بين الظلال.. part 3

108 34 11
                                    

بجانب ادريس كانت تقف زوجته سلطانه بجمالها المعتاد وشعرها المرفوع على شكل كعكة بكلاسيكية والذى لا شك أنها حرصت الا يظهر خصلة واحدة بيضاء كما حرصت ملامحها المبهرة على جعلها تبدو تزداد وقار اما هذا الشاب الذى خرج للتو من الداخل حتى يستقبلها معهم فعلمت انه ياغيز التوأم المطابق الى سردار على الرغم أن والدتهم هى فقط من تفرق بينهم حتى ادريس لا يستطيع التفريق بينهم إلا أن سيران الاولى الذى نجحت فى هذا بعد سلطانه انه وسيم مثل شقيقه أعينه لوحدها مميتة كما تميتها أعين سردار ألف مرة فى اليوم.. اول من تقدم كان ادريس الذى ابتسم لها كأنه سعيد وانها أخيراً هنا وامامه ولم يعرف إن كان يجدر به ضمها أم لا فاكتفى يمد يده وقال بابتسامة هادئة دافئة "مرحباً بكي بيننا سيران.. اسمح لى بأن ابدأ بقول كم انكِ جميلة جداً... اجمل مما اتذكر" هذا جعل سيران تبتسم بصدق وهى تنظر له بأعينها العسلية التى لم يسبق ويتغزل بهما احد واجابته بالتركية المتقنة ولهجتها الايطالية الثقيلة قائله وهى تراقب دهشته من ذلك"سعيدة بوجودي هنا سيد ادريس وشكراً على كلماتك بالغة اللطف"ابتسم ادريس باتساع لسماع لغتها التركية ولباقتها فى الحديث ثم مد يده لها لتمسكها ويساعدها على التقدم اكثر وهى حركة محترمة تعامل بها فتيات الطبقات المخملية و الاميرات قديما وهو لم يكن سوى رجلاً ارستقراطياً محترماً فوضعت كفها داخل يده وسمحت له ليوجهها
نحو بقية العائلة وقال"أمل حقاً ان الرحلة الطويلة لم تكن كثيرة عليكي؟ "نظرت سيران لياغيز وسلطانه بابتسامة كانها تعترف بوجودهم بلباقة ثم اعادت انظارها له و ردت عليه بكل هدوء" لا اري اي مانع فى ذلك سيد ادريس.. انا معتادة على الرحلات الصعبة وغير هذا كنت فى انقرا بقصر اخى على كل حال لقد عد من ايطاليا منذ مدة لذا لم اتعب.. وشكراً لتكبدكم العناء من اجل انتظارى فى هذا البرد الشديد" وقبل ان يجيب هو تقدمت زوجته سلطانه منها وبيدها صرفت كلماتها تلك كأنها تخبرها ألا تقول شيئاً كذلك ثم وبابتسامة هادئة دخل سوديتها تقدمت من سيران حتى تقف اقرب لها وتسني لها رؤية وجهها الجميل جداً من هذا القرب ثم قالت"أنت حقا جميلة جدا ....و لا داعي لشكرنا بتاتا أنت الآن و عما قريب ستصبحين فردا من العائلة ...هذا أقل ما يمكننا فعله من أجلك ... كما أننا نأمل أن السيد صالح بخير بعد مغادرتك فمكالمتنا معه قبل أيام جعلتنا ندرك صعوبة افتراقكما عن بعض....".. هي محقة ....شقيقها حاول حقا أن يتقبل فكرة مغادرتها و زواجها بعيدا عنه....كانت تراه يحاول دوما تأجيل أعماله فقط ليقضي المزيد.من الوقت معها...مع ذلك لم تراه يوما متراجعا عن قراره في موافقته عن الزواج ...كأنه راض بذلك و أن كان يؤلمه ....و ذلك بقدر ما احزنها بقدر ما أثار استغرابها....لذا ابتسمت بهدوء و أجابتها بلباقة :" أقدر لك كلماتك بالغة اللطف.... و الأمر كان صعبا على كلينا لكن أعتقد أنه كان لا مفر منه...."
فهمت سلطانه قصدها فورا ...كون كل بنت ستتزوج يوما و تغادر أهلها و لا بد على كلا الطرفين خوض هذه التجربة...لذا هزت رأسها بإيماءة و إبتسامة :
"

أتفهم ذلك طبعا.......و الآن لا أود تركك تقفين خارجا في البرد لنتحدث داخلا أفضل ...أومأت سيران و سارت بجانبها للداخل فلحقهما ياغيز و ادريس بينما لاحظت الخدم و هم يسرعون لبدأ نقل أغراضها....في حين أن سيران نظرت للمكان من الداخل و لجماله كجمال من يعيش داخله....

كان مكانا أكبر من مناداته منزلا....هو قصر من الطراز الإسباني بهندسته الأندلسية التي لا تخلو من بعض العصرية ...كما كان الجو أيضا يفوح برائحة الأزهار التي لاحظت أنها موضوعة في بعض الجوانب بجانب الأعمدة التي تتوسط البهو....و حتى الشمس كانت عندما تسطع ...تسطع و تسقط أشعتها على الأرض اللامعة في الوسط مما يمنح المكان بأسره إضاءة ساطعة....لم تكن سوى دقائق حتى جلس الجميع في قاعة الجلوس الفخمة أين سارعت بعض الخادمات بتقديم القهوة بانحناءة محترمة....
يتبع...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
التوأم İkizحيث تعيش القصص. اكتشف الآن