أمام ذلك الخراب ، أمام تلك الأرض التي يغطيها ويفوح منها السواد ، جلس ذلك الرجل العجوز أمام خيمته الصغيرة محاطاً بعدد من الفرسان ذوي الدروع اللامعة ، برداءه الأحمر وعصاه ذات البلورة العجيبة جلس مغمضاً عينيه ساكناً بلا أي حركة لولا أنهم يعلمون بأنه مستيقظ لحسبوه بالخطأ نائماً.
مرافقوا ذلك الرجل العجوز الشباب كانوا يحزمون أمتعتهم إلى عرباتهم ، فمع طلوع أول خيط للشمس هم سيرجعون إلى ديارهم بخيبة أمل ، فقد باءت نبوءة معلمهم بالفشل ولم يحدث شيء في هذا المكان.
" يا لها من مضيعة للوقت ، لابد وأننا اخطأنا المكان فلا يمكن أن تستدعي مثل هذه الأرضة الميتة أي حيوان ناهيك عن بطل" تذمر أحد الشباب وهو يحمل صندوقاً ما إلى العربة.
ضربه صديقه بخفة وهمس له " اسكت أيها الأحمق هل تريد أن يسمعك الشيخ الأكبر؟ ، اذا سمع تراهتك السخيفة هذه فسيحل غضبه علينا جميعاً"
وأثناء سيرهما مرا بأحد الشباب ، كان أمامه مخطوطة من نوع ما بها طلاسم غير مفهومة حتى لهم ، ويتمتم بأشياء غير مسموعة بوضوح وهو يكتب شيئاً ما على دفتر ملاحظاته.
تنهد كلاهما بخيبة أمل منه ، وتحركا دون حتى أن يتعبا نفسيهما بالتعليق حول الأمر ، فمن الواضح والمعروف أن زميلهم هذا مجنون بالسحر وكل ما يتعلق به ، ومنذ اللحظة التي وقعت تلك المخطوطة ببن يديه وهو على هذه الحال.
بعد أن تم حزم كل شيء وحتى خيمة الشيخ الأكبر ، ظل الشيخ جالساً على حاله ينتظر اما حدوث النبوءة أو طلوع أول خيط للشمس ويعودوا إلى الديار.
أتى ذلك الشاب صاحب المخطوطة بعد أن اغلقها واخفاها إلى الشيخ قائلاً بأدب واحترام "معلمي ، لقد تم الانتهاء من حزم كل شيء هنا ، هل نبدأ رحلة العودة؟"
فتح العجوز عينيه والتي تبين أنها خضراء بلون المروج وابتسم للشاب ، تحدث إليه بهدوء مع صوته الأجش " عمل جيد شيمون ، ولكن دعنا ننتظر بعض الوقت ، فلربما تحدث نبوءة هذا العجوز "
ابتسم الشاب شيمون وجلس قرب معلمه يحدق بتلك الأرض الملعونة ينتظر حدوث النبوءة.
ومع أول خيط للشمس وفي اللحظة التي وقف فيها شيمون ليساعد معلمه على النهوض ، سطع نور قوي أمامهم جعل الفرسان يهرعون بدروعهم أمام الشيخ الأكبر وتلميذه يحمونهما من اي خطر.
وشيئاً فشيئاً تشكلت هيئة بشرية حول مصدر النور ، وأمام مرأى الجميع ظهرت عدة أشكال من الطاقة وأحاطت بتلك الهيئة واندمجت بنواة النور في صدر تلك الهيئة والتي سرعان ما أضحت شاباً يرتدي ثياباً أقل من عادية بالنسبة لهم.
اختفى النور وقبل أن يسقط الشاب كان العجوز بالفعل قد وصله وامسك به ، والفرحة والرضى لا تكاد تسعه مطلقاً ، أما تلميذه شيمون فقد كان مندهشاً لتحقق النبوءة في آخر لحظة.
أنت تقرأ
Revengers
Pertualanganكانت رسالة ، ولكنها لم تكن كأي رسالة أخرى ، رسالة من مجهول يدعوك فيها الى الدخول لعالمه ، سواء وافقت أم لا فأنت قد صرت جزءاً من اللعبة. إما أن تَقتل وإما أن تُقتل. لذا ارفع سلاحك ، جهز تعويذتك ، فقد حان وقت الانتقام!.