد عانى معها عندما كانت فاقدة للأمل وفاقدة القدرة على النطق...ومع ذلك لم يتخل عنها....لذا هي لم تتخل عنه ولم تخيب ظنه يوما....
و صدقوني عندما أقول أن سردار هو من أنقذها قبل تلك السنين واخرجها من تلك الدوامة.....رغم انه لايعلم بذلك حتى....سخرية القدر....
حملت سيران أشياءها وخرجت من الشركة ثم استقلت سيارتها بعد ان فتح الحراس الباب لها فانطلق السائق متوجها نحو القصر حسب أوامرها...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت زهراء تجلس على فراشها فى حالة صدمه منذ ما رأته امس لم تشاهد النوم الكوابيس السيئه تراودها هل دخلت بقدمها الى وقر الافاعى ومنزل مافيا وهل ياغيز يعلم بأمر سردار او لا وهذه الشقراء هل هى شريكتهم ماذا يجب ان تفعل هل تصمت او تواجه الجميع بحقيقة سردار.. لكن ماذا اذا كانت العائلة بأكملها مافيا.. لا فأدريس لم يكن يعترف بسردار اصلا ربما السبب انه يعلم حقيقة عمله وربما يعمل معه.. شدت خصلات شعرها من شدة التفكير:"من انتم ايها القوم واللعنة ماذا فعلت بنفسي واين وقعت "... قاطع شرودها خروج ياغيز من المرحاض يلف المنشفه حول خصره ومنشفه فى يده يجفف شعره الذهبى بلعت ريقها وهى تتفقد هيئته الوسمية تلك نظر لها لتشيح بنظرها الجهة الاخرى بخجل اردف ياغيز بخبث: "اعلم انى مثير و وسيم لذا امنحك العذر".. قالت بغضب دون النظر له كونه عاري:" انت بلا اخلاق يا هذا لماذا لم ترتدي ملابسك فى المرحاض.. الله الله "
اقترب منها وجذبها من معصمها حتى وقفت والتصقت به وجدت نفسها بلحظه امام عينيه البلورية تجمدت حركاتها وحملقت به همس لها "انا زوجك يحق لكي رؤيتي عاري.. كما يحق لى رؤيتك عارية"..
تسمرت من جرأته وعندما شعرت بيده تلامس جسدها ببطء اغلقت عينيها كأنها مخدره سار بيده على طول ظهرها صعوداً الى عنقها امسك حفنه من خصلات شعرها وقرب وجهه منها حتى لفحت انفاسه عنقها ارتفعت صوت دقات قلبها ليبتسم بخبث وهو يوقظها بحديثه الصادم:" ولكن زواجنا ليس حقيقي وانا لن اقترب منكي لذا استرخى "
فتحت عينيها على وسعها ليبتعد عنها تاركه تلعن نفسها: "حقييير تافهههههة".. خرج من غرفة تبديل الملابس بعد ان ارتدي ملابسه يجاكرها:" حقير او تافهة وإلخ.. لا يهم سوف تعتادى على الامر "
رمقته بغضب لتشاهده يضع سلاحه على خصره شهقت بصدمه وتفوهت بكلمات ليتها لم تتفوه بها: " هل انت ايضا مافيا مع شقيقك"
التفت لها بغضب هل ما سمعه صحيح تقدم منها و دون مقدمات جذبها من ذراعيها بصراخ: "ماذا قولتيييي.. منذ متى تعلمى بأمر سردار؟ من اخبرك؟.. تحدثييييي"
ارتجف جسدها من الخوف لا تدرك ما يحدث تذكرت على الفور حديث سيران وانه من مصلحتها الصمت لكنها لعنة غبائها لانها لم تستمع الى سيران والان يجب ان تتحمل نتيجة غبائها "
اخرجها صوته الغاضب من صمتها: "تحدثييي يا فتاة واللعنة كيف تعلمى بهذا"
حاولت ان تدعى القوة حتى لا تظهر ضعفها امامه وكم هي خائفة الان دفعته بهدوء: "ماذا تظن يا هذا هل من الطبيعى ان اعيش معكما بنفس المنزل ولا اكشف امركما.. كيف علمت ليس من شأنك فقط اذا كنت مافيا مثل شقيقك اخبرنى حتى لا اتفاجأ فيما بعد"... ضحك مقهقه حتى دب الرعب فى اوصالها من طريقته تلك واردف بسخرية:" تعجبنى كثيراً ثقتك هذه التى تحاولين اخفاء خوفك خلفها.. لكى هذا.. منذ اليوم سوف تشاهدي الجحيم الخاص بنا وقبل كل هذا هل سألتى نفسك اذا كنت حقا زوجك ياغيز... او.. توأمه "... لم يكن من زهراء سوى انها صعقت بما قاله لقد بدأ الجحيم الحقيقي بعد هذه الجمله.. دتركها فى صدمتها وابتسم بخبث وهو يخرج من الغرفة همست لنفسها فور ذهابه وهى تبحث عن هاتفها:" سيران ليس امامي سواها"
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد حوالي نصف ساعة وصلت سيران...فترجلت من سيارتها وأغلقت الباب خلفها بهدوء...ثم دخلت القصر وكعبها يطرق على الأرضية اللامعة للبهو....لكن جذب انتباهها صوت في غرفة الجلوس فتوجهت لتجد ادريس يقرأ الجريدة بينما سلطانة تشرب فنجان الشاي ....وهذا جعلها تبتسم...لذا حمحمت بخفة لتجذب انتباههم فالتفت كلاهما لها...وعندما وقعت أعينهم عليها...ابتسما لها ابتسامة سعيدة ثم قالت سلطانة :" سيران..لقد أتيت مبكرا اليوم...تعالي اجلسي معنا قليلا..لابد انك متعبة من العمل..."
تقدمت سيران بهدوء و جلست بجانب ادريس بابتسامة :" أجل...لم تكن لدي اعمال كثيرة لذا أنهيت مبكرا...ماذا عنكما هل مر يومكما بشكل جيد....؟!"
اجاب ادريس عليها وهو يضع كأسه جانبا :" لاشيئ جديد...لقد لعبت مع سلطانة الشطرنج قليلا ولقد هزمتها كالعادة....وهي لا تريد الاعتراف بهزيمتها.....كالعادة أيضا.."
فلتت ضحكة خفيفة من سيران على حديثه بينما سلطانه ضيقت أعينها ونظرت له بغيظ :" بالطبع لن أتقبل...فيستحيل أن تهزمني دوما..رغم أنني لاعبة محترفة...لابد أنك تغش..."رد عليها آدريس :" أنا لم أقل أنك لاتجيدين اللعب..أنا فقط أريدك أن تعترفي أنني الأفضل ..". أرادت سلطانة أن تجيب لكن سبقتها سيران وهي تقول بهدوء متحدية آدريس:
" ومن قال أنك الأفضل...أنت لم تلعب معي بعد..."
ابتسمت سلطانة ابتسامة فخر واستفزاز نحو آدريس كانها هي من تحدته للتو..بينما هو فقد نظر لسيران بثقة :" أرى أنك تتحديني سيران عزيزتي وبكل ثقة؟!...".. ابتسمت بهدوء :" أجل أنا أتحداك..وليكن في علمكَ سيد ادريس كوشوفالي..أنا لم يسبق أن خسرت أي تحدي..."لقد كانت تقول حديث بكل هدوء دون غرور دون تكبر..وهذا دوما يزيد من إعجاب الناس بها..حتى آدريس لكنه لم يظهر لها هذا...بل مد يده نحوها :" الليلة إذن..بعد العشاء..."
صافحت سيران يده وردت بهدوء :" الليلة.."
قاطع تحديقهم البصري ببعض صوت سلطانة وهي تصفق بحماس لايلائم سنها أبدا :" يا الهي كم سأستمتع برؤيتك تخسر آدريس.."
نظر لها ادريس بانزعاج مصطنع :" لا أصدق أنكي زوجتي...هل تتمنين خسارتي بدل أن تشجعيني...؟!"
ردت عليه سلطانة باستفزاز :" أجل...فبعد كل هذه السنين أتتني فرصة لأنتقم منك عزيزي....."
نظر لها آدريس بغضب مصطنع بينما هي وضعت قدما على قدم وحملت فنجان الشاي من جديد وأخذت رشفة منه وبكل اسمتاع لتغيظه...
كل هذا تحت أنظار سيران التي ارتفعت زاوية فمها كاشفة عن ابتسامة جانبية...اشاحت بوجهها نحو الباب لتجد زهراء تشير لها حتى تأتى قضبت جبينها بتعجب ثم وقفت وانسحبت مغادرة حتى لا ينتبها لزهراء ادريس او سلطانه....امسكت زهراء يدها فور خروجها تجذبها بعيد عن الغرفة حتى لا يسمعهما احد: "انا فى كارثة"... اؤمأت لها سيران صعدت حينها لجناحها مع زهراء واغلقت الباب عليهما:"ماذا حدث زهراء.؟" نظرت لها زهراء للحظة ثم اردفت بانهيار:" كنتي محقه..كان يجب ان اصمت كان يجب ان انسي ما رأيته... انا غبيه.. غبييبه.. ساعديني لا اثق في احد هنا سواكي" امسكت سيران يدها برفق: " زهراء اهدأي من فضلك جنم واخبرينى بهدوء ماذا حدث حتى استطيع مساعدتك.. " التقطت زهراء نفسها بصعوبه: "لقد اخبرت ياغيز انى اعلم كل شيء عن عمل سردار.." ضربة سيران كفها بجبينها:"اللعنة " اكملت زهراء:" الكارثه انى سألته اذا كان شريكه ولم يعطينى اجابه لقد ارعبنى قال هل انتي واثقه انى ياغيز ولست توأمه...لن اكذب يبدو ان هذا سردار وليس ياغيز لن انسي وقاحته معى بأول لقاء" قاطعة سيران حديثها بحزم وثقه:" ليس سردار اعلم جيدا انه ياغيز يلعب بعقلك..اعلم ان سردار لا يفعل هذا"..انهمرت دموع زهراء على وجنتيها بشده وعانقة سيران بقوة:" لقد تعبت كثيراً..من فضلك لا تخذلينى وتتركينى.." ربتت سيران على شعرها:" لا تقلقي لن اسمح بأيذاءك..الان اذهبي وارتاحي..وانا سأحل الامر.."

التوأم İkizحيث تعيش القصص. اكتشف الآن