13. زيارة مفاجأة

428 34 6
                                    

« عودة بعد الفراق »
« الفصل الثالث عشر »
« زيارة مفاجأة »
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دلف بخطوات هادئة حيث كانت متسطحة على الفراش، وفور دخوله بكت بشدة، لقد علمت بما حدث، ولكنها لم تحزن من أجل موت ابنها فهي تعرف أن هذا إبتلاء وستؤجر عليه بإذن الله، ولكن ما جعلها تنهار بتلك الطريقة هو إستجابة دعوتهما، ركض لها يضمها بحنان شديد إليه وهو يبكي بشهقات مرتفعة، لأول مرة لم يخجل من البكاء بصوت مسموع ليسمعه الجميع، يود الصراخ بأعلى صوته ويتخلى عن شخصيته الرسمية حتى ولو لبضع ساعات، يشعر أن السعادة تملأ قلبه والحب يغمره من جميع الجهات، بينما هي تشبثت بثيابه وظلت تبكي بعنف، لم تكن تتخيل أنها ستعيش هذا الشعور، بعدما أصاب اليأس قلبها وشعرت أن لا يوجد أمل لتعيش عليه، بكى «مالك» ثم قال من بين شهقاته:

الحمد لله يا درة هنبقى أب وأم، ربنا إستجاب لدعوتنا.

أومأت برأسها عدة مرات وهي تبكي بشدة، يا الله تشعر بقلبها سينخلع من شدة الفرح، ابتعد عنها ثم جلس بجوارها أرضًا وقد امتلأ وجهه بالدموع وتعرف جبينه، مد أنامله يمسح دموعها ثم قال بحب شديد:

هتبقي أم، مش قولتلك أنو ربنا هيستجيب، ومن يجيب المضطر إذا دعاه.

ثم نظرت للسماء وقال برضا وحب شديد لله عز وجل:

اللهم لك الحمد، اللهم لك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.

إبتسمت من وسط دموعها ثم وضعت كفها على بطنها تتحسس على صغيرها، تشعر بعدة مشاعر غريبة، لا تتخيل أن جسدها هذا يحمل طفل صغير بداخله، وأنه مسؤوليتها من الآن حتى قبل مجيئه للحياة، دلفت العائلة للغرفة في تلك اللحظات، حيث كانت «حبيبة» و«قمر» يبكون بسعادة كبيرة، ضموها بحب شديد وقلوبهم يكادون يسمعون صوتها من شدة السعادة، بينما «ماهيتاب» كانت تدمع من شدة السعادة لها وكذلك «جاسمين»، حتى والدة ووالد «علي» جائوا للمشفى وكانوا سعيدين للغاية بعدما عرفوا بقصة «درة» وحملها الصعب الذي كان شبه مستحيلاً في هذه الفترة تحديدًا، ابتعدوا الفتيات عنها وأول من تحدثت كانت «حبيبة» حين قالت:

ألف مبروك يا روح قلبي، قولتلك يا درة ادعي وملكيش دعوة، ربنا هيقدملك اللي فيه الخير وهيفرح قلبك الطيب دة زي ما بتفرحينا كلنا.

طالعتها «درة» بحب وإمتنان، فهي كانت داعمة لها بشكل كبير حتى أثناء غيابها عنها، كانت ترسل لها دائمًا أدعية وأذكار وتخبرها أنها تدعوا لها في الليل كل يوم، ولقد أستجاب الله في النهاية لقلوبهم النقية التي دعته برجاء وصدق، نظر لها «مالك» بحيرة ثم قال:

هنعمل ايه في موضوع صهيب يا درة هتغيري رأيك خلاص ؟

نظرت له بفزع ثم إعتدلت في جلستها بسرعة وقالت بلهفة وخوف وكأنها يخبرها أنه سيأخذ ابنها الآخر منها:

عودة بعد الفراق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن