29

3.7K 329 208
                                    

سماء زرقاء صافيه تتمدد فيها سلاسل  الشمس  لتحيي الاشجار تلامسها بنورها المشع   ..والرياح دافئه تلاطف الازهار تراقصها على الحان الطبيعه ، اجواء الربيع تشرق على المنزل الجبلي الواقف اعلى التل ذا الطراز الفكتوري بابراجه العاليه بعدما طليت حديثاً ..لتماثل الغيوم بالوانها

ففتح كارل عيناه ببطئ  وهو  يشعر  بالارهاق يثقل على كل جزء من  جسده ...
تامل اشعه الشمس الساطعه ...التي اجتاحت المكان فجئه حين قام يورا بازاحه الستائر وهو يقول
(لدي عمل لك اليوم لذا انهض ..)كانت لهجته توحي  بالصرامه ...
وهو يقف امامه بشكل مستقيم واضع يده على خصره  .وهو ينظر له ينتظر ليسرع
بدى مستعجل

حاول  الفتى  الاعتدال رغم الارهاق والصداع الذي هاجم راسه  كان ذلك الدواء الذي  اجبر على اخذه باليلة الماضيه  بفعاليه مضاعفه اكثر من اي مره سابقه ...فهو لم يسبق ان شعر بهذا الكم من الضعف ...لدرجه يشعر
وكأن الارض تجذبه اليها  بخيوط غير مرئيه ....لتعيده  للفراش  ..
وقف رغم ترنحه مستند على الجدار يرى الارض من حوله تدور

ابتسم يورا وهو ينظر له (لم اعلم انك ستتأثر هكذا !)

فرفع الفتى راسه لينظر له بعينان شبه مغلقتين ...ثم تحرك  ليسلك طريقه ناحيه دوره المياه
ولكن قبل ان يصل فوجاء بيورا يطاله بيديه هكذا اعتقد حين صرخ به (دعني ....
ولكن الحقيقه ان يورا التقطه قبل ان يقع فقد اختل توازنه

لم يكن يبدوا بخير فانفاسه مضطربه ووجهه محمر ..
انت مريض ..استطرد يورا  وقد تبدت على وجهه امارات القلق فيما يتفحص حرارته

فحاول كارل التملص ولكن قوته لم تسعفه بل وانه كلما حاول ان يقاوم يجد نفسه ينهار اكثر ...مرر يده يبعد يورا عنه هامساً (ابتعد وحسب ....ساكون بخير )

ظل يورا ينظر له باستغراب ....
يستحيل ان يكون هذا من تاثير الدواء فهو يعرف نتيجته ...
مؤكد ان هناك شيء اخر ...
.
صوت هاتفه قاطع افكاره فنظر له ليجد انه باترك

فقربه لاذنه وهو يبتعد عن كارل الذي جلس على الكرسي واضع يده على راسه ..

(نعم سيدي ..)

-(هل استيقظ )

مرر يورا نظراته نحو كارل  حين علم ان اللورد يقصده قائلا ( نعم ....)سكت قليلا ثم اضاف (استيقظ ...ولكنه لا يبدوا بخير )

-(اعطه الهاتف لاتحدث معه ....)

-(حسنا ...)
قال يورا وهو يشعر بالغرابه ...لماذا اللورد يريد التحدث مع كارل الان!!!
هل حصل شيء دون ان يعلم ؟
مرر الهاتف لكارل قائلا (انه السيد ...)

تطلع به كارل لبرهه وكأنه تفاجئ ايضا ...ولكنه لم ينتظر اخذ الهاتف
وقربه لاذنه دون ان يتكلم ..

-(اذا كيف تشعر ...)
قال باترك وهو يميل ليستند على سور شرفته ...بينما الشمس تنعكس على بشرته العاجيه
وبيده يحمل كاس يحوي سائل غامق اللون احمر ...

الثأر الصامتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن