« عودة بعد الفراق »
« الفصل الأول »
« سكن قلبها »
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوقف معها أمام منزلهما وقبل أن يفتح الباب صدح رنين هاتفه قطب جبينه بإستغراب ثم
أخرجه من جيب بنطاله ونظر له وجد رقم «آسر» زفر بضيق ثم قال :يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم دة انا لسة مدخلتش البيت
وضع الهاتف على أذنه ثم قال بضيق :
خير يا زفت ؟؟
أتاه صوت أحدهم يقول بجدية تامة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حضرتك صاحب التيليفون دة إنتقل لرحمة الله جثته الآن في مستشفى **** ياريت تيجي تستلمها في أسرع وقت
صُعق «سهيل» من حديثه شعر وكأن العالم توقف من حوله جحظت عيناه للخارج وإبتلع ريقه بصعوبة كبيرة يردد حديثه في عقله وهو لا يستوعب ما سمعه منذ قليل وفجأة هوى جسده على الأرض بضعف إتسعت حدقتي «ماهيتاب» بصدمة ثم إنحنت تجلس أمامه قائلاً بنبرة مهتزة وقلقة :
سهيل سهيل في ايه آسر قالك ايه ؟؟
نظر لها بتيه وصدمة ثم قال بتلعثم :
مش..مش آسر اللي رد واحد بيقولي انو صاحب التيليفون دة إنتقل لرحمة الله وبيقولي جثته ...
صمت وهو يشعر بنغزات قوية في قلبه لا يطاوعه لسانه على قول ذلك بينما شهقت هي بفزع وهي تضع كفها على فمها تمنع بكائها ودموعها تنهمر بغزارة سارع «سهيل» بالنهوض ثم ركض على الدرج وهو يردد أسمه بخوف شديد أما عنها أمسكت حقيبتها ثم أخرجت هاتفها وطلبت رقم شقيقها وبعد ثواني أتاها الرد فقالت هي بنبرة باكية غير متزنة وغير واضحة :
ألو.. زي..زين إلحق آسر يا زين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وصل «سهيل» بسيارته أمام تلك المشفى التي أخبره الممرض عنها ثم نزل منها مسرعاً وهرول إلى الداخل بفزع حتى وصل لموظفة الإستقبال وقف يتنفس بعنف ثم قال بلهفة :
فين آسر ، آسر الشاذلي
اومأت له الموظفة بهدوء ثم قالت وهي تشير له بإصبعها على الاتجاه الذي يجب سلكه :
حضرتك هتمشي عالطول وتدخل يمين هو في غرفة 7
وفور إستماعه لحديثها هرول في الممر يبحث بعيناه عن غرفة صديقه وعندما لمحها وقف ينظر لها بخوف شديد تدور الأفكار في رأسه كالعواصف، والخوف يلتهم كل فكرة فتح الباب بسرعة كبيرة ثم دخلها وجد صديقه ينام على ذلك الفراش الابيض ومغطى وجهه بغطاء أيضاً من اللون الابيض ، شعر وكأن حياته بأكملها تتوقف عند هذا المشهد ، والألم الذي يعصف به لا يمكن وصفه بالكلمات وفجأة دلف «زين» للغرفة ومعه «سوزان» و «فطيمة» والفتيات ومعهم «مريم» التي كانت منهارة في البكاء وعندها وقفوا جميعاً ينظرون لما هو أمامهم عقلهم شل عن التفكير وقفت «مريم» أمام «سهيل» ثم قالت ببكاء حاد يخلع القلوب من مكانها :
أنت تقرأ
عودة بعد الفراق
Humorكنت أظن أن الفراق يجعلنا نفقد القدرة على الحب، لكنه يزداد بمرور الوقت أكثر.