19. لحظة دمرت قلبه

601 31 5
                                    

« عودة بعد الفراق »
« الفصل التاسع عشر »
« لحظة دمرت قلبه »
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صعد على السطح لمعرفته أنها بالأعلى، أستنشق الهواء داخل رأتيه ثم زفره بعنف، يحاول تنظيم دقات قلبه التي يكاد يسمعها المارين بجانبه، مشى بخطوات متمهلة، وجدها جالسة على الأرض تنظر للسماء، تتابع تلك النجوم المضيئة والتي تلتف حول القمر، شمت ريحة عطره التي تجذب الجميع دائمًا لمعرفة من صاحبها، ذاك ذو البشرة البيضاء والعيون البنية الواسعة نسبيًا، شعره الذي يتميز باللون الأسود الداكن مع حاجبيه الكثيفان، جسده الرياضي، طويل القامة وهذا أكثر ما يعجب الفتيات به، إلتفتت تنظر له من الأسفل رفعت رأسها بنسبة كبيرة بسبب فرق الطول بينهم، وما كادت تتحدث حتى جلس على بعد مسافة مناسبة بينهم، كان قلبها يرقص من الداخل، لقد شعر بالغيرة ؟؟؟ هذا ما كانت تفكر به لأن والدتها أخبرتها أنها أخبرت جميع العائلة بهذا الخبر، بالطبع فهذه «أمل» تود أن تتفاخر وتتباهى بزوج ابنتها المستقبلي، هل من الممكن أنه جاء إلى هنا ليجعلها ترفضه ؟؟ وقتها سيتوقف قلبها حتمًا، حمحم «مروان» بإحراج وهو لا يعرف ماذا سيقول، حتى لا يعرف ما الذي قاده إلى هنا، ولكن شعور ما بداخله جذبه لها دون إرادة منه، تنهد بقوة ثم قال :

وافقتي ؟؟!

تصنعت عدم التفهم لتقول بإستغراب مصطنع :

مش فاهمة ؟!

وافقتي على الشاب اللي متقدملك صح ؟ 

قالها وهو يود سماع كلمة أخرى لكي يرتاح، يريد أن يطفيء تلك النيران المشتعلة داخل صدره بكلمة واحدة منها، وكأنها وضعت زيت فوق تلك النيران لتزيد إشتعالاً حين هتفت بنبرة هادئة وواثقة، تحمل بين طياتها الإعجاب والاندهاش بهذا الشخص :

وموافقش ليه، يعني شاب محترم ومؤدب وشاريني وأهم من دة كله بيحبني.

قالت حديثها هذا وتريد توصيل رسالة له عن طريق آخر جملة قالتها، تعلم جيدًا أنه متردد وسريع الإنفعال، لا يقتنع بشيء ولا يصدق مشاعره حتى، عقله يعمل أكثر من قلبه، رجل أعمال في نظره المشاعر والعواطف ليست ضرورية ولكن العقل والمنطق هما الضرورة بالنسبة له، أخرج زفيرًا قويًا من فمه ثم نظر لها وقال :

يعني مرتاحة معاه ؟

إعتدلت في جلستها هاتفة بنبرة هادئة عن التي قبلها :

معرفش أنا لسة متعرفة عليه إنهاردة أكيد مش هلحق أحكم عليه، بس اللي أقدر أقوله أنو شخصيته عجبتني واثق من نفسه، عنده 26 سنة وعمل حاجات كتير محدش في سِنه قدر يعملها، شخص ناجح بكل المقاييس، دة غير أنو مجتهد وطموح وبيسعى أنو يطور من نفسه أكتر وأكتر، يعني مميزاته كتير.

عودة بعد الفراق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن