12. انا وأنتِ والبحر

907 35 1
                                    

« عوده بعد الفراق »
« الفصل الثاني عشر »
« انا وأنتِ والبحر »

إذا نجاك الله من حدثٍ ما، فلا تقل: بسبب صلاتي، أو ملازمة أذكاري، أو إحساني للفقراء.. بل قل: نجاني الله برحمته:
"فلما جاء أمرنا نجينا صالحاً والذين آمنوا معه برحمة منا"
حتى هذه الأعمال والفضائل لم تكن لتفعلها لولا توفيق الله وتيسيرها لك .. فلله الحمد من قبل ومن بعد..♥️

ابتلع ريقه بصعوبه شديده وهو ينظر له بتوتر وعدم تصديق تفهم الآخر توتره وإرتباكه لذلك تنهد ثم قال بهدوء :

اتفضلوا اقعدوا انتوا واقفين ليه

فعلوا كما أمرهم و« وليد » ينظر له بحقد ولكن يحاول إخفائه قدر المستطاع تنهد « عثمان » ثم قال بهدوء :

انا عارف انو الموضوع صعب وحصل فجأة بس انا متابعك من زمان وعارف انك كنت بتدور عليا وعلى والدتك بس انا مكنش عندي إستعداد اعمل ده واواجهك مليش عين ابص ليك اصلا

ليه

قالها « سراج » بألم وحزن ودموعه تنزل لا إرادياً منه نظر له اصدقائه بحزن وشفقه أما عن «عثمان» نظر له بإستغراب فوجده يكمل حديثه قائلاً :

ليه سبتني بعيد عنك كل السنين دي وانت عايش وعارف مكاني ليه خليت ناس تانيه تربيني وتهتم بأكلي وشربي وتعليمي وانت لسه عايش وما شاء الله رجل اعمال كبير ومعاك فلوس

نظر له « عثمان » بحزن ثم قال :

سراج ممكن تسمعني انا حياتك كلها اتغيرت واتشقلبت من ساعة ولادتك مكنتش عارف اتصرف ازاي لو كنت اخدتك كانت كل حاجه هتبوظ حواليا

زفر بقوه ثم قال حديثه دفعه واحده :

سراج انت ابن غير شرعي

صعق الجميع مما قاله ذلك للتو نظر له « سراج » بصدمه وعدم تصديق فهذه الجمله وقعت عليه كالصاعقة ابتلع الاخر ريقه بصعوبة من نظرات ابنه ثم قال :

انا واحد متجوز وعندي 3 بنات وولد وفي يوم قابلت والدتك وانا في مكان بسهر فيه دايما مع زملائي في الشغل وحصل اللي حصل بينا وفي الآخر جت وقالتلي انو هي حامل انا مكنتش عارف اتصرف ازاي هقول لمراتي ايه وقتها طلبت منها تنزلك علشان الموضوع يتحل لانو مفيش حاجه بإيدي اعملها بس هي مسمعتش الكلام واحتفظت بيك

انت بتقول ايه ؟؟

نطقها « سراج » بإنفعال وغضب فوجده يومأ له وهو يبكي ثم قال :

دي الحقيقه يا سراج مامتك لما خلفتك اتوفت بعديها عالطول ومحدش قدر يوصل لحد من عيلتها الناس اللي وصلتها المستشفى حاولوا كتير يدورا عليا أو على اي حد من عيلتها بس محدش قدر يوصلنا علشان الموبايل بتاعها كان معمول ببساورد ولما ودوه لحد يفكه واتصلوا بيا لاني اخر رقم هي كلمته كنت أنا ساعتها مسافر ومفيش حد يعرف بالحكايه دي فطلبت منهم ودوك دار الايتام وسابوا رقمي هناك علشان اعرف اتواصل مع الناس هناك ولما رجعت كنت براقبك من بعيد لبعيد وانا اللي طلبت من زيزي تتبناك وكنت اوقات ببعتلها مصاريفك لحد ما ماتت ومعرفتش اوصلك ولما وصلتلك مكنتش عارف اكلمك ازاي

عودة بعد الفراق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن