18. قرار نهائي

520 33 5
                                    

« عودة بعد الفراق »
« الفصل الثامن عشر »
« قرار نهائي »
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خرجت من المطبخ تضع له صينية العصير والفواكه أمامه على الطاولة، إرتمت بإنهاك على الأريكة تصرخ بألم :

اههه مش قادرة ظهري اتقطم من رقص امبارح.

نظرت «مريم» لوجه «آسر» ثم قالت بقلق :

مال وشك عامل كدة ليه أنت كويس ؟

أرجع ظهره للخلف يستند على ظهر الأريكة بتعب وإنهاك هاتفًا :

لسة راجع من شقتنا، الصنايعية مبهدلين الدنيا، نضفت مكانهم لحد ما ظهري اتقطم أنا وكمان، مش حاسس بجسمي أصلاً قولت آجي أشوفك وأروح أنام لحد بليل أريح الجتة.

إعتدلت في جلستها تطالعه بحزن لحالته تلك قائلة :

طب كنت قولتلي كنت أخدت عفراء وسمر وروحنا بدالك.

ما خلاص كلها إسبوعين على فرحنا، هيبقى بعد كتب كتاب الشباب فروحوا ظبطوا الدنيا وإبدأوا في الفرش.

في تلك اللحظة خرجت «سوزان» من غرفتها متأهبة وعلامات وجهها لا تدل على الخير إطلاقًا، تضع الهاتف على أذنها تحادث أحدهم وتصرخ به :

هو ايه الكلام دة هما بيعزموا نفسهم غضب ولا ايه؟؟

جلست على الأريكة تستمع للطرف الآخر، تأفأفت بضيق هاتفة :

اقفلي يا منال بلا قرف.

أغلقت الخط قاذفة هاتفها على الطاولة وهي تزفر بضيق وغضب، نظرت لها «مريم» قائلة بقلق :

في ايه يا ماما ؟

تنهدت الأخرى تحاول تنظيم أنفاسها هاتفة :

قرايب ابوكي عايزين يحضروا الفرح، معرفش أنا عرفوا منين دول، ناس معندهاش ذوق عايزين يحضروا من غير عزيمة دة أنا قاطعة معاهم من أكتر من عشرين سنة، دلوقتي إفتكروا أنو عندهم بنات أخ.

إرتسمت شبه إبتسامة على ثغرها، إعتدلت تنظر لها هاتفة بسعادة :

وفيها ايه يا ماما لما يحضروا، أنا حتى مش فاكرة شكل عماتي ولا ولادهم مش حاجة حلوة إنهم عايزين يحضروا ويصلحوا غلطتهم ويقربوا مننا.

ضمت الأخرى ذراعيها أمام صدرها هاتفة بسخرية من تلك الساذجة في نظرها :

وأنتِ إيش ضمنك إنهم مش جايين يخربوها عليكي، دول ناس ميتأمنش عليهم ولا يتفتحلهم بيت، أنا عارفة إنتصار وولادها.

يا ماما يعني عاجبك نكون مقطوعين من شجرة أنا وأختي ومحدش يجيلنا من عيلتنا يوم فرحنا، أنا فرحي بعد اسبوعين وعفراء بعد ست شهور مع قمر ليه نبقى لوحدنا ؟

عودة بعد الفراق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن