١٤.. ألم عاشقة

102 34 13
                                    

كانت سيران تقف أمام النافذة الواسعة في غرفة البيانو...والهدوء يعم المكان بأسره.....المكان مظلم جدا بالكاد يظهر طيفها...لكنه في نفس الوقت يعبر عنها....هويتها.....و ما تحمله داخلها....لو رأى أحد حجم المشاعر التي تحملها لسردار...لاعتقد أنه أمر مظلم.....كالمكان الذي يحيطها حاليا...لكنها لاتهتم.
هي لا تعرف شيئا يبقيها متزنة وحية أكثر من نبضات قلبه ووجوده بأكمله... يُقال أن الحب ليس رواية غربية في ختامها يتزوج الأبطال...بل هو أن تظل على الأصابع رجفة وعلى الشفاه المطبقات سؤال....يُقال أن تحب شخصا يعني أن تسعى لسعادته..حتى ولم تكن جزءا من هذه السعادة...
أنّ الحب هو التضحية...الألم...التنازل... الحروب الداخلية...و ربما هو أيضا أشد أنواع السحر فاعلية
.فهل ما تحمله نحوه من مشاعر..هو جنون....أم ذنب عظيم ؟! هي تعلم بكل شيئ حوله ويخصه....هي تعلم مثلا أنه يحب النوم على الجانب الأيسر من السرير...أنه يحب قهوته حلوة عكس ما تظهره شخصيته...أنه يمرر إبهامه على فكه عندما يفكر...أنه يملك ثلاثة عشر ندبة في ظهره حتى بطنه...أنه تعرض لإطلاق نار أكثر من سبع مرات....أنه يكره فصل الخريف....يكره الشكولاتة السوداء.....يحب اللون الأحمر ويكره اللون الرمادى فأقسمت هي ألا ترتديه يوما.....هي تعلم الكثير من الأمور التي تجعلها مهووسة في نظر الجميع ان علموا بها... هي حتى تعلم أنه عاد للقصر قبل ساعة....تفقد يامور و أعمر...احتسى كأس شراب وهو يجلس شاردا فوق فراشه...استحم....غير ثيابه....دون أن يرتدي قميصا كالعادة.....وهي تحفظ وشومه لدرجة تجعلها تتحس بأصابعها مسار كل إنش فيها وهي مغمضة الأعين..
هو مرهق....هي تدرك هذا...هناك حمل كبير على كتفيه...هناك حزن...هناك غضب مدمر......ضعف وقوة.....وأكثر بكثيرلقد كانت ترتدي فستان نوم حريري أسود طويل بحمالات رفيعة...ويحتوي فتحة تصل لأعلى فخذها.....لقد كانت شاردة........عقلها مزدحم..لكن هذا لم يمنع قلبها من أن يخفق لعلمها أنها قريبة منه....قريبة لدرجة أنها تستطيع لمسه....لا أن تتخيله أمامها كما كانت تفعل دوما....تستطيع أن تستنشق عطره في أركان القصر تملأ رئتيها به....على الأقل هي تستطيع التنفس براحة بعد كل هذه السنين...نعم هي مجنونة..وقد قُضي عليها تماما....
في هذه اللحظة تذكرت أغنية ما دفعت إبتسامة خافتة لتزين شفاهها فتوجهت سيران للبيانو وجلست أمامه بكل هدوء...لمست مفاتيحه بخفة ثم أعادت شعرها الذهبي للخلف بتموجاته الناعمة و المثالية......أغمضت عينيها كأنها تستدعي الإلهام كموسيقي تجري النوتات في دمه ويتعطش لها كضائع وسط الصحراء و الألحان فقط هي ما ترويه......وهنا فقط ضغطت على المفاتيح بكل احترافية سامحة للنوتات بأن تخترق سكون المكان...بلحن هادئ وجميل...أصابعها كانت واثقة....تقفز من مكان لآخر...دون خطأ....ثم بدأت تهمهم مع اللحن وأعينها لا تزال مغمضة....ثواني حتى بدأت الغناء بإيقاع هادئ...صوتها جميل وعذب...لا يقل عن أي مغني احترافي...كأنها فنانة تقف على خشبة المسرح....لكنها أقرب للوحة فنية....غامضة جدا...
~

التوأم İkizحيث تعيش القصص. اكتشف الآن