« عودة بعد الفراق »
« الفصل الرابع عشر »
« حاولت قتلها »
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفي منزل «مروان» جلس يطالعه بنظرات مستغربة، لا يعرف ما سبب مجيئه للتحدث معه، قرر التحرر من صمته ثم قال بنبرة مستفسرة :
خير يا عمو في حاجة ولا ايه طلبتني فجأة ؟
تنهد «شاكر» بعمق ثم بدأ حديثه عندما قال بنبرة هادئة:
بص يا مروان، أنا طول الفترة اللي فاتت دي كنت بطمن على بنتي من خلالك ومن خلال والدك ووالدتك، أنت كنت حاطط عينك عليها بأمر مني وعلشان هي بنت عمتك مهما كان، أنا عارف إنك مش بتحبها وإنك بتختلف كتير معاها، بس ميساء طيبة يا مروان ومش زي ما أنت متخيل.
صمت يأخذ أنفاسه المرهقة ثم قال :
أمل تربيتها ليها كانت صعبة أوي، كانت مدلعاها علشان بنتنا الوحيدة، وهي اللي علمتها تتكبر وتغتر بس علشان من عيلة الشريف، علمتها أنو متتكلمش مع أي حد ولا تتعرف على أي حد، أينعم في بعض الأحيان الكلام دة صح، ما هو مش طبيعي نصاحب أي حد وخلاص واحنا منعرفش هو تربيته عامله إزاي وطباعه ومبادئه زينا ولا لا، بس في نفس الوقت باللي هي حطته في دماغنا منعتها يكون عندها صحاب قريبين منها، كرهتها حتى في نفسها، ولما قربت من جاسمين كان لازم أمل تعمل أي حاجة علشان تخلي جاسمين تفكر زي تفكير ميساء علشان الاتنين بيقوا تحت سيطرتها وعلشان بنتها متفلتش منها بسبب جاسمين، فبالتالي هما الاتنين إتاخدوا في الرجلين.
كان يستمع لحديثه بإنتباه تركيز ولكن لم يصل لإجابة محددة عن سؤاله، لماذا أتى إلى هنا، لماذا يخبره بكل تلك التفاصيل الغريبة التي لا تخصه، شعر بالغرابة لذلك قال:
هو حضرتك بتقولي كل الكلام دة ليه.
تنهد الآخر بتعب ثم قال موضحًا أكثر، فما سيقوله لا يعرف كيف سيقوله، لا يستطيع التحدث أو التفوه بهذا الشيء من شدة خجله:
ببساطة علشان حاجتين إتنين، أنا مش هينفع أفضل هنا كتير يا مروان، أنا كل شغلي وحاجاتي مش في القاهرة، عرضت فكرة إني آخد ميساء ونسافر بس هي موافقتش، كانت خائفة وزعلانة ومش عايزة تسيبكوا ولا عايزة تسيب أمها، لسة لآخر لحظة بتحبها ومقدرش ألومها، بس خوفي عليها بيكبر أكتر جنب الست دي، فـ أنا عايز أطلب منك طلب يا مروان،
أنا عايزك تتجوز ميساء علشان أطمن عليها في غيابي، لاني مش هطمن عليها غير معاك.فتح عيونه على آخرهما لا يصدق ما تفوه به الآخر في هذه اللحظة، يتمنى إن كانت كذبة أو مزحة، مد «شاكر» كفه يربت به على كفه ثم قال بهدوء :
اسمعني، أنا عارف أنو الموضوع صعب عليك، بس صدقني أنت متعرفش الخير فين و...
وما كاد يكمل حديثه حتى قاطعه الآخر قائلاً بنبرة حادة، خرج عن سيطرته، نسى كيف يتعامل مع الأكبر منه، فما يقوله الآن ليس مزاحًا هذه حياته وليست لعبة:
أنت تقرأ
عودة بعد الفراق
Mizahكنت أظن أن الفراق يجعلنا نفقد القدرة على الحب، لكنه يزداد بمرور الوقت أكثر.