«عودة بعد الفراق»
«الفصل التاسع»
«كُتب عليهما الفراق»
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــخرجت «هنية» من المطبخ وهي تحمل عدة أطباق في يديها وتتناول منهم بتلذذ شديد، جلست بجانب «أمل» التي كانت تحمل هاتفها وتنظر له بتركيز، حين لاحظت وجودها نظرت لها بتشتت ثم قالت مستفسرة:
يعني كويس يا هنية ؟؟
تركت الصحن الذي كانت تأكل منه بشراهة، ثم إعتدلت في جلستها مربعة قدمها على الأريكة وقالت:
ايه اللي كويس بقولك اللهم صلِ على النبي عنده أراضي وعربيات وشاري فيلا في الساحل الشرير اللي بيقولوا عليه دهو، وأنتِ بنتك ميساء دلوعة ومبتحبش غير الغالي، واديه جه لحد عندنا بس يعني في مشكلة صغيرة.
قطبت الأخرى جبينها بإستغراب مستفسرة:
مشكلة ايه ؟
إبتلعت «هنية» ريقها بصعوبة وقالت:
مطلق وعنده 38 سنة
وما كادت «أمل» أن تعترض حتى قالت «هنية» مسرعة، وكأنها في سباق من سيتحدث أولاً:
بس متقلقيش دة شكله يدي على 25 واساسًا السن مش عائق في نجاح الجوازات يعني على ضمتي يا مرات خالي.
وضعت «أمل» الهاتف على الطاولة أمامها ثم نظرت لها بحيرة وقالت:
طب استني آخد رأيها الأول
رفعت «هنية» حاجبها بسخرية ثم قالت بتهكم:
رأيها دة ايه أنتِ أمها وأنتِ اللي تقرري عنها أمال.
صمتت «أمل» تفكر في حديثها، إبتسمت «هنية» بخبث حين عرفت كيف تقنعها، عندها قالت بسخرية:
مش أحسن ما هي رايحة وجاية عينيها على مروان، خليها تتجوز وتبعد عنه، واديكي شوفتي من بعد ما جاسمينة اتجوزت كريم وهي اتغيرت وشافت انك وحشة أنتِ وبنتك ونسيت فضلكوا عليها، ولو بنت حطت مروان في دماغها وتتجوزوا هتقلب عليكي زي ما جاسمين عملت، درة الحرباية دي هتلعب في عقلها، وبالمرة تكوني ضمنتي مستقبلها وصدقيني مش هتلاقي عريس لقطة زي استاذ منصور.
نظرت لها «أمل» بغضب كلما تذكرت ما فعلته ابنة أخيها من وقت عقد قرآنها، وكيف تغيرت معهم بسبب هؤلاء الفتيات وبسبب زوجها، تعرف جيدًا أن حديث «هنية» صحيح وهي لن تضحي بإبنتها مهما حدث، ابتسمت «هنية» بشر وحقد، وكل ما تفعله من أجل شيء واحد وهو «مروان»، عندما لاحظت صمتها نهضت قائلة بحماس:
مادام سكتي يبقى موافقة أنا هروح أكلمه وأقوله ونحدد معاد ييجي يشوفها، ربنا يتمم على خير يارب.
أنت تقرأ
عودة بعد الفراق
Humorكنت أظن أن الفراق يجعلنا نفقد القدرة على الحب، لكنه يزداد بمرور الوقت أكثر.