27

4K 383 212
                                    

اشرقت الوان النهار خلف الغابة وكان لأشجار الصنوبر  في اضواء الفجر الاولى حمره ياقوتيه لامعه بينما ظلالها الطويلة تنعكس على النهر مثل مشاعل ملتهبة
وتبدت الشمس لتكتسح الظلام ناشره خيوطها الذهبية

ثلاثة ايام مضت خلالها بدأت اعمال الترميم لإعادة القلعة  لحيويتها السابقة ، ولفرط حماس السكان ما ادخروا وقت  فقد ارسلوا بشراء معدات الترميم وماهي الى ساعات حتى وصلت عده عربات شحن محمله بمواد البناء وبمساعده اهل القرى المجاورة
بدء اصلاح ما دمر
فمنزل سيباستيان كان مثل مشفى مصغر يقصدونه لقربه من قراهم ...
بعد اليوم الاول انطلق
الاطفال يلعبون بالفناء مثل العادة ...عيونهم الحمراء تضيء  تنافس تألق الفجر  ولمعان النجوم  ،فقد نسوا ما حصل ..ضحكاتهم تتردد بالأرجاء مثل سنفونية جذابه تبعث على الاطمئنان ....وقف   كارل  عند الفناء بعدما وجد الفرصة  سانحه للتملص من الحراس الذين كانوا ملازمين له طيلة الفترة السابقة ...

وقف  بنظرات شارده  لا تدل على شيء سوى الخيبة فهو بالنهاية الخاسر الوحيد بالمعادلة ،عائلته جات لقتله ...حقيقه لم يستطع ان يتجاهلها رغم ان محاولتهم اجهضت لسبب ما قبل تمامها ...هم جاءوا لقتله بغض النظر عن النهايات والاسباب التي دفعتهم ...كيف لهم ان يتجاهلوه طيلة الفترة الماضية ثم يأتوا الان لسلبه حياته !!
ضغط على اسنانه وكمش يده ليكورها على شكل قبضه حين التمعت بذهنه صوره والده وهو ينظر له بحياد ويسدد فوهه المسدس نحو راسه ..لم يتخيل ولو للحظه واحده انه هو من سياتي لتصفيته ،لو لم يره بعينه لما صدق !!
ارخى هدبيه وهو يشعر بقلبه يضعف بين جوانحه ..كان يتوقع  ذلك من العائله ولكن ليس كايت لقد كان والده وان لم يكن قد انجبه فقد  رباه وعلمه كل شيء .لمَ لِم يفهم ان وجوده هنا كان لأجله ...لأجل ان لا يخسر  رينو كما خسر زوجته من قبل !!
وضع يده على جبينه يدلكه وهو يشعر بالصداع الذي انتجته  تلك الافكار ....يبحث عن سبب ، سبب واحد ينقذه من الاحباط الذي الم بروحه وصار ينهشها دون رحمه  فهو يعرف كايت جيداً مادام جاء لقتله فبالتأكيد لديه سبب وجيه ...هو لم يرسل احد بل جاء بنفسه بكامل جاهزيته واستعداداته   ...هو لا يفعل ذلك الى ان كان خائف من امر ما !!
ولكن من ما ... هل هو خائف منه !!

ارخى يده الى جانبه وقد  غشى بصره اسفل خصلات شعره المتهدله ..تذكر ان والده يتخلص من كل شيء يسبب له القلق هذا احد مبادئه ...هو يسحق اي امر يشكل عليه تهديد  اخبره  ذلك عدة مرات ...ولكن لماذا تراجع !!
ارخى راسه متسائلاً
بل ولماذا اخطئه واصاب ايرول وهو الذي يلقب بقوه الصاعقة بين العائله لشده دقته ومهارته
حتى وان باغته ايرول واعترض طريقه الى هدفه  كان يكفي ان يميل المسدس قليلاً ليصيبه من خلفه  ....

ذلك لم يكن عليه صعب فهو صياد حاذق  لا تطيش رصاصته ولا تضطرب يده ،الا ان اراد هو ذألك ...رفع راسه نحو السماء بعدما ادرك ان الامر كان تهديد ،  هو لم يأتي لقتله  ..بل ربما هو جاء لذلك ولكنه تراجع ورصاصته كانت عباره عن رساله ،رساله دون حروف ولكن بمعانى واضح وهو   ان روابطه مع العائله قد انتهت ...ماتت حرفياً ..

الثأر الصامتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن