« عودة بعد الفراق »
« الفصل الحادي عشر »
« متعة الحلال »
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــشعر «وليد» حينها بالحب الذي يبادله إياه «آسر» نعم يتشاجرون دائمًا، لكن لا يستغنون عن بعضهم البعض، هما الخمسة رباط قوي لا يمكن فكه، إقترب منه الشباب يعانقوه بحب بالغ، وكذلك الفتيات مع «حبيبة» وتحديدًا «قمر» التي بكت في صدرها بقوة، عندما ابتعدت عنهم ركضت لوالدها تحتضنه بقوة وهي تبكي، تلك كانت المرة الأولى التي تبعد عنه كل هذة المدة، لم تكن تتخيل أنها ستشتاق له بتلك الطريقة، كان هو يربت عليها بحنان شديد يحاول إسكاتها كما لو أنها طفلة صغيرة، والجميع من حولهم ينظر لهم بسعادة وحب حتى الجيران خرجت لتعرف ماذا يحدث، أشار «آسر» للعازفين مرة أخرى وفي تلك اللحظة حمل «وليد» على كتفه وبدأ يرقص بها بسعادة كبيرة والشباب حوله يشعلون الأجواء بالرقص مثلهم، وبالطبع إستغل «حبيب» هذه الفرصة ودخل وسطهم يرقص على الطبول بسعادة كبيرة، نزلت السيدات يستقبلونهم فركضت «زينة» بسرعة لابنتها تضمها، لا تصدق أنها صمدت كل تلك الفترة بدون صغيرتها التي تعودت على وجودها في البيت، شعرت وكأن العالم بأسره لا يسع فرحتها، أدمعت عين «حبيبة» بشدة حين رأت الحب الذي يحملونه في قلوبهم لها، لم تتوقع أنهم سيشتاقون لها بتلك الطريقة، بعد الرقص من الجميع والسعادة الذي انتشرت حتى في الأرجاء صعدوا للأعلى جميعًا ليحظوا ببعض الوقت مع أولادهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلست على فراشها تضم قدميها وتدفن بها رأسها، تبكي بعنف مما يحدث معها، حتى أعز أصدقائها تركتها بسبب أفعالها وأفعال والدتها، والشاب الذي تحبه منذ طفولتها لا يتقبلها، كلما تذكرت حديثه عنها ذلك اليوم تريد أن تصرخ وتضرب ذاتها ألف مرة، أصبحت وحيدة تمامًا بلا أصدقاء وبلا حبيب، بلا أي أحد، الإجابة واضحة أمامها لذلك لا يوجد سوى سؤال واحد، لماذا فعلت هذا بذاتها، وأثناء ما كانت تبكي، كانت أصوات العازفين بالخارج، أصوات ضحكات شباب وبنات عائلتها منتشر في كل مكان، تستطيع سماعه بوضوح، تلك البهجة هي من ابتعدت عنها بإرادتها، تشعر الحقد والحزن، جميع العائلة تحب «حبيبة» وهي لا، والجميع أصبح يحب «جاسمين» وأصبحت تشاركهم كل شيء وهي مازالت مكروهة من الجميع، أثناء تفكيرها في كل هذا دخلت المدعوة «هنية» وهي تبتسم بسعادة لرؤية حالتها تلك، وضعت لها صينية الطعام على الفراش بقرف ثم قالت:
اتفضلي يختي أمك بعتتلك الأكل، معرفش خايفة عليكي ليه وأنتِ بسبع أرواح أصلاً
رفعت «ميساء» عيناها المتورمة تنظر لها بحدة مما أصاب «هنية» بالفزع، نظراتها كانت حادة وكأنها تريد الانقاض عليها:
خلاص خلاص وأنتِ عاملة زي انثى الأسد كدة، بس خلي في علمك العريس جاي انهاردة، عايزاكي كدة تلبسي أشيك حاجة عندك إلبسي ألوان ملعلعة كدة اتعلمي مني ومن أزيائي.
أنت تقرأ
عودة بعد الفراق
Humorكنت أظن أن الفراق يجعلنا نفقد القدرة على الحب، لكنه يزداد بمرور الوقت أكثر.