3

1.2K 20 0
                                    

في الفتره ديك كانت في فكرهـ واحده بس راسخه في عقلي ، و هي فكرة إنو أمي و أبوي اتخلوا عني ، و عشان هم ما عايزيني أدوني لـ عمتي ، و كل واحد إلتفت لـ حياتو ، للسبب دا اتبنى حاجز كبير بيني و بين أهلي بالذات أمي ، بقيت ما بقدر اتعامل بشكل طبيعي مع أمي أو أبوي ، لمن أمي تتصل على عمتي و تقول عايزاني مرات كتيره كنت بتهرب منها أو بعمل نفسي نايمه و أصلاً هي نادراً ما تتصل أو خليني أقول إنو أنا الكنت مفتكره انها ما قاعده تجي و ما قاعده تتصل ، أما أبوي لمن يتصل برضو بتهرب منو و لو جا ما بقعد معاهو كتير ، بوريهو وشي بس و بتخارج ، عمتي ما قصرت مني و كانت مدلعاني شديد ، بس برضو كنت عتبانه على أهلي ، و حاسه إنو عدم وجودهم جنبي أكبر منقصه في حياتي ، طبعاً أمي و أبوي انفصلوا و أنا عمري 3 سنوات ، أمي جابتني بعد سنتين من زواجها من أبوي ، بعد الطلاق أمي طوالي عرست بعد ما خلصت عدتها و بعدها بسنتين أبوي عرس ، أمي ساقتني معاها بيتها الجديد رغم إعتراض أبوي ، أمي أهلها متوفيين ، ما عندها غير عم واحد متزوج و ساكن في أطراف أمدرمان ، طبعاً أبوي لمن أمي اتزوجت أصر أكتر إنو ياخدني منها و قال ما بخلي بتي تكبر في بيت راجل غريب ، و لمن هو اتزوج أمي قالت ما بخلي بتي تسكن مع مره غريبه خاصة و هي في العمر الصغير دا ، المهم اتدخلوا الأهل القراب و البعاد و قالوا لأبوي البت دي صغيره ، و محتاجه لأمها أكتر من إحتياجها لأبوها ، و انت بتقدر تجي و تشوفها في أي وقت ، المهم قدروا يقنعوهو ، راجل أمي ما كان عندو مشكله في وجودي معاهم في البيت ، ما عارفه هل هو فعلاً ما كان عندو مشكله و اتغير بعدين ولا من البدايه كان بمثل إنو راضي !

المهم لمن أمي ولدت و جابت ليهو أطفال أسلوبو معاي اتغير ، الزمن داك كان عندهم طفلين ، أحمد و امجد ، بقى على طول ينفعل و يتزهج في أي زول ، و يقعد يشكي من ضيق الحال و إنو مفلس و ما قادر يتحمل مسؤولية زياده رغم إنو أولادو ياداب كانوا شفع صغار لسه ما دخلوا المدرسه ! في عيد من الأعياد إشترى لأولادو ملابس العيد و أنا ما جاب لي شي ، المهم أمي اتناقشت معاهو في النقطة دي فـ قال ليها ما عندي ليها قروش و العندي جبت بيهم لأولادي لأنهم أولى منها ، قالت ليهو لو كان جبت ليها طوق أو منكير ساي ماف مشكله ! لأنو شينه والله تشتري لأخوانها و هي لا ! قال ليها البت دي أنا ما أبوها و ما مسؤول عنها ....

المهم من اليوم داك الأمور وضحت بالنسبه لي ، و بقيت أحس نفسي حِمل تقيل عليهم و إنو أنا غير مرغوب بي في البيت دا ، طبعاً لمن سمعت حوارهم دا عمري كان 10 سنوات ، كنت في سنه رابع ، أحمد كان عمرو 6 و أمجد 4 و أمي ولدت تاني و جابت بت عمرها كان سنه ، و استمر الحال كدا و راجل أمي بقى يعملها واضحه و ما باقي ليهو إلا يقول لي اتخارجي من البيت دا لأنك ما بتي ، شماني لدرجة إنو مرهـ صحيت بليل لقيتهم برا في الحوش بياكلوا بمزاج و الأكل كان جاهز ، شي جداد و شي سمك ، طبعاً ما شافوني ، كنت ماشه الحمام و خليتو و رجعت سريري و أنا عيوني مليانه دموع ، قعدت مسافه طويله و أنا ببكي من دون صوت ، لمن حسيت انهم خلاص أكلوا و ناموا طلعت عشان أمشي الحمام ، لمن جيت ماره بـ المطبخ بابو كان فاتح و سامعه راجل أمي بتكلم معاها ، كان بقول ليها دا أنا جايبو لأولادي منقصاهو ليهم مالك ! مية مره نبهتك و قلت ليك الشي البجيبو لأولادي تختي ليهم زي ماهو من دون ما تنقصي منو شي ! والله لو كنت عارفك حـ تعملي كدا كان جيت جهزت الأكل بنفسي ، قالت ليهو البسمعك بقول عندك دستة أطفال ، ما كلهم طفلين الواحد لو أكل نص عيشه ساي بطنو بتتملي !! مأمون الله يرضى عليك ما تكون قاسي و أحمق كدا ! ما معقوله كل مره تجيب فيها حاجه لا تخليني أصحي بتي لا تخليني أنقص ليها شي ! قال ليها البت دي داااك أبوها خليهو يجيب ليها العايزاهو ....

من الاعماقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن