56- النهاية

39 6 0
                                    


~~~

لقد دعم ظهري وناولني كأسًا بكلتا يديه، وبينما كنت أفتح شفتي، كان الماء الفاتر يسيل على لساني الجاف ثم إلى حلقي، وبينما كنت ألعق الماء الحلو المذاق شيئا فشيئا، كنت أفكر فيه الذي اعتاد أن يمرر السائل البارد الحلو إلى فمي

بمجرد أن انتهيت من الكأس، أخذها ووضعها جانبا، كانت المرتبة بجانب رأسي تتدلى بشدة تحت ثقله، بدا أنه لم يكن ينوي النهوض هذه المرة، وتركي وحدي

سمعت أنفاسه، كان الصوت الذي يتسرب عبر شحمة أذني هو أنفاسه غير المستقرة، وفي زاوية رؤيتي، ظهرت يده اليمنى مستندة على فخذي كانت أصابعه المتباعدة طويلة ونحيلة، كانت أظافره المقلمة تشبه الهلال والأوردة الرفيعة تعبر راحة يده، كانت يدا كبيرة ومرتبة بشكل أنيق ومناسبة لحمل العلامات في غرفة الاجتماعات أو لجام السرير

وكأنه استشعر نظراتي اختفت يده عن مدى بصري، وفي النهاية، وصلت لمسته إلى مؤخرة رأسي، لامست جسدي وداعبتني برفق

" كنت مصابًا بالحمى ... منذ وقت سابق"

كانت أطراف الأصابع التي اشعر بها تحت شحمة أذني دافئة

"ليس لدي أي دواء للحمى في المنزل، ولم أرغب في الخروج أثناء نومك"

توقف الصوت المنخفض، وتباطأت حركة اليد التي كانت تحفر في شعري، وسمعت نفسًا قصيرا

"هل تندم على ذلك ؟"

لقد كان سؤالا مباشرا وواضحا

"لقد أخبرتك عدة مرات أن الأمر سيكون صعبا، لكنك أصريت على الصمود، والآن بعد أن جربته، هل تعتقد أنه كان يستحق ذلك ؟"

"..."

"هل هذا ما قصده لي سيودان بالمحاولة والخطأ؟"

كان صوته بلا نغمة وبطيئًا، كانت فخذه والخط المؤدي إلى ركبته متيبسين ومتصلبين بدا الوقت الذي نمت فيه وكأنه تجمد في صوته المتقطع

"أنا ..." قال ثم توقف فجأة، ثم زفر ببطء نفسًا طويلا مضغوطا، وفي النهاية ضحك ضحكة جافة

"لقد قلت إنك تريد أن تعرف ما هو الأمر، والآن بعد أن عرفت، كيف تشعر ؟ هل تشعر بالارتياح الآن؟"

كان صوتًا مريرًا، مرهقًا ومعذبًا بسبب التعب القديم، وكانت كل كلمة مثل حبيبات الرمل الخشنة

بعد أن تعرضت للضرب بالعصا من قبل الشخص الذي بدأت أحبه لأول مرة في حياتي، وزحفت عاريا مثل الكلب، وتلقيت الاستياء بدلاً من الاهتمام عندما سقطت، نظرت إليه وفتحت فمي بهدوء

Master of Saturday-مـُترجمـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن