«عودة بعد الفراق»
«الفصل السابع عشر»
«تحققت أحلامهم»
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور اسبوع
الساعة السابعة مساءً بتوقيت القاهرة.يفرك كفه بتوتر شديد وكذلك يفعل الآخر الذي يجلس بجانبه، حتى بدآ يتعرقا بشدة وكأنهم يجلسون في فرن، بينما «وليد» كان جالسًا بجانب زوجته يضع يده أسفل ذقنه يطالع الاثنان بملل، ظلوا على هذا الحال لدقائق وفي لحظة خرج الآخر عن صمته حين قال بنبرة أفزعت «حبيبة» وجميع من حولهم :
ما تخلص يا نطع أنت وهو هنفضل نبص لبعض كدة كتير.
حمحم «حازم» بحرج ثم قال :
خلي سراج يبدأ الأول أكيد مش هنطلبهم في نفس الوقت واحدة واحدة يعني.
نظر له «سراج» مسرعة وقال :
لا لا ميصحش إبدأ أنت الأول يا حازم.
وقف «وليد» صائحًا بنبرة جهورية :
اه هنفضل نتعازم على بعض كدة كتير لحد ما الفجر يأذن علينا، قوم ياض منك ليه معندناش بنات للجواز أنا مش موافق، بعد كل دة أجوز أخواتي لاتنين أعبط من بعض.
رمقه «حازم» بضيق وهو مازال يجلس على الأريكة لم يتحرك من عليها ولم يتأثر بصراخه قائلاً :
عالفكرة أنا ظابط قد الدنيا مش عاجبك ولا ايه ؟
وما كاد يتكلم حتى قاطعه «سراج» هاتفًا نبرة ساخرة :
وأنا بردوا محامي بيشيلوني فوق راسهم، وأنا وحازم زمايل مش عاجبك يا باش مهندس.
تشنج وجهه ثم هتف بضيق شديد :
لا يا روح ماما منك ليه يلا مع السلامة شطبنا.
تدخلت «سمية» هاتفة بضيق :
هو فرن عيش علشان تقول خلصنا ما تسيبهم العيال متوترة شوية متبقاش خلقي كدة.
ما أنتِ شايفة العبط يا ماما بقالهم نص ساعة متنحين في خلقتي، دي مراتي نفسها معملتهاش.
حاول الجميع كتم ضحكاتهم، فتنهدت «سمية» هاتفة بحيرة :
ما أنا مش عارفة ايه لأزمة كل دة أصلاً احنا كلنا موافقين عليهم لازم تخليهم يعملوا أكننا لا نعرفهم ولا يعرفونا وتغلبهم كدة.
عدل «وليد» من وضعيه ثيابه ثم قال بغرور مصطنع :
لازم يا ماما إخواتي لازم يتعملهم كل حاجة صح وزي بقيت البنات، مش معنى انو حازم إبن عمي وسراج أخويا أنو أمشي الجوازة بالساهل، دة أنا هطلع عينهم معايا إتفرجي بس.
كانت الفتيات «تسنيم» و «ميسون» يحاولون السيطرة على ضحكاتهم، وكذلك الجميع، الموقف غريب للغاية ومضحك، حاولت «حبيبة» أن تجعل ملامحها طبيعية بعدما كانت تضحك بخفوت ثم ربتت على كتفه هاتفة :
أنت تقرأ
عودة بعد الفراق
Humorكنت أظن أن الفراق يجعلنا نفقد القدرة على الحب، لكنه يزداد بمرور الوقت أكثر.