34

669 11 0
                                    

فعلاً في غياب بيوجع أرواحنا ،بفتفت قلوبنا ، و مهما مرت الأيام بكون الوجع زي ما هو ، مهما حاولنا اننا نتجاوز أو نعتاد الوجع بتفشل كل محاولاتنا !
لمن شفتو حسيت الزمن وقف لحظتها ! كل الضجه و الضوضاء الكانت في السوق بقيت ما سامعاها !
اليوم و بعد غياب سنه و زياده شفت إنسان كنت ظانه إني اتخطيتو ، كنت مفتكره إني تاني ما حـ اشوفو ، كنت بواسي نفسي و بقول طال أو قصر الزمن إلا ما يجي اليوم الما حـ اتذكرو فيهو ، اليوم الحـ انتزع فيهو عمر من جواي ، اليوم اللمن اسمع فيهو اسم عمر ماف حاجه فيني تهتز ! ظنيت إني خلاص شبه اتجاوزت عمر و حـ اتعافى منو بس شوفتو دي رجعتني خطوات لـ ورا !
كل مواقفو معاي مرت علي في ثواني ، إتكومت فيني أحاسيس كتيره من شوق و زعل و فرح و عتاب ، حسيت الزمن بمشي ببطء ، ما كان شايفني ، كان واقف مع واحد و بتكلم معاهو و هو لابس نظاره شمسيه كالعاده ، لمن شفتو إتحرك و جاي بنفس الشارع الأنا قاعده فيهو طوالي قمت و لفيت وشي ، ما دخلت لـ ليلى لأني ظنيت إنو ممكن يجي داخل المكان النحنا فيهو ، مشيت للمحل التاني و عملت نفسي بشوف في الفساتين المعلقنها ، برا ، طبعاً كنت بعاين بطرف عيني و لمحت عمر لمن قرب مني ، لمن جا ماري جنبي إتوترت و دقات قلبي زادي ، طبعاً كنت مدياهو ضهري ، لمن اتخطاني و مشى خطوات قدامي بقيت أعاين ليهو و هو ماشي ، فجأه كدا ليلى جات طالعه من جوه المحل و قالت لي بصوت عاااالي مهااا تعالي شوفي الفستان دا رهيييب كيف عليك الله !! مع جملتها دي عمر إتلفت و في نفس اللحظه دي أنا إتلفت منو بسرعه ، استعجلت و جريت ليلى من يدها ، قالت لي يا بت مالك في شنو ؟؟
يمكن لو كان مشيت طوالي و ما إتلفت عمر ما كان حـ يعرفني ، لمن إتلفت مرهـ تانيه هو كان واقف لأنو إتلفت لمن سمع إسمعي ، لمن عيوني جات في عيونو ، خفت عديل ، حسيتو أنصدم ، أول ما هو اتحرك علينا أنا سرّعت خطواتي و ليلى شغاله لي في شنو !... لمن سمعتو ناداني قربت أجري ، ليلى إتلفتت و قالت لي في واحد جاي علينا و بناديك ! دا منو ؟؟
ما رديت عليها ، دخلنا في الزحمه و بقيت أمشي بإستعجال ، لفينا بشارع تاني عشان نضيع من عمر و تااااني لفينا لحد ما دخلنا في دكان كبير ، خشينا لـ جوه و ليلى لسه بتسأل فيني ، في شنو و دا منو الكان ماشي ورانا و بنادي عليك ! قلت ليها ولا زول ، قالت لي كيف يعني ولا زول ! دا منو يا مها !؟
اتزهجت فيها و قلت ليها عليك الله ما تكتري لي الأسئله ، قعدنا زي 5 دقائق في الدكان و ليلى بتعاين لي بإستغراب ، بتاع الدكان قال لينا انتوا عايزين حاجه ؟؟
قلت ليهو لا حـ نمشي هسي ، طلعنا من الدكان بحذر ، كنت بتلفت ساي و أنا خاته يدي على قلبي و ماشه بسرعه و سايقه ليلى معاي و حالتي كانت بطاله ، قالت لي انتِ مدسيه من الراجل الكان بنادي عليك داك ولا شنو ؟؟
قلت ليها لاااا !فجأه تلفونها رن ، قالت لي دي أمي ، ردت و قالت ليها جاين ، جاين ، قبل ما نمشي قلت ليها ليلى أوعك تكلمي زول ، قالت لي ليييه ؟؟ عايزا أعرف دا منو يا مها و ليه كان ماشي ورانا و بنادي عليك و الأهم ليه انتِ هربانه منو ؟؟ دا منو ياخ ؟؟
لمن عاينت ليها بحزم سكتت و قالت لي طيب ، ما حـ اقول لزول ، المهم مشينا لخالتو حنان و شلنا معاها الحاجات الإشترتهم ، دخلنا مطعم فطرنا و طلعنا ، طبعاً لحد ما وصلنا الموقف أنا كنت بتلفت ساااي ، ركبنا مواصلات ربك و طول الطريق أنا بفكر في الصدفه الحصلت ! حسيتها زي الحلم !... بقيت اتذكر في معظم ذكرياتي القبل سنه و حاجه ، عمتي سميره و أولادها ، مدرستي و غرفتي و ملابسي و كل حاجه حلوه اشتروها لي أولاد عمتي و خليتها هناك ... مرت على كل الذكريات الحلوه و المره ، خسرت كل شي و كل الناس الكانوا حوليني ، حتى سهى الكنت متقبلاها بكل عيوبها غدرتني ، عاتبت نفسي كتير و ختيت كل اللوم علي ، مرات كتيره بقول إنو ربنا بعاقب فيني ، و إنو دا كلو نتيجة الحاجات العملتها ، بس مؤخراً و بعد الشهور دي كلها بديت أوعى شويه شويه ، و رغم لومي و عتابي لنفسي إلا إني بقيت أشوف من زاويا تانيه ، يعني ما ضروري الحصل معاي دا كلو يكون عقاب ، ربنا زي ما هو غفور كمان رحيم و ما بعاملنا بطريقة إنتقاميه أو عقابيه ، بمعنى إنو ممكن يبتليك ما عشان يعاقبك يمكن عشان يغير تفكيرك و نظرتك للحياة ، يمكن عشان يعلمك درس حـ تستفيد منو لـ قدام ، ما ضروري يكون عقاب ، يمكن يكون إمتحان عشان تطلع بنتيجه أو نتائج توصلك لـ حاجه معينه ، يمكن درس عشان تستفيد منو ، يمكن ضعف لكن في مضمونو قوه ! زي ما بتقول حبوبه فتحيه دائماً : "الأحياناً "
المهم لمن وصلنا البيت ناس خالتو حنان دخلوا معاي و خالتو حنان قعدت توري أمي في الحاجات الجابتهم ، طبعاً ما جبت لأمي سيره ، دخلت جوه و طوالي رقدت على السرير ، بقيت اسأل نفسي إذا عمر عرفني ولا بس نادى علي عشان يتأكد ! و إذا اتأكد إنو دي إحساسو كان شنو و هسي حالياً بعمل في شنو و بفكر في شنو !؟ حيكون اتصل على ناس عمتي و كلمهم إنو شافني !؟ حيكون كلم أبوي !؟ و أصلاً هو الجابو هنا شنو ؟ فجأه ليلى جات داخله و قالت لي مصدعه ولا شنو ؟؟
قلت ليها ايوه ، قالت لي هسي حبوبه بتكون عملت الجبنه أرح معانا البيت اشربي الجبنه و تعالي ، أمك ذاتا ماشه ، قلت ليها نعسانه و عايزا أنوم ، سكتت ساي بعدها قعدت شويه و مشت مع أمها ، أمي قالت لي أخت ليك الفطور ؟؟ قلت ليها لا لا شبعانه ، قالت لي اها لقيتي السوق كيف !؟ قلت ليها سمح ، قالت لي المهم انا ماشه على ناس حبوبتك فتحيه ديل ، لو عايزا أرح معاي ، قلت ليها لا لا فترانه ... رهف و ريل وين ؟؟ قالت لي مشوا يلعبوا مع بنات إشراقه ، و أمجد و أحمد كالعاده بلعبوا في الشارع ، قلت ليها أولادك ديل بقوا من يجوا من المدرسه يجدعوا شنطهم و يجروا الشارع !
قالت لي عاد اسوي ليهم شنو تعبت منهم ، لكن عليك الله رهف دي لو جاتك داخله أمسكيها قريها لي ، كلهم امتحاناتهم قربت و احمد و أمجد ديل الله يجعل لي عوضهم في رهف دي ، لأنها أحسن منهم شويه ، قلت ليها طيب ، هسي هي جدعت شنطتها وين ؟! قالت لي دقيقه النشوفها ليك ، فتشي ليها كراساتها و شوفيها مصححه ولا لا ....
المهم بعد ما فتشت شنطة رهف قمت صليت الضهر و جيت أخدت لي نومه و ما مشيت لناس أمي ، طبعاً رهف في تالته و امجد في خامسه و أحمد في سابع ، ممتحن السنه الجايه ، و ريل في الروضه ... لمن صحيت ، صحيت على صوت مركبه ، لمن فتحت عيوني شفت احمد و أمجد قدامي و شكلهم زي البفتشوا ليهم على حاجه ، قلت ليهم بتفتشوا على شنو انتوا ؟؟ أحمد قال لي ما لاقتك نبله ؟؟
قلت ليهو لا لا ، قال لأمجد دا كلو بسببك انت الروحتها ، قلت ليهو عليك الله خليك من النبله و خليك من الطير ، تعال خليني اقريك ، قال لي بعدين بعدين ، قلت ليهو أحمد اسمع الكلام !.... طبعاً هنا اتذكرت عمر ! دي جملتو الكان بقولها لي على طول ! طبعاً أحمد ما اشتغل بي و طلع طوالي و امجد زي ضيلو مشى وراهو طوالي ! شويه كدا رهف جاتني و شايله زلابيه و فول مدمس و معاهم سيرمس جبنه ، قالت لي حبوبه فتحيه قالت ليك وقت ابيتي تجي و تشربي معاهم الجبنه هاك اشربيها براك ، طبعاً كنت مصدعه بسبب الجبنه لأني اتعودت عليها ، جات في الوقت المناسب ، مشيت المطبخ كبيت لي كبايه و جيت شايلاها ، قعدت في الراكوبه مع رهف كانت بتاكل من صحن الزلابيه ، قلت ليها ريل مع أمي في بيت خالتو فتحيه ؟؟ قالت لي لا في بيت خالتو إشراقه ، قلت ليها عايني شعرك دا منكش كيف !! تعالي أسرحو ليك ، شربت جبنتي و جبت المشط و بقيت اسرح ليها في شعرها ، لمن خلصت ريل و بنات خالتو إشراقه جوا داخلين ، ريل لمن شافتني سرحت لـ رهف حلفت إلا اسرح ليها و نفس التسريحه كمان ، سرحت ليها هي و بنات خالتو إشراقه و طبعاً كلهم كانوا عايزين نفس التسريحه.....
طبعاً الحصل معانا دا كلو خلانا نقرب من بعض أكتر ، حالياً أنا قريبه من أخواني أكتر من قربي لأمي ، بقيت أحبهم شديد و ما برضى فيهم ، بحننوا قلبي والله لمن يقعدوا يسألوا عن أبوهم و يقولوا مشتاقين ليهو ، كنت حاسه بيهم و عارفه احساس إنو الواحد يكون مشتاق لأمو أو أبوهو و ما يقدر يصل ليهو ، عارفه يعني شنو تصحى فجأه كدا على واقع إنو انت في مكان و أمك أو ابوك في مكان تاني ، يمكن الفرق بيني و بينهم إني على الأقل كنت متى ما حبيت بقدر اتصل على أبوي أو أمي و اسمع اصواتهم ، و هم بجوا يشوفوني حتى لو كان في الشهر مره أو اتنين بس ديل لا قادرين يشوفوا أبوهم لا قادرين يسمعوا صوتوا ، ليهم سنه و زياده ما شافوا أبوهم أو سمعوا صوتوا ، ما عارفه حيحصل شنو لـ قدام و لمتين أمي حـ تقعد تغشغش فيهم و توهمهم إنو أبوهم جاي ليهم أو هم ماشين ليهو ، هم ماشين على كبر و كذبات أمي دي لقدام ما حـ تمشي عليهم ، والله ما بتمنى أنهم يعيشوا نفس العشتوا و أنهم في الآخر ينجبروا يعيشوا بعيد عن أبوهم أو عن أمهم أو الإتنين ، بتمنى أنهم ما يتجهجهوا في الحياة و ما يتمرمطوا ، بتمنى انهم يعيشوا حياة مستقره بين أمهم و أبوهم ....
المهم بعدها عدت الأيام و مرت حكايه بتاعة 6 شهور ، أخواني أجزوا و قالوا لأمي يلا رجعينا الخرطوم لأبوي و بيتنا ، قالت ليهم كويس خلوني بس أقبض لي قروش ، طبعاً أنا الوحيده العارفه انها بتكذب عليهم ، طبعاً ليلى امتحنت و حالياً منتظره النتيجه ، بعد اسبوعين من الكلام دا كانت نتيجتهم و جابت كم و سبعين ، اليوم داك بيتهم إتملت زغاريد ، لأنها السنه الفاتت ما نجحت ، مشيت مع أمي باركت ليها و جيت راجعه البيت و خليت أمي معاهم ، أول ما دخلت البيت قعدت أبكي ، بكيت على مدرستي الخليتها ، على أحلامي الضاعت ، على حالي الإتبدل ، بكيت على الخسرتو و على الما كسبتو ، السنه الفاتت زي المواعيد دي بكيت على نفس السبب دا ، لو ما حصل الحصل و حياتي جاطت كان مفروض أكون امتحنت السنه الفاتت و حالياً في الجامعه 💔
المهم بعد أسابيع احمد و أمجد قالوا لأمي حـ نسافر امدرمان متين و بقوا ينقوا ليها في راسها ، رهف جات و قالت ليها انتِ يا أمي ما دايرانا نرجع البيت عشان اتشاكلتي مع حبوبه ؟؟!
أمي قالت ليها لا لا ، حبوبتك دي أول مره اتشاكل معاها !؟ قلت ليكم جبتكم هنا عشان تغيروا جو شويه ، رهف قالت ليها خلاص غيرنا جوا رجعينا البيت أنا دايره أبوي .... بقوا يتباكوا ليها و ينقوا ليها في راسها لمن زهجت ، هرشتهم و قالت ليهم قلت ليكم هسي ما عندي قروش و ذاتو رمضان بعد كم يوم ، خلونا نصومو هنا و نعيد و بعدها نرجع أمدرمان ... أحمد و امجد زعلوا و طلعوا الشارع و رهف دي قعدت تبكي لمن وجعت لي قلبي ، ضميتها علي و بقيت أحنس فيها ، بعد مشت قلت لأمي يعني ما حـ يشوفوا أبوهم للأبد !؟ لو اليوم قدرتي تغشيهم و تسكتيهم صدقيني بكرا ما حـ تقدري ، كذبك دا لقدام يمكن يمشي على ريل و رهف بس أحمد و امجد لا ، بالذات أحمد بعد دا ما حـ يصدق كلامك ، هو لا رهف ولا ريل عشان يتغشى بالساهل .... مسحت وشها بـ يدينها و قالت لي بزهج : أبوهم أنا ما لي قعده معاهو تاني ، راجل فقر كرهني حياتي ، راجل ما بسمع كلام أمو و ما بقدر يوقف أخواتو و نسوان أخوانو في حدهن دا ما بلزمني والله ✋
