«عودة بعد الفراق»
«الفصل السادس عشر»
«ليلة غير قابلة للنسيان»
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــركضت خارج المشفى لكي تحاول الهرب، ولكن ما رأته أمامها جعلها تتصنم في مكانها، وجدت عناصر الشرطة يحاصروها من جميع الجهات حيث لا يوجد مهرب، يقف معهم كلاً من «كريم» و«حازم» و«مروان»، تحدث «حازم» موجهًا حديثه لأولاد عمه قائلاً :
روحوا إطمنوا على جاسمين والباقي وسيبوني أتصرف معاها.
ركضوا الاثنان للداخل، بينما هي تم القبض عليها، بعدما ظنت أنها ستنفد بعملتها، ركض «كريم» للغرفة لكي يطمئن على زوجته ولكن ما رآة جعله مزهولاً، وجد «ميساء» تسيل في دمائها و«جاسمين» تحاول النهوض لمساعدتها وهي تبكي بعنف بسبب ضعفها وقلة حيلتها، لا تعرف كيف تمشي على الجبيرة ولا تستطيع النهوض، دلف «مروان» ورائه بسرعة كبيرة ونظر لها بصدمة، لأول مرة يشعر بالخوف عليها، لا يعرف كيف ولماذا ولكنه وبدون أي تفكير إنحنى يحملها بلهفة، راكضًا لها للخارج، بعدما أخبره الممرضون عن الغرفة الفارغة ركض بها ليضعها هناك من ثم تركها مع الطبيب بالداخل لكي يتفحصها، خرج «كريم» من غرفة «جاسمين» يحاوطها بذراعيه يحاول سندها كي لا تسقط، وفي تلك اللحظة أتى «صابر» برفقة «شيماء» وبقية العائلة ومعهم «وليد» و«حبيبة» يطالعوهم بإستغراب، وأول من تحدثت كانت «زينة» حين قالت مستفسرة :
ايه اللي حصل يا ولاد واقفين كدة ليه ؟؟
كان «مروان» يتحرك ذهابًا وإيابًا يمسك فروة رأسه بعصبية شديدة، خرج عن صمته حين قال :
بنت ال******* أقسم بالله لو حصل لميساء حاجة لأكون قاتلها.
ربت «كريم» على كتفه يحاول تهدئة، يعكسون الأدوار فـ «مروان» من كان يهدئه أمس والآن «كريم» من يفعل ذلك :
إهدى يا مروان هتبقى كويسة إن شاء الله.
صرخت بهم «جيهان» قائلة بنبرة حادة :
ما حد يفهمنا في ايه مالها ميساء ؟
رفعت «جاسمين» كفها تمسح دموعها المنسابة على وجنتيها ثم قالت بإرهاق :
هنية جت وكانت بتحاول تخنقني علشان تموتني، بس ميساء دخلت في الوقت المناسب وزقتها بعيد عني ولما كانت بتضربها هنية زقتها جامد ووقعتها على راسها لحد ما جابت دم.
شهقت السيدات بفزع، لقد تجاوزت كل الحدود، لا يصدقون أن هذه الفتاة فعلت كل هذا في غضون يومين لا أكثر، رفعت «جاسمين» بصرها لـ «كريم» تنظر له بخوف وقالت :
هي هتبقى كويسة صح ؟؟
رفع كفه يمرر على رأسه بحنان، قبل جبينها بلطف وقال بنبرة هادئة :
أنت تقرأ
عودة بعد الفراق
Humorكنت أظن أن الفراق يجعلنا نفقد القدرة على الحب، لكنه يزداد بمرور الوقت أكثر.