قمر التنين🐉

97-لقاء الأرواح و ظهور قمر التنين الثاني

بعد تلقي ميكا هجوما عنيفا من فيتان ومايكل يفتح ميكا عينيه ببطء، ليجد نفسه واقفًا في ظلام دامس. شعر بثقل في جسده كما لو كان يحمل آلاف الذكريات المؤلمة، ولكنه لم يستطع تذكر سوى آخر لحظة له… هجوم عنيف، ودخان كثيف، وصرخة واحدة مزقت قلبه.

في هذا الفراغ الغامض، ظهرت أمامه فجأة أشكال ضبابية، بدأت تتضح تدريجيًا، لينبثق منها تنينان يحيطان به.
الأول يلمع بلون النور الباهر، برؤوس أجنحته اللامعة، بينما الثاني محاط بظلال كثيفة تشع منها طاقة باردة، كأن الظلام حي ينبض بداخلها.

ميكا تراجع خطوة إلى الوراء، مذهولًا من رؤية تنانينه لايت و شادو.
مد يده باتجاههما، متسائلًا عن المكان الذي وجد نفسه فيه وما الذي حدث له.
همس ميكا بصوت خافت:أين أنا؟ وماذا حدث لي؟.
رد عليه لايت بصوت هادئ يحمل قوة لا تُخفى: "أنت الآن في عالم الذاكرة، في عقلك الباطن يا ميكا."
أضاف شادو بصوت عميق وغامض: عليك مواجهة ما بداخلك… الألم، والفقدان، وكل ما خسرته. هذا هو الطريق نحو القوة الحقيقية.

شعر ميكا بغصة في صدره وهو يتذكر آخر لحظة قبل أن يغمض عينيه.
لم يكن قلقه على نفسه بقدر ما كان حزنًا على خسارة والدته التي حمت حياته من هجوم فيتان و اكاي مضحية بنفسها.

اختنق صوته وهو يهمس: أمي… لماذا؟ لماذا كان يجب أن أعيش في حين رحلتي أنتي سابقا فقدت ابي قبل ولادتي والان انتي؟

وفجأة، بدأت أطياف ضوئية تتجسد أمامه، حتى تبلورت بشكل امرأة رقيقة، وجهها يشع حبًا وحنانًا… كانت والدته كلوي التي ابتسمت له، ورفعت يدها لتمسح دموعه، كأنها تحاول أن تواسيه رغم كونها روحًا لا يستطيع لمسها.

قالت كلوي بصوت مليء بالدفء: يا صغيري، لا تبكي أنا هنا لأجلك لقد فعلت ما فعلته لأمنحك الفرصة للعيش وتحقيق قدرك لم أكن أبدًا بعيدة، كنت دائمًا بجانبك في قلبك وعقلك.

اختنق صوت ميكا بالدموع وهو يردّ: "لم أكن مستعدًا لتركك، لم أكن مستعدًا لهذه الحياة بدونك…"

في تلك اللحظة، سمع ميكا صوتًا غريبًا، كان الصوت مألوفًا لكنه لم يكن يعرف صاحبه، صوت يملأه دفء غامض لكنه قوي.
قبل أن يستوعب ما يجري، ظهرت أمامه روح أخرى، وكانت الملامح تتضح شيئًا فشيئًا حتى أصبح وجه والده، ماكس جليًّا أمامه.