المهم بعد كم يوم كان رمضان ، طبعاً رمضان القبليهو تعبت شديد ، الجو سخن و اليوم كنت بحسو طوييل ، لا مكيف لا مروحه ، كنت ببل توب أمي حق الهزاز و بتغطى بيهو ، لمن ينشف تاني ببلو و هكذا ، يعني نهااااي ما كنت متخيله إنو حـ يجي يوم استقر في مكان تاني خارج الخرطوم ، سبحان الله السنه القبل السنه الفاتت كنت بنوم في المكيف و نقطة عرق ما بتنزل مني و اليوم مروحه سااااي ما لاقياها و العرق زي عصارة الزيت ، يعني سبحان الله زمان كنت حتى و أنا راقده تحت المكيف و ما بشوف الشمس بعيوني انق و اتشكى لـ عمتي من الصيام ، و اليوم صايمه في جو قولة سخن عليهو شويه بس مع ذلك ساكته ! بطلت نقه و بطلت شكوى ، أصلاً أنا المريت بيهو و الجربتو أصعب من الصيام بكتييير و ماف ولا مقارنه ، المهم بعد رمضان طلعت نتيجة القبول و قبلوا ليلى في جامعة النيل الأبيض في كوستي ، كانت عايزا تقدم للجامعات الفي الخرطوم بس أبوها ما وافق ، قال ليها ما تمشي بعيد أحسن ليك هنا ، طبعاً بعيد العيد أحمد و امجد دقوا جرس و قالوا لأمي نرجع الخرطوم الليله قبل بكرا ، قالت ليهم سمح لكن المدارس الأسبوع الجاي ، اقروا شويه و أرح تموا الباقي في الخرطوم .... هنا أحمد هااااج و جاط فيها و قال ليها انتِ بتغشينا ساي ، ما عايزا ترجعينا البيت ، دخل المطبخ كسر معظم الصحاني و الكبابي ، أمي لحقتو و كفتو قالت ليهو أنا أمك اوعك تقل أدبك علي ، هسي العده دي ذنبها شنو ، قال ليها انتِ لا أمي لا بعرفك ، قال كدا و طوالي طلع و امجد وراهو !
طلعوا و ما جوا راجعين تاني ، لمن اتأخروا شديد ، طلعت و سقت معاي رهف عشان نفتشهم بس ما لقيناهم ، مشينا الميدان و سألنا عنهم أصحابهم بس قالوا من قبيل ما شافوهم ، لفينا كدااا و جينا البيت قريب للمغرب قلت يمكن يكونوا جوا راجعين بس لمن جينا لقينا أمي واقفه جنب الباب ، قلت ليها ما جوا ؟؟
قالت لي ما جوا ... بعدها قلقنا و كل مره نقول بجوا بعد شويه بس ما بحصل ، أمي لفحت توبها و مشت تفتش عليهم قالت لينا انتن خليكن هنا ، ما أجي ألقاكن طلعتنا ، بعد مشت خالتو حنان بقت تنادي عليها ، قالت لي أمك وين ناديها لي عايزاها ، قلت ليها مشت تفتش أحمد و امجد قالت لي ليه مشوا وين هم ؟؟
قلت ليها ما عارفنهم ، طلعوا من قبيل و ما جوا راجعين ، قالت لي يمكن في بيت واحد من أصحابهم ، قلت ليها مشينا ليهم كلهم بس قالوا ما معاهم ، قالت لي لا لا ان شاء الله ما بتجيهم ، عوجه ، يمكن يجوا هسي ، بعد مسافه أمي جات داخله و القلق و الخوف متمكنين منها ، قالت ما لقتهم و لمن غلبها قعدت تبكي ، ريل و رهف لمن شافوا أمي قعدت تبكي هم كمان بقوا يبكوا معاها و ريل دي تصرخ بصوت عالي ، شافت بكى أمي فـ بكت زياده ، خالتو حنان نادت لينا بالحيطه و قالت لينا يا ناس خير في شنو ؟!
أمي قالت ليها أولادي ما لقيتهم يا حنان ، ما بعرفهم مشوا ، قالت ليها مشيت لـ مصطفى صاحبهم ؟؟ يمكن معاهو هناك ! قالت ليها مشيت و ما لقيتهم ، طوالي حبوبه فتحيه و خالتو حنان جونا بالباب و بناتها جوا لاحقنها ، أولادها ذاتهم جوا ، بقوا يحنسوا في أمي و يواسوها و قولوا ليها هسي بجوا بردي قلبك و ما تخافي قدر دا ، قالت ليهم كيف ما أخاف و العشاء أذن و الأولاد ما جوا راجعين ، كلو مني انا ، ياريتني ما شاكلتهم ، ياريتني ما مديت يدي و ضربت أحمد ، أولادي طفشوا بسببي أنا 💔
خالتو حنان طوالي اتصلت على عمو فيصل راجلها و حكت ليهو ، قال ليها أنا ذاتي ماشي على البيت ، لمن أصلكم ، فعلاً ما أخد زمن طويل و أول ما جانا قال لأمي البكى ما بفيد بشي و أولادك ان شاء الله كويسين ، بعدها طلع و مشى يفتشهم ، مرت ساااعه كامله و ماف زول جا داخل و أمي تبكي قدرتها ، أنا ذاتي خفت عليهم و بقيت أدعي إنو يرجعوا لينا سالمين ، بعد مسااافه كدا سمعنا صوت الباب ، جرت رهف فتحتو و بقت تصرخ بصوت عاااالي و تقول أمي أولادك جوا راجعين ، أمييي عمو فيصل جاب ليك أولادك ، أول ما جوا داخلين أمي من خوفها كانت عايزا تشاكلهم و تلومهم بس عمو فيصل وقفها و قال ليها أنا اتكلمت معاهم و هم عرفوا غلطهم عشان كدا مااف زول يسألهم ، قالت ليهم مشيتوا وين يا أولادي قطعتوا قلبي عليكم !.... ما ردوا عليها ، دخلوا جوه عن سكات ، عمو فيصل قال ليها انتِ الأولاد ديل أبوهم ما قاعد يتصل عليهم ولا انتِ المانعاهو منهم ! خالتو حنان قالت ليها العيال ما ليهم دخل بمشاكل أمهم و أبوهم ، الطلاق ما معناه إنو الأطفال ينحرموا من أبوهم أو من أمهم .... طبعاً هم قايلين أمي مطلقه ، و عارفين إنو أمي معرسه اتنين و إني بت راجل تاني ، حبوبه فتحيه قالت ليها هوووي يا أماني والله نحنا من زمان شايفين الحاصل و نقة أولادك و شوقهم لأبوهم و انتِ مطنشاهم و بتغشي فيهم ، يعني ابوهم هو الما عايز يتكلم معاهم ولا انتِ الما عايزاهو يتكلم معاهم ؟؟
أمي قعدت تبكي و قالت ليهم الراجل دا انا قلت الروب منو ، عيشني في جحيم هو و أهلو ، حبوبه فتحيه قالت ليها و اتطلقتي و ارتحتي منو لكن الأولاد ما ليهم ذنب ، ما تمنعيهم من أبوهم ، المهم اتكلموا معاها مساااافه و قبل ما يمشوا عمو فيصل قال لأمي عليك الله بردي ليهم قلبهم و اتصلي ليهم على أبوهم ، قالت ليهم ان شاء الله ، بعدو مشوا دخلت جوه لأولادها و بقت تتكلم معاهم بس بهدوء .....
بعد يومين ليلى جاتني و قالت لي بكرا ماشه كوستي عشان تسجيل الجامعه ، أرح معاي ، قلت ليها ما ماشه جات أمي و قالت لي أمشي ساي و اشتري لأخوانك ديل حاجات المدرسه من هناك ، قلت ليها والله يا أمي ما قادره ، ليلى قالت لأمي والله يا خالتو أماني بتك كسلانه جنس كسل ! ياخ مالك سخيفه و ممله كدا ! أرح معاي ساي و فرقي و عشان عارفاك بخيله قروش المواصلات علي ، قلت ليها لا لا ما كدا والله ، أمي قالت لي أمشي معاها ساااي ، هي من بين كل الناس جات ليك انتِ عشان كدا ما ترجعيها خايبه ، قلت ليها بإستسلام طيب ، المهم جهزنا نفسنا و مشينا ربك و منها كوستي ، ليلى عملت كل إجراءات التوصيل و مشينا نشوف ليها داخليه ، لفينا كدا لحد ما ظبطت كل أمورها ، بعدها ركبنا مواصلات و مشينا السوق الكبير ، مشيت اشتريت كراسات و كتبت لأخواني و اشتريت لنفسي ألوان و أوراق عشان أرسم فيهم ، بعدها بقينا لافين في السوق ، طبعاً أنا بتلفت ساااي ، زي الكأني حاسه إني حـ ألاقي عمر تاني ، المهم لمن خلصنا و طلعنا من السوق ، قلت لـ ليلى أنا حاسه كأنو في زول مراقبنا ، قالت لي معجب سري ولا شنو و قعدت تضحك ، قلت ليها أنا جاده ، وقفت و بقيت أتلفت ، قالت لي يا بت انتِ جنيتي ولا شنو ؟؟! دا منو الفارغ الحـ يخلي شغلو و عشان يقعد يراقبنا ! يا زوله أرح أرح ساي و خلي أوهامك دي 😂
المهم سكت على كدا و مشينا ركبنا عربيه ، كانت مليانه و ناقصه نفرين ، فطوالي ركبنا و مشينا ربك و منها مواصلات كنانه ، تحديداً المنطقه النحنا قاعدين فيها ، المهم بعد وصلنا تااااني شفنا لينا بتاع كارو يدخلنا لـ جوه لأنو المسافه طويله ، لمن وصلت البيت رهف و ريل جوني جارييين و قالوا لي جبت لينا شنو ، قلت ليهم خلوني ادخل جوه أول شي ، وااااي أنا من السخانه!... امي قاعده ولا لا ؟؟
جاني صوت أمي و هي بتقول لي أنا قااااعده ، تعالي داخله من الشمس ، طبعاً رهف و ريل كل واحد تجرب من يد ، عايزين يشوف الحاجات الشايلاهم في يديني ، أمي قالت ليهم خلوهااا تتنفس شويه ، أجري يا رهف جيبي ليها مويه ، فعلاً رهف مشت جابت لي مويه و جات ، أمي قالت لي اتأخرتوا لقيتو السوق زحمه ولا شنو ؟ قلت ليها لا لا السوق ما زحمه لكن أخرنا التسجيل ، فجأه كدا سمعنا صوت الباب ، قلت لـ رهف أمشي أفتحيهو ... طبعاً هي و ريل فتحوا الأكياس و بقوا يشوفوا في كراساتهم و أقلامهم الجديده ، قلت ليها رهففف ما سامعه ! قالت لي اصبري ياخ ! أمي قالت لي رهف مع حاجاتها ديل تاني ما بتشتغل بيك ، خليها بمشي أنا ، قلت ليها خلاص بمشي أنا و طوالي وقفت على حيلي و مشيت عشان افتح الباب ، كنت خاته في بالي إنو الفي يا خالتو حنان يا حبوبه فتحيه ، و قلت يمكن احمد و أمجد بس لو كانوا هم ما بضربوا الباب بطريقه محترمه كدا ، ديل كانوا حـ يكسروا الباب عديل لو زول اتأخر و ما فتح ليهم !
المهم أول ما فتحت الباب إنخلعت !!
ختيت يدي على قلبي و حسيت نفسي بحلم !! بقيت أعاين ليهو بـ دهشه و هو يعاين لي !!... قلع نظارتو و قال لي ما حـ تقولي لي اتفضل !؟
من الصدمه و الخلعه ما قدرت أقول شي و عقلي كنت حاساهو اتبلد ، أمي من جوه قالت لي منو الفي الباب !؟
ما رديت عليها ، ما كنت قادره أقول ليها إنو دا عمر لأنو أنا في نفسي ما مصدقه إنو دا عمر ! واقف قدامي جنب بيتنا !!

"ثم إلتقينا...
بعد غياب طويل جداً...
إلتقينا و العبرات تسكن سواد عيوني و الجرح يحرق قلبي ، يشعل فيه النيران...
و في زحمة الكلمات و إختفاء السطور لم استطع البوح..
و في صدمة و ذهول لم استطع إلتقاط أنفاسي....
و في شعور مؤلم و موجع للغاية.... و في شعور لن أستطيع وصفه إطلاقاً...
بكيت دون أن أعلم و غبت عن الوعي تماماً...
كم هي محاولة شرح ذاك الشعور لن تجدي نفعاً...
حيث أن الألم بداخلي و البكاء في جوف روحي منذ عام و نيف"🖤

يتبع....

من الاعماقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن