18

6.4K 575 416
                                    

صوت طرق الباب تزامن مع الرنين المتتابع للساعه مولداً ضجيجاً ييقض الاموات من قبورهم ،كان كارل على سريره الواقع قرب النافذه يقاوم فتح عيناه من شده الارهاق ..بينما الضوضاء حوله تصيبه بالجنون ...

مرر يده خلال خصلات شعره يبعدها لينظر للسقف من بين اهدابه شبه المفتوحه
فقد راوده ذلك الكابوس مجدداً...
بات الامر يتكرر بكثره حتى اصبح مرهق لاعصابه ليمتد تاثيره على صحته جفف قطرات العرق الموزعه على جبينه بيده المرتعشه ..كانت صوره ذلك الفتى الاشقر عالقة بذهنه ..وهو غارق بدمائه بعدما تم إطلاق النار عليه
اعتدل جالساً وهو يسمع صراخ ايرول من خلف الباب يطلب منه ان يفيق والى فأنه سيكسر الباب ...

فانسل من سريره ليتجه نحو الساعه اوقف رنينها الصاخب وتابع خطواته نحو الباب فتحه دون اكتراث ...وهو يبتعد متجه نحو الحمام ...
(كارل ...انت بخير )
ساله ايرول حين لاحظ ارتعاش يديه ...

(نعم ...)اجاب بصوت خفيض وكانه يحدث نفسه واستكمل طريقه ليدخل الحمام ويغلق على نفسه من جديد وسط دهشه ايرول وحيرته ....
فهو لايبدو بخير ...
ولكن ما عساه يفعل ! فهو يعلم ان كارل لايحب ان يتدخل احد بشيء يخصه ....وقد يفتعل مشكله ان وصل الامر لسيباستيان ....
تنهد باستياء وهو يجر خطواته مغادرا يقنع نفسه ان واجباته انتهت عند هذا الحد ..وحان الوقت لياخذ قسط من الراحه ...

أنهى كارل استحمامه وخرج وهو يجفف شعره..
كانت الساعه تشير نحو الخامسه فجراً ،من ما يعني أن سكان القصر قد اخلدوا للنوم الآن فهم كائنات ليليه ...
ازاح الستار السميك بحركة خاطفة من يده ليرى خيوط الشمس تتمدد متغلغله خلال اغصان الاشجار المصطفه . نهايه الظلام وبدايه النور الفجر يُنسِج بالوان ساحره ضبابيه ،والحركه تدب في الفضاء بعد سكونها ..وها هي الاوان الفاتره للسحاب بدات تظهر باشكال طيفيه مختلفه في الافق

ولكن هذا لم يثر في نفسه شيء سوى الحزن والمزيد من الاكتأب لتترجمه كلماته التي انطلقت وهو يتطلع بالفراغ (صباح بائس جديد )

كانت قد مرت أربع أعوام ..منذ جاء الى هنا اخفض راسه وهو يطلق تنهيده
ليقابل انعكاس صورته على الزجاج المعتم ، لم يتغير فية شيء،

وكأن الحياه تنطوي دون ان تشمله بعجلتها ،لايزال
يبدو بالسادسه عشر من عمره ..رغم مرور الاعوام لاحظ ان كل شيء يمضي بتسارع تحت مسننات الزمن ،دوران الوقت المستمر لايستثني احد ، رغم ان الوتيره لاتزال ثابته ظاهرياً ولكنه يمشي...يرى الازهار تذبل والاوراق تجف وتسقط ...والاشياء تصبح باليه مستهلكه.....
لاحظ ان الاطفال الذين يعلمهم يكبرون ويصبحون انضج ...كما وانتبه للمرات التي حرص فيها سام على تغيير بعض قطع الاثاث وتجديدها ...

ولكن شكله هو الوحيد الذي لم يتغير
اصبح متيقن الان من أنه قد توقف عن النمو ..هناك شيء يحصل !؟وكأنه في فجوة زمنية
..التمعت بذهنه صوره سيباستيان. .
فهو بالتأكيد يملك تفسير ؟؟ عليه أن يفهم منه

الثأر الصامتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن