3

25 3 0
                                    


~~~

- لدي أمر اريد مناقشته معك، سيودان

" نعم، من فضلك، تفضل"

ثم ساد الصمت، وعلى الطرف الآخر من الخط ضحك بهدوء

- هل يمكنك أن تأتي لحظة؟ من الصعب التحدث عبر الهاتف

"هل يجب أن أذهب إلى الطابق الرابع ؟"

- لا، تعال إلى سطح الطابق السابع، هل تعرف أين يقع؟

بدا الأمر وكأن هناك تلميحًا من الريح خلف صوته. نهضت من مقعدي وأجبت باختصار: "نعم" انتهت المكالمة دون وداع، وضعت السماعة في مكانها مرة أخرى

***

وبينما كنت أسير، أضاء الضوء الممر، كانت ردهة المصعد مهجورة، وبدا الممر الأبيض للمبنى الفارغ وكأنه غير حقيقي، وربما لهذا السبب لم أستطع استحضار أي أفكار؛ فقد شعرت وكأنني أحلم، وعندما وصلت بهدوء إلى الطابق السابع، وجدت باب السطح دون أي تجول

انفتح الباب الذي اعتقدت أنه عالق بقوة عندما دفعته بقوة، رحبت بي المناظر الطبيعية للمدينة، المضاءة بأضواء متناثرة، وكأنها تدفقت عشوائيا، وفي نهاية سياج السطح، وقفت صورة ظلية داكنة تلوح في الأفق

وعندما اقتربت من خلف السور، أصبحت الخطوط العريضة المميزة لوجهه الجانبي الهادئ واضحة، وبرز ضوء القمر الخافت خلف السحب على نصف وجهه، ودون أن يلتفت إلي، سألني الرجل الذي أخرج السيجارة من فمه

"هل تدخن، لي سيو دان؟"

" لا أنا لا افعل"

" ثم تعال إلى هنا"

أشار بإصبعه بخفة، متحققا من اتجاه الريح، ثم تحرك إلى يمينه، تفرق الدخان الرمادي بشكل خافت في الاتجاه الذي كنت أقف فيه غالبا، وحافظت على مسافة عرض شخص واحد تقريبا، وأمسكت بالسور المجاور له

استمرت الرياح الرطبة في المرور عبر فجوات ياقة قميصي، كان الطقس قد ذاب حديثا مع حلول العام الجديد، نظرت إلى أسفل المبنى، ذاب الثلج المتجمد، وغمرت المياه العكرة الرصيف، كانت كل مركبة تمر ترش ضبابًا كثيفًا، ومضت إشارة المرور، وتحولت إلى اللون الأخضر

" فكرت في مقابلتك اليوم.. "

بدأ الرجل الواقف بجانبي في الحديث ببطء، أعاد السيجارة بين شفتيه ونفض رمادها بأصابعه بمهارة

Master of Saturday-مـُترجمـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن