6

7.8K 628 164
                                    


فتح عيناه بثقل كان شبه مخدر انفاسه غير منتضمه وحبات العرق موزعه على جبينه بعد حلم غامض لا يذكر تفاصيله ولكنه بدى شديد الواطئة على روحه حد الارهاق ..

اخذ يتطلع بالسقف للحظات ليتأكد انه لا يزال في تلك الغرفة ،والكابوس لايزال قائم يعاد مجددا نفسه ليجبره على التعايش معه

( لقد اختار ..وعليه تحمل نتائج قراراته ..)
هذا اخر ما اخبره به جده حين اتصل به باليوم الماضي ...وبطريقه ما يجده محق ..

مرر يده بخصلات شعره يبعدها عن جبينه وهو يطلق تنهيده طويله هناك جانب مشرق
فقد اخبره  مساعد سيباستيان   انه حر مادام في حدود المنزل ...
اطلق ابتسامه سآخره

لم يتصور أن أمرا تافه كهذا سيسعده ذات يوم !!
ولكن نظراً للفخ الذي أوقع نفسه فيه ..فهذه البداية ليست سيئة!

نهض معتدلا بجلسته لتقابل عيناه حزمه من الثياب المطوية بعنايه ،موضوعه على الطاولة الصغيرة قربة ..علم ان سام احظرها لأجله كما طلب منه ..

هم بالنهوض ...اخذ حمام دافئ ثم ارتدى ثيابه وقف امام المرآه ليضع وشاح حول عنقه ..
كانت الفجر يبزق ليبدو الافق ضبابي شاحب تداخلت فيه الغيوم ..
اجواء تحاكي نظرته لمستقبله الذي وجد نفسه يرتمي فيه دون دراسة ...او تخطيط ...
مع ذلك لم يكن نادم مادام رينو بخير، كل شيء سيكون كذلك ...

انحنى ليرتدي حذاءه ..ليشعر بأحدهم يدخل عليه مقتحم الغرفة دون أستاذان فرفع راسه ..ليقابل وجه ايرول
كان يحمل صينيه الافطار ..وضعها على الطاولة وانصرف دون اكتراث لأمره ، بصمت وكأنه لا يراه ...

ظل كارل صامت ..فهو يستوعب صعوبة الحياة مع اشخاص لا يريدون تقبلك بسبب اسم عائلتك ..
اتجه نحو الطاولة اخذ فنجان الشاي واستكمل طريقه نحو النافذة ...
كان الهدوء سائد ،لا صوت يرتد غير صوت الرياح ..خيوط الشمس تتمدد خلال الغيوم لتنعكس على المياه المتموجة لتلك النافورة التي استقرن وسط تجمعات من الازهار البريه ...
وقت مناسب ليستكشف فيه المكان الذي سيعيش فيه ما تبقى من حياته ..وضع الفنجان بعدما شربه واتجه للخارج قاطع الممر ..
كان يتفحص بنظراته ادق التفاصيل .ليجد ان كل شيء يثير الشك فالستائر سميكة تغطي النوافذ بأحكام
ليبدو الطريق شبه مظلم ...لا أحد بالجوار ...وكأنه يتجول بمنزل مهجور ..
رغم أنه متأكد في أعماقه أن شكه هذا ليس صحيح فالمنزل مأهول ولكن الناس هنا غربيون ..نشاطهم يزداد عند الليل ...وهو كما الأحمق عقد اتفاق يلزمه بخدمة سيدهم لما تبقى من حياته
تنهد وهو يناشد حظه العاثر

نزل السلم ..وهو ينظر لما حوله بترقب وحذر ،كان كل شيء يوحي بالرقي ابتداءً من الجدران المزينة بنقوش ذهبية
المفارش الفارسية الفاخرة ..والأثاث الفخم ..اللوحات الجميلة على الجدران ...
توقف حين وطأة قدماه الأرض ..وهو يتطلع بما حوله ..لتتسع عيناه فجأة
حين رأى ذلك الباب الكبير الذي يؤدي للخارج ..
شعر بالدفء يتوغل في أعماقه ..حين بدأت الشمس تنعكس على وجهه وهو يقترب بخطوات واسعه

الثأر الصامتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن