7

7.7K 611 251
                                    

قطرات مطر عنيدة ترفض التوقف رغم  ارهاق الغيوم  كأن  غزارتها تُعاقب المكان في ذلك الطريق المظلم الذي لا نهاية له ... فبدا أن انهمار دموع السماء ذاك يتناسب مع خفقات الظلام في الأرجاء ... بل و يمتزجان معاً ...

كاد أن ينسى كيف يتوقف وهو يشق طريقه مسرعاً خلال ممرات متقاطعة وملتوية كما المتاهة

رذاذ الماء يتراشق من حوله  مع  كل خطوة  يخطوها على البرك المائية التي ملأت مساحات  واسعه من الأرض ...

أنفاسه مضطربة ونبضات قلبه ... تتناسق مع إيقاع خطواتهم المتضاربة وهم يتتابعون كما الوحوش الكاسرة ضجيج صراخهم امتزج مع إطلاق النار  لتخويفه ..
ويبدوا أنهم نجحوا بذلك فقد تعثرت خطواته وسقط ارضاً ..
كانت قد جرحت ساقه ...شعر أنه ما عاد قادر على النهوض ..وفكر أن يستسلم
حتى انتبه على تلك اليد التي  امتدت له لتمسك به وتنهضه ليستأنف المسير 
نظر لصاحبها .ليجده مبتل بالكامل بسبب المطر لم يستوضح تعابير وجهه 
فهو يجري لاهثاً أمامه ولكن يده لا تزال تطوق معصمه وهو يجره خلفه  
وكأنه خائف من أن يفقده   ..

أدرك للتو  أنه  ليس  وحيداً
هناك من يسانده ولكن من هو  ...كان لا يرى سوى ظهره وهو يجري مع خصلات شعره
ذات اللون الأشقر وهي تتحرك مع الرياح بثقل بسبب الرطوبة  ..
انتبه من تفكيره على صوت إطلاق نار شق الصمت ...
فاتسعت عيناه حين وجد ذلك الفتى الاشقر يتهاوى  أمامه ...بعدما اخترقت تلك الرصاصات جسده ..
فاتسعت عيني كارل مصدوما ....وصرخ من دون وعي

******** ********

فتح عينيه مفزوعاً
ليجد نفسه بغرفة غريبة ذات أثاث بسيط مختلفة عن التي كان فيها ...
أخذ يحاول تنظيم أنفاسه وهو يغير وضعية نومه ...
كانت  ليست  المره الاولى التي يراوده فيها هذا الكابوس ...
ولكنها أول مرة
يشعر بوجود ذلك الفتى معه ..
مرر يده على جبينه ليمسح قطرات العرق التي توزعت على وجهه  ...فيما كان يعتدل بجلسته
لم تكن حواسه متيقظة بعد بسبب تأثير السبات .. .
وبذلك لم ينتبه لوجود ذلك الشخص الذي كان  جالس يتطلع به ..
حتى أيقظه صوته لكسر الصمت 
(هل كان حلم سيء؟! )
فخرج المعني مما كان  فيه والتفت نحو صاحب الصوت
مفزوعاً  ليجده سأم

كان يبتسم بلطف كعادته يده اليمنى أسفل ذقنه وهو يستند بمرفقه على سطح مكتب المستقر  في زاوية الغرفة قريباً من النافذة 
يضع قدم فوق الأخرى وفي حجره كتاب   يتصفحه بيده اليسرى

.
أخذ كارل دقيقه وهو  ينظر له
حتى تنبه لما حصل بالليلة الماضية ..فانتصب جالساً كما المذعور ... و هو يتطلع به بعينين شاخصتين ...

ابتسم سام بشيء من المرح فيما كان يعتدل بجلسته وهو يستطرد
قال (لقد تجاوزت الاختبار بنجاح تهانينا )
بدى الفتور يظهر على وجه كارل ومن دون وعي وجد نفسه يتفحص   عنقه بأصابعه
و بدأت الصور تمر أمام عيناه لتذكره بتلك الفتاة وهي تنشب انيابها بعنقه

الثأر الصامتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن