2

10.7K 760 197
                                    

الإنارة ضئيلة بشكل مزعج لا تدل على معنى نور أو ظلام بل مزيجاً متداخل يكشف جزء ويلقي ستار معتم على اخر ،هكذا كان الطريق الى داخل القلعة ،

شعر كارل  بلسعات برد تخترق جسده وهو  يدلف الى  الاستقبال،  بروده غامضه  ارتعشت لها اطرافه رافقها صمت مريب  وانظار الحاضرين  تترصده بفضول

حاول أن يخفي القلق الذي أخذ يستبد به كلما تقدم أكثر  ، وزع نظراته يستكشف المكان  ،لاحظ انه عباره عن تحفه فنيه ..
المدفئة الحجرية  موقده ..وهناك طقم من الارائك  الفاخرة، بطبقات  متراكبه من الاسفنج ومكسوه بالجلد الاسود ..مرتبه بشكل أنيق  .. تتوسطها طاوله زجاجيه محفوفه بنقوش ذهبيه وضع على سطحها زهريه سوداء كرويه  لا ازهار فيها !

الجدران   مصممه لتعطي للمكان شكل  دائري  تزينه ثريه كبيره من الكريستال
والسلالم زوجيه ملتويه تفضي الى الطابق الثاني 

النوافذ مغلفه بستائر سميكة غير واضحه الون بسبب النور المنخفض لا يمكن انكار فخامة المكان ، و بذات الوقت رهبته !

وضع كارل  شقيقه الصغير على الأريكة ...وهو يحرص على تدفئته بسترته  التي خلعها ووضعها عليه .فقد ابتل قليلا بسبب هطول المطر ..ولكن حراره النيران المنبعثة من المدفئة سوف تتكفل بالامر .

اخذ كميه من الهواء ليملا بها صدره ..وهو يشعر بنظرات الحاضرين من السكان  تخترقه كسهام مشتعلة ..

.وهذا الوصف مثلها حرفيا فالعيون حمراء لامعه  والاشكال مثيره للريبة ..رغم ان هيئتهم  التشريحي تشبه البشر ..ولكن هناك شيء مختلف يثير القلق

تنهد محاول ضبط نفسه فهذا غير مهم لأنه هنا
لأجل هدف معين ... انقاذ شقيقه و سحبه من أنياب الموت .

استدار ليقابلهم بعدما اعطى ظهره للأريكة حيث ينام الصغير

كان مبتل بالكامل شعره مثقل بالماء متهدل  على جبينه
يرتدي قميص قطني ابيض تحت سترته السوداء ، بنطاله  جينز وحذاء  اسود ذا عنق طويله
وسيم رغم المطر الذي بلله بالكامل  ... تطلع بوجوه الحاضرين فرداً فرداً بحثاً عن اشاره تدله على  سيد المكان
كان قد تلقى رساله بينت له اوصافه ..ولكن يصعب تمييزه  وسط الظلام المشكلة انه لا يعرف اسمه والا لكان ناداه دون تردد

.لاحظ ان الإكتئاب صفه شامله ارتسمت بوضوح على وجوه الموجودين  وهو يرمقونه بنظرات تثير  القشعريرة  ..يقسم انهم ليسوا بشر فوجوههم شاحبه خاليه من الدم لسبب ما ...

ضم قبضته وهو يحاول البقاء متماسك قدر ما امكن ..فيما يخاطب  نفسه (كل شيء سيكون على ما يرام ..ليس هناك مجال للقلق .. )

بتلك الحظة اقبل سيد القلعة بخطوات واثقه لا تكاد تحدث صوت ، يرافقه اثنان من اتباعه  وقف عند اعلى سور السلم ..

الثأر الصامتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن