وهم أم حقيقة؟

24 2 4
                                    

كان وهماً حيث استيقظ بعالمه في حديقة قريبة من منزله ، قد ايقظه حسام ومعه شقيقته الصغيرة جوري.

كانوا بنزهة اعتيادية ككل نهاية شهر ، يذهب هو وعائلته وأصدقاءه الى احدى الحدائق ويقضون وقتاً ممتعاً مع بعضهم البعض.

رؤية عائلته وأصدقاءه مرة أخرى ، على الرغم من انه لم ينسهم ولو لحظة واحدة ، قد غرس بقلبه سكيناً مؤلماً اسمه الشوق والحنين.

قد ادرك انه داخل وهم ، ومع ذلك قد قضى وقت النزهة معهم دون ان يعكره لهم ، وعندما حل الغروب وحان موعد عودتهم لمنازلهم بقي ياسر واقفاً بمكانه.

استدار نحوه حسام وسأله " ياسر ، أنت بخير؟ هل تشعر بشيء ما؟"

نفى ياسر برأسه وابتسم لهم قائلاً " أنا بخير ، ولكن لا يمكنني العودة معكم"

ارتسمت ابتسامة ماكرة على وجه حسام وهو يقترب منه ويلف ذراعه حول عنقه قائلاً "ياسر~ ، هل تواعد فتاة ما دون علمنا؟ هيا هيا اخبرني ايها الثعلب الصغير العاشق"

ضحك مراد وماهر وغيث عليه من الاعماق كما ضحكت جوري ببراءة وابتسم والداه بهدوء له.

ابعد ياسر يد صديقه عنه وهو يبتسم بانزعاج قائلاً " الأمر ليس كما تظن أيها الأحمق"

ضحك حسام بمكر وهو يلتصق بياسر ويلح عليه كي يخبره بمن هي الفتاة التي يواعدها في مشهد معتاد للكل ، ولياسر بشكل خاص.

قريباً عندما يزداد الالحاح عليه سيلغي ما برأسه ليعود معهم بهدوء تحت الازعاج المستمر من اصدقاءه.

لكن....
ليس هذه المرة.

اختفت ابتسامة ياسر وهو يبتعد عن حسام ، قد غطى شعره الأسود ونظاراته على عينيه تماماً ، بدا مختلفاً لعائلته واصدقاءه.

حاول حسام الاقتراب منه وهو يحادثه بتوتر " ياسر انا آسف ان ازعجتك ، هل أنت بخير؟"

نظر ياسر نحو صديقه بأعين فارغة وتعبير جامد ، أغمض عينيه بقوة قبل أن يعود ويبتسم له منكسراً ويتحدث بهدوء غريب " لا عليك حسام ، أنا بخير"

" هيا اذن لنعد فلقد تأخر الوقت بالفعل" تحدثت والدته بقلق عند رؤية تصرفات ابنها البكر تصبح غريبة.

نفى ياسر برأسه وعاد يتحدث بهدوء غريب " آسف ، لن استطيع العودة الآن"

" هل ستتأخر عن العشاء؟ لا بأس بالبقاء مع اصدقاءك قليلاً ولكن يجب عليك أن تعود للمنزل قبل منتصف الليل كما تعلم" تحدث والده بهدوء وابتسامة حنونة كعادته وهو يحاول ايجاد حل وسط.

حدق ياسر بوالده مطولاً ، بل حدق بجميع عائلته مطولاً فهو يعتبر اصدقاءه جزءاً لا يتجزأ من عائلتهم.

حدق بهم يحاول حفر وجوههم بذاكرته جيداً ، ابتسم بعدها بلطف وانكسار قائلاً " لا عليك أبي ، يبدو أنني سأتأخر كثيراً هذه المرة ، لن استطيع العودة قبل منتصف الليل"

Revengers حيث تعيش القصص. اكتشف الآن