« عودة بعد الفراق »
« الفصل الثاني عشر »
« فرد جديد »
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوقف يتنفس بعمق أمام باب شقتها، لا يعرف هل ما يفعله صحيح أم لا، ولكن ليس لديه أي طريقة أخرى، فإن صمت وشاهد من بعيد ستظلم فتاة وستعيش في سجن أبدي طيلة حياتها، رفع أنامله بعد تردد كبير ثم ضغط على جرس المنزل، بعد ثوانٍ فتحت له «أمل» بوجه جامد، ولكنها تفاجئت من وجوده لذلك تغيرت معالمها للتعجب ثم قالت مستفسرة:
مروان؟؟ خير
إبتسم لها بسخرية وقال:
ايه مش هتدخليني يا عمتو
بعد تفكير لثوانِ ابتعدت قليلاً عن الباب تسمح له بالدخول، سار للداخل بخطوات واثقة وكانت عيناه تجول في المكان تبحث عنها، ولكن ما أوقفه صوت تلك البغيضة:
سي مروان أهلاً أهلاً نورت
قالت حديثها وهي تخرج من المطبخ بخطوات سريعة لسماعها إسمه من زوجة خالها، ابتسم لها إبتسامة متكلفة ثم جلس بهدوء دون أن يرد عليها، بينما هي لم تهتم بل قالت بنبرة سعيدة:
تشرب ايه ؟
طالعها بضيق ثم قال في جملة واحدة وسريعة:
فين ميساء ؟
إبتلعت الأخري لُعابها بتوتر، شعرت وكأن الأكسجين ينسحب من حولها، ولأنها تريد معرفة ما يريده «مروان» من «ميساء» تدخلت قبل «أمل» وقالت:
في أوضتها بتسأل عليها ليه ؟
في تلك اللحظة خرجت مسرعة تنظر حولها بلهفة، وأول ما وقعت عيناها عليه اتسعت إبتسامتها، شعرت سعادة غريبة داخلها، نظر لها نظرة خاطفة ثم عاد ببصره لعمته مجددًا وقال:
الجوازة دي مش هتحصل يا عمتو
رفعت حاجبها بسخرية ثم نظرت لإبنتها وقالت بنبرة تكاد تكون متوعدة وليست مستفسرة:
هي لحقت تقولك ؟!
في تلك اللحظة نظرت «هنية» لـ «ميساء» بكره شديد ثم قالت وهي تنظر لـ «أمل»:
قولتلك بنتك دي عايزة تتربى من أول وجديد.
قالت حديثها وكانت تتحرك بهياج ناحية «ميساء» وهي تتوعد لها بداخلها أن لن تتركها وشأنها، ولكن ما أصابها بالذعر حين وقف «مروان» أمام «ميساء» ونظر لــ «هنية» بنظرات محذرة وحادة دبت الرعب في أوصالها ثم قال بتهديد صريح:
لو قربتي منها أو لمستيها يا هنية صدقيني هتصرف تصرف تاني معاكِ.
أشارت له على ذاتها ثم قالت بنبرة متلقلقة:
أنت تقرأ
عودة بعد الفراق
Humorكنت أظن أن الفراق يجعلنا نفقد القدرة على الحب، لكنه يزداد بمرور الوقت أكثر.