عودة بعد الفراق

23. مرضها المفاجيء

« عودة بعد الفراق »
« الفصل الثالث والعشرون »
« مرضها المفاجيء  »
غَمسةٌ واحدةٌ فِي الجنَّة كَافيةٌ أنْ تُنسيكَ آلامَ الدُّنيا كُلِّها.
____________________

زفرت « سوزان » بقوة ثم قالت :

آسر انا مش طايقة نفسي ومش عايزة كلام كتير احنا عالصبح خلي يومك يعدي على خير

تنهد « آسر » ثم وقف وتحرك حتى وقف مقابلاً لها وقال ببرود وهو ينظر لها بتحدي وإصرار :

سوزان انا مش همشي من هنا غير لما توافقي
انا استنيت لما مريم تخلص الكلية وامتحاناتها علشان ميبقاش ليكي حجة وعلشان الوقت مكنش مناسب

ابتسمت هي بسخرية ثم نظرت لساعة الحائط التي توضع خلفه ثم قالت :

على اساس انو الوقت دة مناسب يعني ؟؟

ابتسم « آسر » ثم قال بمرح حين لمح تغير لهجتها معه :

مشيها يا ست الكل عادي يعني

زفرت « سوزان » بقوة ثم نظرت له بحزن وقالت :

انا مش عايزة اوجعك يا آسر للمرة اللي معرفش هي الكام اتكل على الله احسن ليك

في تلك اللحظة انتفضت « تهاني » من جلستها رغم تعبها وثقل حركتها ثم قالت بإنفعال :

كفاية بقى يا سوزان انتي غاوية تكسري بخاطر بنتك وخاطر الواد الغلبان دة ؟؟

أشارت « سوزان » على ذاتها بإنكار ثم قالت :

انا يا تهاني ؟؟

اومأت له بقوة ثم قالت :

اه انتي يا سوزان حرام عليكي والله دة الرسول صلى الله عليه وسلم قال :
لا أرى للمتحابين غير الزواج وانتي بتمنعي شرع ربنا وسنة الحياة يا سوزان حاولي تفهمي انو مش كل الرجالة زي جوزك

ثم ذهبت حتى وقفت بجانب « آسر » وقالت بحزن وهي تشير عليه :

شايفة اللي واقف قدامك دة مستعد يموت نفسه لو بنتك طلبت منه

ابتسمت « سوزان » بسخرية شديدة وعيناها تدمع بقهر وحزن ثم قالت :

طب ما كرم كمان كان بيحبني ومستعد يعمل اي حاجة علشاني وحارب علشان يتجوزي بس كانت ايه النهاية ؟؟

لم يتحدث أياً منهم كانوا في حالة صمت وينظرون لها بحزن فهم يعرفون معاناتها طوال تلك السنوات حتى وإن لم يشعروا بنفس مشاعرها يكفيهم رؤية ما مرت به من أجل صغارها ابتسمت ثم وزعت عينيها على كل واحداً منهم ثم هتفت بحزن وألم :