5

22 3 0
                                    


~~~

ورغم أنني غادرت المنزل قبل موعدي المعتاد بنحو ساعة، إلا أن مترو الأنفاق، الذي كان يعج بالحركة عادة مثل السوق أثناء تنقلي، كان خالياً على نحو غريب، وكانت الممرات الطويلة المزدحمة عادة والمتراصة جنباً إلى جنب تشبه مطاراً مخيفاً وصامتاً في مدينة غير مألوفة، وبينما كنت أقف هناك، وكأنني أحمل أمتعة تنتظر صاحبها، بينما كان الحزام الناقل يحملني ببطء، شعرت وكأنني قد أصل إلى مكان غير معروف تماماً، وبتمسكي بدرابزين الممر المتحرك، لم أتعجل خطواتي دون داع

عندما وصلت إلى الطابق الثالث في المصعد، كانت كل أجهزة الكمبيوتر الموجودة في كل قسم مغلقة، ولم يكن هناك سوى مفاتيح الطاقة التي كانت تضيء باللون الأحمر، قمت بتنظيف مقعدي ورفعت أكمام قميصي إلى ما بعد مرفقي، ثم أحضرت صندوقا بحجم مناسب من غرفة اللوازم، وبدأت في جمع الكتب الموجودة على الأرفف فيه

بدت الأدراج وكأنها تفيض بلا نهاية بأشياء متفرقة، أقلام وفواتير مبعثرة وقطع من الورق متناثرة في كل مكان حتى حامل الأقلام كان يسكب منه أكوام من الممحاة المتربة وأقلام الرصاص نصف المستخدمة، فصلت ما يجب التخلص منه عن ما يجب الاحتفاظ به وانتهى بي الأمر إلى رمي كل شيء في الصندوق، بعد مسح أدراج المكتب بعبوة كاملة من المناديل المبللة، بدت النافذة الخارجية التي كانت مظلمة ذات يوم أكثر إشراقا، كان بإمكاني سماع خطوات خافتة تتردد من ممر بعيد في الطابق العلوي، ربما تشير إلى أن شخصا آخر قد جاء إلى العمل

ومع ذلك، ورغم الظلام الذي كان يخيم على الممر خارج غرفة الإمدادات، فقد ظللت متوترا حتى وأنا أحمل سلة المهملات الفارغة، كنت في احتياج إلى توديع فريقي، ولكنني تساءلت متى سنجتمع جميعًا في مكان واحد لوداع سريع، وفي خضم هذه الأفكار، رفعت حقيبتي وارتديت معطفي، وبدأت أكافح مع الصندوق الثقيل نوعا ما

"آه..."

دوى صوت شيء ثقيل يسقط، كدت أسقط الصندوق الذي كنت أحمله، دون أن نحظى بلحظة من الاستعداد، التقت أعيننا

أسقطت المديرة سونغ صندوقًا كبيرًا، فانسكبت منه ملفات وأقلام شفافة، وجدت نفسي أحدق في يدها البيضاء، وهي تلتقط الأقلام على عجل، لفترة من الوقت حدقت فقط في تلك اليد، بعد فوات الأوان، وضعت الصندوق على الأرض ومددت يدي اصطدمت بالقلم على الطاولة، وسحبت المديرة سونغ يدها إلى الوراء وكأنها لمست حشرة

"آسف "

"لا، أنا ..."

اشتدت قبضتها على حافة الصندوق، وتحولت يدها إلى اللون الأبيض، حبست أنفاسي، لكن الكلمات لم تخرج بشكل صحيح، ولأنني لم أتمكن من مساعدتها أكثر من ذلك، جلست القرفصاء بجانبها بشكل محرج حتى انتهت المديرة سونغ من ترتيب الصندوق

Master of Saturday-مـُترجمـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن