31

3.6K 372 278
                                    

أعاد الحراس كارل لغرفته واغلقوا الباب عليه ....بينما هو لم يفعل شيء بقي  صامت أصوات وقع المطر وهو يرشق النوافذ كانت تبدد الصمت ...
فتحرك ليوقد المدفئة الحجرية   
لان الجو كان بارد
أخذت النار تلتهم الخشب وهو ينظر لها ساهماً
كان قد قضى ساعات النهار بالتدريب رفع يديه  وقد تكونت تيارات من الرياح تراقصت السنه النيران بتأثيرها وكادت ان تخمد فابتسم وهو يستقيم واقفا وهو لا يزال يداورها بيديه اليوم أدرك انه يستطيع توجيهها حيث يريد بل وانه قادر على التحكم بها من مسافات بعيده

رفع يديه وقد توسعت دائرة سيطرته لتشمل نطاق  الغرفة 
اخذت قطع الأثاث ترتفع لتسبح في فضاء الغرفة بإشارة من يده
كان ينقل الأشياء من مكان ويرسلها لمكان اخر بخفه وسهوله تامه 
ابتسم فقد كان الأمر ممتع ...هو اشبه بالسحر ،بالماضي لم يكن الأمر كذلك فقد كانت قوه محدده اما الان فهو يستطيع أن ييقظ في نفسه قدرات لا يعرفها الأمر لا يحتاج غير التدريب 
رمى بنفسه على السرير وهو يشعر بالإرهاق....كانت الكؤوس وابريق الماء وحتى الطاولة  والزهرية والكرسي تسبح طافيه أمام ناظريه في الهواء وكان لا قوه جاذبيه تؤثر عليها

المشكلة الوحيدة التي تقف أمامه مثل عقبه هي انه لا يملك وقت كبير ليدرك خبايا قوته

أشار بيده لتغلق الستائر تلقائياً ..ثم فرقع بأصبعه لتنخفض الإنارة ..واعاد الأثاث لوضعه السابق بترتيب انيق
  وأغلق عيناه ليريحهما..
لم يكن يعرف ما لعقار الذي حقنه به يورا هذه المرة ولكنه حتى الآن لا يشعر بشيء ارتخت يده واستقرت أنفاسه ليغرق بالنوم

******
..فتح اليوت عيناه بتثاقل ليجد نفسه مقيد في غرفه فارغه  ذات جدران حجريه عاريه لا تحتوي اي اثاث
عدى الكرسي الذي قيد اليه ..وطاوله حديد  رتبت فوقها مجموعه من الآلات الحاده يعرفها فقد كان يستعمل عده مشابهه بتعذيب ضحاياه قبل قتلهم

الغرفة مناره بمصباح فلوسنت يتدلى من السقف ليضيء المكان
اخذ لحظات قبل ان يستوعب ما حصل اخترق اذنه لحن يعرفه...
هذا اللحن الذي تردده الجدران المعدنية يعيد له ذكريات لتتراءى امامه اشباح من ماضي بعيد ...
ظل تلك المرأة وهي تعزف على البيانو ...خصلات شعرها الأسود تتهدل على كتفيها 
وطفليها الذين يلعبون حولها 

اخذت يديه المقيدتين ترتعشان هو لا يحلم بالتأكيد ...كان متأكد ان الجميع قتل ....لقد دفنوا امام عيناه ...

(كيف حالك ..اليوت .)

رفع راسه يحدق بتركيز حين تناهى صوت مألوف  على مسامعه راه مجددا وهو يقف امامه، خصلات شعره الاشقر متهدله على كتفيه يرتدي معطف اسود مثل العادة .عيناه ثاقبتين تتأججان ذكاء وبداهة   .لا يمكن التكهن بمخططاته مع تلك الابتسامة المتسامحة التي يرسمها على محياه      هيئته تعكس واجهه محسوبة للأناقة ومتعارضه مع مشاهد العنف الذي تبديه بوضوح أجواء  الغرفة

الثأر الصامتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن